"تاتشر" تلهم البريطانيين رغم غيابها

الحدث الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م

لندن – ش

أكدت حملة بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى على أن رئيسة الوزراء البريطانية فى حقبة الثمانينات مارجريت تاتشر ذكرت أن غالبية الشعب البريطانى يرغبون فى البقاء فى الاتحاد الأوروبى.
وأشارت الحملة إلى خطاب كتبته تاتشر بعد سبع سنوات من تركها منصبها قالت فيه "غالبية الشعب البريطانى يرغبون فى البقاء فى أوروبا وكذلك أنا".
وذكرت صحيفة "ذى تايمز" أن اللورد باول، الذى عمل مستشارا للشؤون الخارجية لتاتشر، أثار غضب المتشككين تجاه أوروبا هذا الأسبوع من خلال قوله، إن رئيس الوزراء السابقة عن حزب المحافظين كانت ستدعم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون فى إعادة تفاوضه على عضوية البلاد فى الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه، كشف السير بيل كاش، وهو أحد المعارضين لبقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبي، عن رسالة خاصة توضع معارضتها لمعاهدة ماستريخت وتصفها "بأنها تتعارض مع المصالح البريطانية وتضر الديموقراطية البرلمانية لبريطانيا".
وقال السير بيل إنه كان قد طلب منه الحفاظ على الرسالة من مارس 1993 بشكل خاص، والكشف عنها إذا كانت هناك أى شك حول ما إذا كانت فى صالح "المشروع الأوروبي".
وكشفت حملة البقاء فى الاتحاد الأوروبى عن خطاب من تاتشر إلى صحيفة "الفايننشال تايمز" فى أبريل عام 1997، وكتب قائلة "أغلبية شعبنا يرغب فى بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وكذلك أنا، انهم يرغبون فى الحفاظ على برلماننا ولا يرغبون فى تقليل سلطاته".
ووعد رئيس الوزراء البريطانى بإجراء ‏استفتاء ‏على ‏عضوية ‏بريطانيا ‏فى ‏الاتحاد ‏الأوروبى ‏قبل ‏نهاية عام 2017، حيث تزداد ‏احتمالات ‏إجراء ‏هذا ‏الاستفتاء فى ‏شهر ‏يونيو ‏القادم، إذا ‏تم ‏التوصل لاتفاق حول مقترحات ‏الإصلاح ‏فى ‏قمة ‏المجلس الأوروبى ‏يومى ‏‏18 ‏و19 ‏فبراير ‏الجاري.‏

أكثر نساء العالم تأثيرا
تفوقت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر على الملكة إليزابيث والأم تيريزا، ليتم اختيارها أكثر امرأة تأثيرا عبر كل العصور، طبقا لاستطلاع رأى.اجري في ديسمبر الفائت
وأوضح استطلاع أجرته مؤسسة "سكوتش ويدوز"، أن المرأة الحديدة وزعيمة حزب المحافظين فى الثمانينات احتلت المركز الأول بعد حصولها على أكثر من ربع الأصوات فى الاستطلاع الذى شارك فيه نحو 2400 شخص. واحتلت مارى كورى، عالمة الفيزياء والكيمياء البولندية، التى أصبحت أول امرأة تفوز بجائزة نوبل لعملها الرائد على النشاط الإشعاعى، المرتبة الثانية بعد حصولها على 24% من الأصوات، بينما احتلت الملكة المركز الثالث بـ18%. وجاءت الأم تيريزا فى المركز الخامس بنسبة (13%)، فى حين احتلت الملكة فيكتوريا المركز الثامن فى القائمة بنسبة 8%.

