حوار العيون.. «1»

7 أيام الخميس ٠٤/مايو/٢٠١٧ ٢١:٣٩ م

هي:

لمحتك في حفل زفاف ابن خالتنا وشعرت بالحزن والأسى..
كم كبرت.. كم تغيرت..

اختلست النظر لك ولمعت في عيني دمعة.. لا أكاد أصدق أن الشاب الوسيم خفيف الظل الذي كانت الصبايا يترددن على منزل والدته – فقط- على أمل أن يدخل فجأة. أو يخطفن منه سلاماً عابراً. أو يسمعن هرجه البهيج مع أمه وضيوفها، وسخريته اللاذعة من أخواته. قد تحول لهذا الكهل البائس. الذي لا حياة فيه ولا روح!

توقع الجميع أن تتزوج أجمل الجميلات.. وأن تنجب البنين والبنات.. وتمنتك كل بنات الحي. ولا يخفى عليك أني تمنيتك، وكانت والدتك – رحمها الله- تعاملني كبنتها. ولكنك تصرفت وكأنك لا تراني.. تصرفت وكأني أقل من أن أظفر بقلبك..
لا أخفي عليك أني حزنت كثيرا..
وبكت براءتي عليك كثيرا..
ودعيت الله على سجادة صلاتي أن تكون لي..
لكن.. كان القدر يخفي لي قدراً أفضل.
انظر لحالك اليوم.. وانظر لي..
لقد تزوجت مصرفيا مرموقا.. وصار لي بيت أُعيد تأثيثه كل عام..
وصار لي أطفال يضاهونني طولاً..
أشفق عليك.. مسكين أنت يا من ضيعت حياتك في اصطياد الأوهام..

هو:

أرى في عينيك شفقة كذوب.. وشماتة صادقة.
نعم كبرت يا ابنة خالتي.. وأنت كبرت كذلك..
الفرق بيننا؛ أن وجهك المحقون بكل المواد التي انتجها الطب الحديث.. والمطلي بألوان الطيف، يُمحي خطوط الزمن التي اتباهى بها وأفخر..
لا أعرف إن كنت سعيدة مع زوجك الذي تفوح منه رائحة نساء أخريات كل ليلة.
ولا بحياتك الغرقى في الماديات والمجاملات والنفاق الاجتماعي.
ولكني سعيد بحياتي كما هي.. سعيد بمعاهدة السلام التي عقدتها مع وحدتي..
سعيد بقدري البسيط وتديني العفوي وروتيني الذي يستعبدني..
السعادة يا ابنة خالتي المصون..
ليست بما أملك وبمن هم حولي.. بل هي هبة رضا إلهية تفوق ما حصلتِ أنت عليه بمرات عديدة.
أتعرفين لماذا رفضت فكرة الاقتران بك في تلك السنوات رغم معرفتي بطموحاتك وطموحات والدتي؟
لأني رأيت فيك – وقتها – بوادر ما أراه الآن..
أنك امرأة مزيفة.. وأن ضحكتك مزيفة وعواطفك كذلك..
تأكدي أني لست نادما على حياتي..
فامسحي نظراتك الماكرة.. وامضي..