باريس – ش
في مقاله في "الغارديان"، يتحدث لاري إليوت عن وجود إيقاع مألوف في السياسة الفرنسية. يتم انتخاب الرئيس وسط أجواء فائضة من الإيجابية، يعد الرئيس بالإصلاح الجذري والفرعي للاقتصاد بما يؤدي إلى تحقيق معدل نمو أكبر وانخفاض لنسبة البطالة. يفشل الرئيس في تحقيق التحول الذي وعد به. يستمر الاقتصاد في التخبط. يخرج الرئيس من قصر الإليزيه.
كانت هذه الحال مع فرانسوا ميتران وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، ويبدو أن ماكرون لن يخالف القاعدة.
نجح ماكرون في الخروج من عباءة الأحزاب السياسية، وفي الترويج لخط سياسي اقتصادي ليبرالي، وقدم نفسه كمنقذ من خارج "السيستم".
انشغل العالم بقصة حب ماكرون لمعلمته التي تكبره بأكثر من 20 عاماً، لكن الرومانسية (السياسية تحديداً) فقدت الكثير من قدرتها على التأثير.
لكن في جولة على بعض أبرز المشاكل الفرنسية اليوم، وعلى رأسها ارتفاع منسوب البطالة لدى الشباب (أكثر من 10%) وبالتالي معدلات الفقر، فضلاً عن تراجع حركة الاستثمار الذي يستدعي تخفيف القيود، وعجز الميزان التجاري (أكثر من 6 بلايين يورو)، وتراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات أقل مما كانت عليه الحال قبل تولي هولاند الرئاسة، لا يشي بمستقبل أفضل.
وفقاً لتشارلز غرانت، مدير مركز الإصلاح الأوروبي، يعول ماكرون على ألمانيا. يريد أن توافق برلين على إعادة تشكيل اقتصادها المحلي، مما يساعد ليس فقط المصدرين الفرنسيين بل الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي.
كما يطرح ماكرون إنجاز مشروع الاتحاد النقدي من خلال وجود ميزانية لمنطقة اليورو يديرها برلمان منطقة اليورو ووزير مالية لمنطقة اليورو.
لكن، بحسب غرانت، لن يكون الحصول على موافقة الألمان على التغييرات المقترحة سهلاً أمام ماكرون. وحتى لو دفع الأخير باتجاه تحقيق ما يطرحه، فلا يوجد ضمانات أن النمو يتسارع ونسبة البطالة ستنخفض.