مذكرات واسرار
«مارجريت تاتشر.. لا عودة للخلف»، هذا هو عنوان المذكرات التى نشرت فى نفس اليوم الذى دفنت فيه المرأة الحديدية، شهر إبريل من العام 2013 ، للصحفى تشارلز مور الذى نجح فى نشر المذكرات بتكليف من تاتشر نفسها، بعد تعاقده مع رئيسة الوزراء السابقة فى عام 1997، حيث أتيح له محاورة كل أفراد عائلتها وممن عملوا معها فى «داونينج ستريت» أو فى البعثات الدبلوماسية البريطانية فى الخارج، أو حتى من المسؤولين الأمريكيين ممن عاصروها أو عرفوها.
ومن الطرائف التى ذكرتها السيرة الذاتية هى وجود لوحة مكتوبة بالخط العربى فى غرفة الطعام الخاصة بشقة كانت تمتلكها هى وزوجها دينيس فى منطقة ليمبرهيرست، كانت تحمل عبارة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وأثارت العبارة دهشة النائب البرلمانى الشاب جوناثان أيتكين حينذاك عندما زارها، فاللوحة التى كانت هدية من السفير السورى لم تدرك تاتشر معنى العبارة المكتوبة عليها.
ونتيجة لحصول تشارلز مور على موافقة تاتشر على محاورة من يشاء من الشخصيات لإتمام كتابه، تصدر الكتاب مبيعات الكتب التى تتحدث عن تاتشر، حيث باع فى الأسبوع الأول من طرحه 5325 نسخة، فى حين لم تبع المذكرات التى كتبها روبين هاريس، كاتب خطبها، إلا 1569 نسخة فى الأسبوع نفسه.
أما جملة «لن تستدرن للخلف» التى استخدمها الكاتب أيضا كعنوان لكتابه، فهى جملة تاتشر الشهيرة، والتى قالتها فى خطاب ألقته عام 1980 أمام حزب المحافظين، وقالتها عندما كانت تتحدث عن السيدات «لن تستدير النساء للخلف».
وصدرت المذكرات عن دار «بينجوين» للنشر وتتكون من جزأين، صدر أولهما، ويتناول فى صفحاته التى تعدت الـ 700 تفاصيل عن طفولة مارجريت ودراساتها وعلاقتها العاطفية، ويحمل الجزء الثانى عنوان «تاتشر.. هى فقط» ويقول البيان الصحفى لدار النشر إن تشارلز مور اطلع حتى على الأوراق الحكومية، وإن لم يكن أفرج عنها حين ذاك الوقت، فالأوراق الرسمية فى المملكة المتحدة يفرج عنها للنشر بعد مرور ثلاثين عاما على تحريرها. ولعل أهم ما يميز هذه السيرة الذاتية الأطول لمن سكنت المنزل رقم 10 من شارع داونينج ستريت - المقر الرسمى والسكنى لشاغل منصب رئيس الوزراء البريطانى - هو أن الكاتب قام بسرد تلك السيرة الذاتية، مستندا إلى حد كبير إلى خطابات مارجريت تاتشر مع أختها ميوريال.
و تكشف المذكرات عن طفولة ونشأة تاتشر وعلاقاتها الأسرية، كما تناولت الحديث عن علاقتها بوالدتها بياتريس التى لم تكن علاقة جيدة، بينما كانت تربطها بأختها الكبرى وبوالدها صلات قوية.
ويسرد الكاتب مزيدا من التفاصيل الدقيقة لنشأة المرأة لوحيدة التى شغلت منصب رئيس الوزراء فى بريطانيا حتى اليوم.
يقول مور إنها ولدت وتربت فى بيت بدون دورة مياه فى داخله، كما أن المنزل لم تكن به حديقة، ويستفيض فى الوصف فيقول إن الدين وقدسية العمل كانا يغلفان هذا البيت ذا المناخ القاتم، لكن نجاح الأب فى مهنة البقالة وكواعظ فى الكنيسة كانا أساس عقيدة ابنته فى العمل السياسى.
واطلع تشارلز مور على 150 رسالة تبادلتها الأختان مارجريت وميوريال بين 1940 و1950، وهو ما يتيح للقارئ التعرف على وجه أكثر «بشرية» لتلك المرأة الحديدية التى قادت بلادها إلى حرب الفوكلاند، والتى يختتم بها الكاتب جزأه الأول من المذكرات، وبالتحديد بعشاء الفوكلاند الذى أقيم فى داونينج ستريت فى نوفمبر عام 1982.
وتفصح هذه الرسائل عن أن مارجريت لم تكن تلميذة متألقة فى بدايات دراستها، بالرغم من أنها أكملت دراساتها فى جامعة أكسفورد، وبالرغم من كثرة التفاصيل التى قد تؤخذ على جانب من النقد أو المديح فإن الكاتب يؤكد أن مارجريت تاتشر لم تطلع إلى مسودة المذكرات بالرغم من اطلاعه هو على أوراق ومراسلات خاصة، وعلى درجة من السرية