لندن - ش
أصبحت أكبر مصفاة للنفط في أمريكا الشمالية تحت سيطرة شركة "أرامكو" السعودية التي اشترتها مؤخراً، وهي الصفقة التي تكشف جانباً من العمليات العملاقة التي تديرها الشركة السعودية والسياسات المستقبلية للشركة التي ستصبح قريباً أضخم شركة عرفها البشر مدرجة في أسواق الأسهم العالمية، بحسب ما جاء في موقع العربية نت.
ولا تزال شركة "أرامكو" النفطية العملاقة مملوكة بالكامل حتى الآن للحكومة السعودية، إلا أنه من المفترض أن يتم طرح خمسة بالمئة من هذه الشركة للاكتتاب في طرح عام، ومن ثم إدراج أسهمها للتداول في السوق، لتصبح حينها أكبر شركة مساهمة موجودة في العالم، وتتفوق في حجمها على شركات أمريكية عملاقة من بينها "غوغل" و"آبل" وغيرهما.
وقال تقرير لمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية إن شركة "أرامكو" اشترت مصفاة "بورت آرثر" النفطية في ولاية تكساس الأمريكية بنسبة 100 بالمئة، لتكون بذلك أكبر مصفاة في أمريكا الشمالية (أي في الولايات المتحدة وكندا معاً) قد أصبحت تحت سيطرة وتحكم الشركة السعودية "وهو ما يعزز وصولها إلى سوق الطاقة الأمريكي المربح في هذا الوقت الحرج"، على حد تعبير المجلة.
وبحسب التقرير الذي اطلعت عليه "العربية.نت" في "فورين أفيرز" فإن خبراء الطاقة يعتقدون أن الصفقة التي أبرمتها "أرامكو" قبل أيام تمثل الحلقة الأحدث في مسيرتها نحو تحقيق مزيد من القوة في أسواق النفط، وتأتي قبل الطرح العام المتوقع إجراؤه العام المقبل لما نسبته خمسة في المئة من الشركة.
وترى المجلة الأمريكية أن "الصفقة تكشف عن استراتيجية أوسع لشركة أرامكو لم يسبق أن سلكتها أية شركة نفطية حكومية من قبل، وهي استراتيجية تقوم على شراء المصافي التي يصب إنتاجها في كل أنحاء العالم من أجل الوصول إلى المستهلك في النهاية بغض النظر عن الأسعار".
وكانت "أرامكو" قد أبرمت الاثنين الفائت صفقة شراء مصفاة "بورت آرثر" الأمريكية ومعها 24 محطة توزيع في الوقت الذي تتجه فيه أعين المستثمرين على الطرح العام الأولي الذي يجري الإعداد له حالياً، والذي يحظى باهتمام بالغ من كبار المستثمرين في مختلف أنحاء العالم.
وتكشف المجلة الأمريكية أن مصفاة "بورت آرثر" في تكساس تعتبر "جوهرة التاج" في السوق النفطي الأمريكي، بسبب حجمها العملاق وأهميتها الاستراتيجية، حيث إنها تتعامل يومياً مع 600 ألف برميل نفط، ويصب إنتاجها في أماكن مهمة من القارة الأمريكية، بما في ذلك الشرايين المهمة لاقتصاد الولايات المتحدة.