كيف يمكن للمدرسة وأولياء الأمور المحافظة على زمن التعلم؟

بلادنا الأحد ٠٧/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
كيف يمكن للمدرسة وأولياء

الأمور المحافظة على زمن التعلم؟

مسقط -
حظي زمن التعلم بمكانة بالغة الأهمية في المنظومة التعليمية التي تتبعها السلطنة في فلسفتها التعليمية، كونه عموداً أساسياً من أعمدة نجاحها، وأفضل السبل في تحقيق جودة العملية التعليمية والتعلمية، وذلك من خلال استثمار الزمن المخصص للتعلم بما يمكّن الطالب من اكتساب المعارف والكفايات التعليمية المنشودة، وإحراز أفضل النتائج في مخرجات التعليم وتطويرها. وتعكف وزارة التربية والتعليم على بذل الجهود والطاقات كافة للمحافظة على زمن التعلم وتفعيله والحيلولة دون ضياعه في مختلف مدارس السلطنة، والحد من ظاهرة انقطاع الطلبة عن المدرسة قبل الانتهاء الفعلي للفصل الدراسي، كما أن للمدرسة وولي الأمر دوراً بالغ الأثر في تفعيل زمن التعلم والمحافظة عليه وتحقيق الأهداف المنشودة منه.

ويطرح التحقيق الآتي مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تبذلها الوزارة وبتضافر جهود جميع العاملين في الحقل التربوي، ودور أولياء الأمور في تفعيل زمن التعلم الفعلي لأبنائهم، ودور الطالب كمحور ارتكاز للعملية التعليمية في المواءمة بين التزامه بالحضور للمدرسة حتى آخر يوم للدراسة وبين المذاكرة التي تسبق الاختبارات النهائية.

تدابير وإجراءات

حول التدابير والإجراءات التي اتخذتها الوزارة ممثلة في المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بشأن مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للحيلولة دون ضياع زمن التعلم، قال المدير المساعد لدائرة تطوير الأداء المدرسي بالوزارة عزيز بن خليفة الرحبي: «اتخذت الوزارة مجموعة من التدابير والإجراءات للحفاظ على زمن التعلم بداية بتعميم دليل مواعيد الدراسة والامتحانات والإجازات للعام الدراسي 2016 /2017م لجميع المديريات التعليمية بالمحافظات وجميع إدارات المدارس بمختلف مراحلها الدراسية، كما جرى الإيعاز للمديريات التعليمية بالمحافظات بتوجيه المشرفين بالأهمية القصوى بتكثيف متابعة الانتظام والانضباط أثناء الزيارات أو المتابعة الفنية الإلكترونية للمدارس، وتحري الدقة والموضوعية في المتابعة مع رفع تقارير دورية للمديرية، وشُكلت لجان متابعة على مستوى المديريات التعليمية، ووضعت موجهات فنية وإدارية تضمن الحفاظ على الانتظام بالمحافظات وعُممت على المديريات التعليمية، كما شُكلت لجان مركزية من المديرية ووضعت خطة لزيارة المدارس بالمديريات التعليمية بالمحافظات قبيل نهاية الفصل الدراسي الأول والثاني، وقبل فترة الامتحانات، وتعزيز المدارس التي أظهرت نسباً مرتفعة في الانتظام ورفع تقرير عن جهود المديريات والمدارس للحفاظ على زمن التعلم، والتأكيد على المديريات بأهمية الأخذ بالملاحظات وتوصيات اللجان الزائرة، كما دُرست الملاحظات التي تؤثر على زمن التعلم ونُوقشت مع المديريات المعنية بديوان عام الوزارة لإيجاد الحلول والمقترحات لذلك.

