"بوبون" وأسرته يجوبون بقاربهم العالم منذ سبع سنوات

7 أيام الخميس ٠٤/مايو/٢٠١٧ ٢١:٤٥ م
"بوبون" وأسرته يجوبون بقاربهم العالم منذ سبع سنوات

- الفرنسي بوبون: في السلطنة قمنا بمهرجان للتوعية بالبيئة في جزيرة مصيرة وحملة لتنظيف الشاطئ، والعديد من أنشطة الحفاظ على البيئة البحرية

- زرنا صلالة، والدقم، وجزيرة مصيرة، ومحمية السلاحف برأس الجنز، ووادي شاب، ونزوى، ومسفاة العبريين، ومسندم، والمتحف الوطني والجامع الأكبر

مسقط- خالد عرابي
يدور البحار الفرنسي فيليب بوبون في رحلة حول العالم على متن قاربه الشراعي منذ سبع سنوات، حيث بدأها وأسرته في العام 2010 م، ووصل إلى السلطنة مؤخرا قادما من جيبوتي عبر مضيق باب المندب مرورا باليمن.. وبعد وصولهم إلى صلالة انتقلوا إلى مسقط ليقضوا بها عدة أيام ويزوروا أبرز معالمها، ثم تنقلوا في جولة أخرى داخل السلطنة إلى العديد من المناطق والمعالم الأخرى.. "7 أيام" حاورته في لقاء خاص ليحدثنا عن مغامراته وعن انطباعاته عن السلطنة.
في البداية أكد بوبون "البالغ من العمر 62 عاما" على أنهم بدأوا هذه المغامرة منذ سبع سنوات، وقد يفهم البعض أنهم خلال تلك المدة لم يخرجوا من البحار والمحيطات، إلا أن هذا غير صحيح فهناك فترات يكونون فيها خارج المياه، كما أن تلك المدة تضمن فترات كانوا يعودون فيها إلى موطنهم فرنسا، ولكن يبقى أن تلك الرحلة مستمرة حول العالم على مدى السنوات السبع، لافتا النظر إلى أنهم -قاصدا أسرته كاملة- مستمرون في المغامرة وفي ممارسة حياتهم الطبيعية -التي أصبح معظمها على متن القارب- مثل التعليم والتحصيل عن بعد، حيث تم تنسيق الأمر مع وزارة التعليم ببلاده، وهم ينجحون كل عام وأيضا فرحون بهذه الحياة الجديدة وبالمغامرة كفكرة متكاملة.
ثم حدثنا عن نفسه فقال: أنا في الأساس بحار ولدي خبرة وتاريخ أرى أنه كبير ويمكنك أن تصفه بأنه حافل في الإبحار الشراعي، فقد كنت ضمن الفريق الأسطوري في سباق وايتبريد للإبحار حول العالم بين عامي 1977-1978 بقيادة الربان إيريك تابرلي، وقد فزت بالمركز الأول في سباق روت دورام لعبور المحيط الأطلسي بين فرنسا وأمريكا الجنوبية، وفزت بلقب سباق فيجارو الفردي ثلاث مرات، كما فزت بالمركز الثالث في سباق فيندي جلوب للإبحار الفردي حول العالم.
وعن أسرته التي ترافقه طوال تلك الرحلة قال: نحن أسرة مكونة من 6 أفراد (أنا وزوجتي "جيرالدين دانون" وأبنائنا الأربعة: (نينا، ولورا، وماريون، ولوب).

رحلة استكشافية

وبسؤاله هن الهدف الأساسي من مغامرته هذه قال البحار الفرنسي بوبون: كانت الفكرة في البداية من جانبي وزوجتي أن نقوم بعمل مختلف غير الذي يقوم به الآخرون، وبما أنني بحار وهي فنانة مشهورة ومصورة ومخرجة معروفة ولها باع طويل في ذلك تطورت الفكرة لتصبح أعم وأشمل. وقد انطلقت رحلتنا بقاربنا الشراعي "زهرة الجنوب" -الذي يحتوي على محرك أيضا ولكننا لا نستعمله إلا في الأوقات الحرجة والطوارئ- من ولاية ألاسكا الأمريكية في رحلة استكشافية هدفها التوعية بالتغيرات المناخية وقضايا التلوث البحري والحفاظ على كوكب الأرض وخاصة المحيطات والبحار والأسماك، وتقديم ملاحظات حية عن حالة البحار والمحيطات التي نعبرها، حيث نأخذ عينات من المياه دائما للتعرف على وضع الحياة البحرية، كما نقوم ببث رسائل توعوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحاتنا عليها.
وعند سؤاله عن سبل إيصال رسالته التوعوية أجاب قائلا: إن ذلك يحدث من خلال العديد من السبل ومنها: قيامهم بإعداد وكتابة التقارير وتصوير الأفلام القصيرة، حيث تتولى زوجتي مسؤولية تصوير الأفلام التوثيقية للرحلة وكتابة التقارير اليومية التي تحكي مجريات الحياة وتنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. أما الطريقة الأخرى فهي اللقاءات الحية والمباشرة من خلال الندوات والمحاضرات التي نقيمها، فكلما وصلنا إلى بلد وبقينا به فترة ووجدنا فرصة قمنا بالعديد من اللقاءات وقدمنا العديد من الندوات والمحاضرات التوعوية لطلاب الجامعات والمدارس وهذا ما حدث في سلطنة عمان أيضا، إذ التقينا بشباب وفرق عمان للإبحار للناشئين، وبطلاب المدرسة الفرنسية، كما قمنا بمهرجان للتوعية بالبيئة في جزيرة مصيرة بالتعاون مع جمعية البيئة العمانية، وحملة لتنظيف الشاطئ، وبالعديد من الأنشطة الأخرى للحفاظ على البيئة البحرية.
وعن جولاته في سلطنة عمان قال البحار الفرنسي: قمنا بعدد من الزيارات للعديد من المعالم الثقافية والطبيعية، ومنها: مدينة صلالة التي وجدنا فيها أشجار اللبان، وموقع البليد الأثري، وجزر الديمانيات، ورأس مدركة في الدقم، وصحراء الخلوف، وجزيرة مصيرة، ومحمية السلاحف برأس الجنز، ووادي شاب، وولاية نزوى، ومسفاة العبريين، ومسندم. وفي مسقط زرنا المتحف الوطني، والجامع الأكبر.
وعن أصعب المواقف التي مروا بها قال: أصعب اللحظات بالنسبة لنا هي التي عبرنا خلالها بالقرب من الصومال وجيبوتي، فقد كنا خائفين بسبب الكثير من الحوادث التي سمعنا عنها لمن تعرضوا لاعتداءات من قِبَل القراصنة.