المعبيلة الجنوبية بلا مياه

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٧/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٤٩ ص
المعبيلة الجنوبية بلا مياه

عيسى المسعودي Ias1919@hotmail.com تعد منطقة المعبيلة الجنوبية من المناطق المهمة والحديثة بولاية السيب بمحافظة مسقط، وتتميز هذه المنطقة بالكثافة السكانية والمخططات السكنية الحديثة، وتشهد حركة تجارية وعمرانية كبيرة، ويوما بعد يوم نجد هذه المنطقة تأخذ مكانتها الاستراتيجية في قلب العاصمة مسقط من خلال إنشاء مشاريع تجارية وسياحية وعقارية متعددة وأيضا وجود مناطق صناعية وتجارية ومؤسسات تعليمية تمثل كليات وجامعات وغيرها من المقومات التي تجعل منطقة المعبيلة الجنوبية من المناطق الواعدة، وتتوسط بموقعها الاستراتيجي بين ولاية السيب أكبر الولايات كثافة سكانية بحسب إحصائيات التعداد السكاني الأخير للسلطنة وولاية بركاء التي تشهد أيضا حركة تجارية واقتصادية كبيرة وإنشاء مشاريع حكومية في مختلف المجالات والقطاعات وأيضا قرب المعبيلة الجنوبية من مناطق أخرى حيوية مثل حلبان والخوض ومنطقة الرسيل الصناعية، كذلك المنطقة مهيئة للتوسع وبشكل كبير خلال الفترة المقبلة بعد إنشاء الطريق السريع الذي أعطاها ميزة جديدة ومهمة، لذلك لا يختلف اثنان أن منطقة المعبيلة الجنوبية من المناطق المهمة والتي تستقطب أعدادا كبيرة من السكان وتحظى باهتمام رجال الأعمال والشركات والمؤسسات في إقامة مشاريع مختلفة، وفي نفس الوقت قامت العديد من المؤسسات الحكومية ومن بينها وزارة الإسكان والتربية والتعليم والصحة وشرطة عمان السلطانية وبلدية مسقط وغيرها من المؤسسات الحكومية والخاصة بتنفيذ مشاريع خدمية تواكب هذا التطور الذي تشهده هذه المنطقة والتي ارتفعت فيها قيمة الأراضي السكنية والصناعية والتجارية إلى مبالغ كبيرة مقارنة بقيمة هذه الأراضي قبل سنوات فائتة عدة، وهذه نتيجة طبيعية بسبب مكانة وموقع المنطقة الاستراتيجي في محافظة مسقط. ولكن رغم أهمية منطقة المعبيلة الجنوبية إلا أنها وللأسف الشديد تعاني عدم وجود خدمة مهمة وأساسية وهي خدمة المياه، إذ لا يزال سكان هذه المنطقة وبعد هذه السنوات يستخدمون السيارات (التناكر) لتوصيل المياه في منطقة حيوية مهمة وجزء من محافظة مسقط، وخاصة في المخططات سواء كانت القديمة أو الجديدة بالمعبيلة الجنوبية ويعاني سكان هذه المنطقة والشركات من هذا الموضوع رغم أن هناك عددا من السكان مضى عليهم أكثر من 10 سنوات وهم يستخدمون السيارات (التناكر) لتوصيل المياه والمطالبات مستمرة في هذا الجانب من الأهالي خاصة وأن منطقة المعبيلة الجنوبية وتحديداً المرحلة الثانية والثالثة والرابعة بها الخدمات الحكومية الأخرى كافّة مثل: الطرق، والإنارة، والكهرباء، وخدمات الاتصالات، وغيرها من الخدمات الأخرى. إلا أنها ما زالت تعاني من عدم توفر خدمة الماء الحكومي والتي تعد من أهم الخدمات التي يجب توفرها في أي منطقة حديثة سواء كانت المعبيلة أو غيرها من المناطق وكباقي الخدمات الأخرى، فكما حرصت الحكومة على توفير الخدمات الأخرى فعلى المؤسسات المعنية العمل بشكل سريع على توفير خدمة المياه، فهي من الضروريات والأساسيات التي تحتاجها المنطقة خاصة وأننا كما قلنا منطقة المعبيلة الجنوبية من المناطق الواعدة وبها كثافة سكانية تتطلب اهتماما أكبر في مجال توفير مختلف الخدمات والتي من أهمها خدمة المياه وحتى تكتمل المرافق في هذه المناطق الحيوية. إن الاستثمار الحكومي في مثل هذه المشاريع الخدمية من الاستثمارات الناجحة وتعود بالمنفعة على موازنة الحكومة من خلال دفع الرسوم والفواتير الناتجة عن استخدام هذه الخدمات، كما تساهم في تنظيم المناطق الجديدة وتعطي قيمة مضافة لسكان هذه المنطقة فعلى سبيل المثال إذا قامت الحكومة ممثلة في المؤسسات المعنية بقطاع المياه بتنفيذ مشروع وتوصيل المياه لمنطقة المعبيلة الجنوبية سيساهم ذلك في الحصول على دخل كبير خلال الفترة المقبلة من جراء استخدام هذه الخدمة وخلال سنوات معينة ستحصل الحكومة على نتائج إيجابية من هذا الاستثمار ومردود مالي منتظم يعوضها عن قيمة تنفيذ المشروع وهذه طبيعة أغلب المشاريع المنفذة خلال الفترة الفائتة، فتوفير الخدمات المختلفة هو استثمار إيجابي ومهم من قبل الحكومة، كما أنها ستساهم في نفس الوقت في استكمال المرافق والخدمات الضرورية في المنطقة وهذه من أهم واجبات المؤسسات الحكومية التي يجب أن تحرص على توفير هذه الخدمات في مختلف المناطق وتعزز البنية الأساسية، لذلك على الجهات المعنية أن تبادر وأن تكون لديها استراتيجية في تنفيذ مختلف الخدمات لتواكب التطور العمراني الذي تشهده السلطنة في محافظات السلطنة كافّة، فمنطقة المعبيلة الجنوبية بولاية السيب مجرد مثال واحد، إذ من المؤكد أن هناك العديد من المناطق الحيوية في محافظات السلطنة المختلفة تحتاج إلى توفير مثل هذه الخدمات سواء كانت خدمة المياه أو الكهرباء أو الطرق أو الاتصالات أو الصرف الصحي أو غيرها من الخدمات، وعلى المؤسسات الحكومية المعنية ألا تتحجج بعدم وجود الموازنات المالية، فموضوع التمويل يمكن إيجاد الحلول له من خلال التعاون بين المؤسسات الحكومية المعنية بتنفيذ المشاريع الخدمية وبين مؤسسات القطاع الخاص أو المؤسسات المالية في القطاع المصرفي من أجل الحصول على التمويل وتنفيذ المشاريع، إننا نتطلع إلى الاهتمام أكثر من قبل المؤسسات الحكومية الخدمية بتوفير مختلف الخدمات ومواكبة احتياجات المرحلة المقبلة.