جهود توعوية

وحول الجوانب التوعوية التي قامت بها المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية لتعريف كل من المدارس والطلبة بزمن التعلم الفعلي، وتعزيز حضور الطلبة حتى آخر يوم في الفصل الدراسي قال الرحبي: «قامت المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بجهود مختلفة لنشر الوعي بأهمية الحفاظ على زمن التعلم وأهميته بالنسبة للتحصيل الدراسي، ومناقشة موضوع الانتظام في مختلف المحافل التي تتاح للمديرية كاللقاءات والزيارات المختلفة، وذلك لتوعية المعنيين بالمديريات التعليمية بأهمية الحفاظ على زمن التعلم، كما كانت لها جهود حثيثة بالتعاون مع المديرية العامة لتقنية المعلومات حول استثمار واجهة البوابة التعليمية في وضع الصور والعبارات التوعوية لمختلف الشرائح (الطالب، وولي الأمر، والمدرسة) تحث على الانتظام المدرسي»، وأضاف: «إن مسؤولية الحفاظ على زمن التعلم مسؤولية جماعية تدخل فيها جميع شرائح المجتمع، وأُعدت وسائط إعلامية توضح دور كل من الطالب والمعلم وولي الأمر في الحفاظ على زمن التعلم ونشره عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة».
وذكر مشرف الأحياء بدائرة الإشراف التربوي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالوزارة حمود بن سليمان الرمح أهمية دور الإشراف التربوي بالوزارة في متابعة المديريات التعليمية بشكل عام والمدارس بشكل خاص، لتطبيق سياسات الوزارة في المحافظة على زمن التعلم الفعلي، قائلاً: للإشراف التربوي دور كبير في مراقبة زمن التعلم، فهو يقوم بزيارات إشرافية تشاركية وتخصصية للمديريات التعليمية وللمدارس بصورة مستمرة على مدار العام الدراسي -سواء كانت هذه الزيارات مركزية أو على مستوى المديريات التعليمية- يُتابع ضمن فعالياتها زمن التعلم بصورة مباشرة أو غير مباشرة، من خلال متابعة التنفيذ الفعلي لخطط المناهج الدراسية، والتأكد من الحصص المنفذة للمادة، كما يعكف الإشراف التربوي من خلال المتابعات الإلكترونية من موقع البوابة التعليمية، ومن نظام المؤشرات التربوية بدراسة ما جرى تدريسه وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد للعام الدراسي، ومتابعة تطبيق النشرات التوجيهية لخطط توزيع المناهج الدراسية، بالإضافة إلى تشكيل لجان دورية مركزية وعلى مستوى المديريات التعليمية لمتابعة مدى انضباط الطلاب والتزام المعلمين بزمن التعلم المعتمد في الخطط الدراسية.
وأضاف: الحديث عن زمن التعلم يشمل العام الدراسي واليوم الدراسي والحصة الدراسية بل على مستوى تحقق كل هدف من أهداف المواد الدراسية، فعند التخطيط أو التحضير للدروس يُحدد زمن التعلم لكل هدف ومخرج تعليمي في الحصة الدراسية، ومن خلال ذلك يُضبط الزمن الإجمالي للتعلم في المادة الدراسية.

فرق مشتركة

وشاركه الرأي المشرف أول للغة العربية بالدائرة نفسها درويش بن مسلم الكيومي قائلاً: إلى جانب التوجيهات المستمرة لمديريات التربية والتعليم في المحافظات بأهمية الالتزام بزمن التعلم المتاح للطلبة، تقوم فرق مشتركة من دائرتي الأشراف التربوي وتطوير الأداء المدرسي بتنفيذ زيارات تشاركية طوال العام الدراسي، وتأتي المحافظة على زمن التعلم من أولويات هذه الزيارات، فيُتابع غياب الطلبة وانتظامهم، والهيئات التدريسية بالمدرسة والتزامهم بمواعيد العمل، والتزامهم بزمن التعلم المحدد للعام الدراسي، وتقيدهم بالخطط الزمنية لتنفيذ المناهج، كما نُقدم التوجيهات والتوصيات لإداراتها -في حال إن كان هناك عدم التزام بمواعيد الحضور والانصراف أو غياب متواصل- وقد أسهمت هذه الزيارات والمتابعات المختلفة في تصحيح الكثير من الممارسات غير السليمة المتعلقة بالغياب غير المبرر نهاية كل فصل دراسي، كما حسّنت بصورة ملموسة وواضحة من مستوى استغلال زمن تعلم الطلبة، مما يصب في الأخير في تحسين تعلم الطلبة ورفع مستواهم التحصيلي.