فرنسا وأوروبا تتنفسان الصعداء بفوز ماكرون تقرير إخباري

الحدث الثلاثاء ٠٩/مايو/٢٠١٧ ٠٥:٠٤ ص
فرنسا وأوروبا تتنفسان الصعداء بفوز ماكرون

تقرير إخباري

باريس – ش
قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن باريس تنفست الصعداء بعد انتخاب ماكرون رئيساً لفرنسا وتغلّبه بفارق كبير على منافسته اليمينية مارين لوبان.
وأشارت الشبكة إلى أن مشهد احتفال الفرنسيين بفوز ماكرون، واحتضانهم بعضهم البعض وسط الأغاني الشعبية، لم يكن تقليدياً بالنسبة للاحتفال بفوز رئاسي، لكن هذه الانتخابات لم تكن عادية، وكذلك الناخبون لم يكونوا عاديين. فطوال الحملة الانتخابية كان العرض السياسي الفريد الذي قدّمه ماكرون لا يتحدث لليمين ولا اليسار، الأمر الذي ساعد كثيراً في التأثير على الناخبين المرتبكين الذين يسعون لحلول سياسية خارجة عن المألوف.
وعلّقت صحيفة "واشنطن بوست" على نتائج انتخابات الرئاسة الفرنسية، وقالت إن هزيمة المرشحة اليمينية المعادية للاتحاد الأوروبي مارين لوبان التي فاقت التوقعات كانت بمثابة كشف لواقع قوى اليمين المتطرّف التي تسعى للإطاحة بأوروبا، وأشارت إلى أنه رغم انتصار معسكر البريكست وفوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة، إلا أن اليمين ربما يكون بعيداً عن السلطة لسنوات.
وفي خيار بعد الآخر منذ فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية، جاء الناخبون في أوروبا الغربية بمرشحين من التيار السياسي التقليدي إلى السلطة رغم الإحساس الذي ساد بعد نوفمبر الفائت بأن الموجة الشعبوية المعادية للمهاجرين كانت تكتسح العالم الغربي. فقد خسر مرشحو اليمين المتطرّف في كل من النمسا وهولندا وفرنسا. وكذلك، فإن الحزب اليميني المتشدد المتشكك في ألمانيا قد انهار في استطلاعات الرأي الأخيرة قبل الانتخابات المقررة في سبتمبر المقبل.
من جانبها رأت الصحف الفرنسية والعالمية أن فوز الوسطي والمدافع عن أوروبا شكّل انتصاراً ضد الشعبوية وارتياحاً لأوروبا، إلا أن الأمر سيتطلب الكثير من الجهد من رئيس الجمهورية الفرنسية المنتخب الأصغر سناً في تاريخ فرنسا.
ففي فرنسا، ذكرت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية "نحن بصدد انتصار تحت الضغط؛ لأن نسبة الامتناع الكبيرة بالرغم من تهديد "الجبهة الوطنية" (اليمين المتطرّف) هو إشارة إلى عدم الرضا حيال الرئيس الجديد".
من جانبها، أبرزت صحيفة لوفيجارو اليمينية تسجيل نسبة الامتناع الأعلى منذ العام 1969، وتفتيت الأصوات على أربع كتل، متوقعة أن يخوض الرئيس المنتخب انتخابات تشريعية صعبة.
وأشارت صحيفة "لوموند" إلى أن النجاح الذي تحقق هو نسبي؛ لأن قسماً كبيراً من الفرنسيين لم يصوّت من أجل مرشح بل ضد اليمين المتطرّف، مشيرة إلى النسبة المرتفعة للمقاطعين وكذلك للبطاقات البيضاء والباطلة، وأضافت أن ماكرون سيكون الرئيس الذي سيتم التشكيك في شرعيته- التي خرجت من الصناديق- في أسرع وقت.
فيما وصفت صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الليبرالية انتخاب ماكرون أنه "خيار الأمل بوجه جديد لفرنسا شاب وجريء وفاتح.."، وذكرت صحيفة "لومانيتي" الشيوعية أن "معركة جديدة تبدأ.. لمعارضة السياسات الليبرالية التي أعلن عنها الرئيس الجديد".
وفي ألمانيا، ذكرت صحيفة "فرانكفورتر ألجيماينيه تسايتونج" المحافظة أن "أوروبا تفادت الكابوس" بأنه لن يحكم فرنسا امرأة من اليمين المتطرّف، معتبرة أن الفوز الكبير لإيمانويل ماكرون يمنح الثقة إلا أن أوروبا لا يجب مع ذلك أن تتوهم كثيراً.
فيما كتبت "تاجس زايتونج "اليسارية: "إن انتصار إيمانويل ماكرون الكبير يمثل ارتياحاً هائلاً لفرنسا".
وفي إسبانيا، كتبت صحيفة "الباييس" أن فرنسا اختارت ماكرون واحتوت الشعبوية، معتبرة أن فور إيمانويل ماكرون بانتخابات الرئاسة وهو مؤيد لأوروبا ومصرفي ليبرالي سابق احتوى موجة الاستياء الشعبوي الذي انتصر في نوفمبر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقبل ذلك في الاستفتاء البريطاني، وأضافت "بعد البريكست وترامب، لن يكون هناك لوبان".
وفي بريطانيا، كتبت صحيفة ذي جارديان "حظاً موفقاً يا سيد ماكرون.. فستحتاج له"، معربة عن قلقها من الرقم القياسي الذي حققه اليمين المتطرّف، وأضافت "أي نتيجة أخرى كانت ستكون كارثة أوروبية ولمرة من حسن الحظ صدقت استطلاعات الرأي".