3 سيناريوهات قد تجعله مضطراً للمواجهة العسكرية ماهي رهانات ترامب لتجنب الحرب في كوريا؟

الحدث الأربعاء ٠٣/مايو/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص
3 سيناريوهات قد تجعله مضطراً للمواجهة العسكرية
ماهي رهانات ترامب لتجنب الحرب في كوريا؟

مسقط – محمد البيباني

يبدو أن الرئيس الأمريكي يدرك جيداً خطورة قرار إعلان الحرب على بيونج يانج وانه يسعى لتجنبه بقدر الإمكان، ومن المؤكد في نفس الوقت أنه يدرك أيضا حتمية تحجيم مساعي الشطر الكوري الشمالي للحصول على أسلحة نو,ية.. من هنا يأتي مأزق ترامب...

هل ينجح الرئيس الأمريكي في تحقيق أهدافه في كوريا بدون اللجوء إلى قرار الحرب التي يبدو أنه يعلم تكلفتها الباهظة؟
سؤال من المؤكد أن ترامب وإدارته يفكرون في الإجابة عليه.
من جهة أخرى فلا شك أن الرئيس الأمريكي بحاجة إلى انتصار دبلوماسي كبير يعزز موقعه في البيت الأبيض ويستخدمه لمواجهة خصومه ومجابهة حالة الانقسام حول إدارته..
ما هي الرهانات التي يعتمد عليها الرئيس الأمريكي كبدائل للحرب؟ وما هي فرص اندلاعها في حالة ما إذا وجد نفسه مدفوعا باتجاهها؟

الصين.. الرهان الأول

يعول الرئيس الأمريكي كثيراً على دور بكين لإقناع بيونج يانج بخطورة المضي في التسلح النووي والإقدام على تجارب نووية جديدة.
وهو ما أكده مراراً وتكراراً حين أكد في أنه يرى أن الصين «تمارس ضغوطاً» على كوريا الشمالية، وذلك بينما يتصاعد التوتر حول البرنامجين النووي والبالستي لبيونج يانج.
كما كرر ترامب أنه يريد التخلص من التهديد النووي الكوري الشمالي، مستندا إلى الضغوط التي يمكن أن تمارسها الصين على بيونج يانج، ولو جرى ذلك على حساب اختبار القوة التجاري الذي توعد به الصين.
وتابع ترامب: «صراحة اعتقد أن كوريا الشمالية قد تكون أهم من التجارة، التجارة مهمة جداً، لكن تجنب حرب شاملة مع ملايين القتلى المحتملين يبقى أهم».

من التصعيد إلى الغزل.. رهان آخر

فيما يعد تحولاً كبيراً في لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون اعتبر ترامب مؤخراً، أن زعيم كوريا الشمالية «محنك» لأنه نجح في فرض نفسه في السلطة رغم صغر سنه، والطموحات المتقاطعة لدى كبار الضباط في بلاده.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة سي بي أس: «يتساءل الناس إن كان (كيم جونج أون) عاقلا، لا أدري إطلاقا، لكنني استطيع القول والكثيرون لا يستسيغون قولي إنه كان شاباً في الـ 26 أو الـ27 من العمر عندما خلف والده عند وفاته، وهو يتعامل مع أشخاص من الواضح أنهم شرسون، خصوصاً الجنرالات وغيرهم، وتمكن في سن مبكرة جداً من تولي السلطة».
وأضاف الرئيس الأمريكي: «أنا مقتنع أن الكثيرين حاولوا انتزاع هذه السلطة منه، سواء كان عمه أو غيرهم، رغم ذلك نجح (في الاحتفاظ بالسلطة). لذلك فمن الواضح أنه محنك».

التلويح بالحرب.. الرهان الأخير

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ترك الباب مفتوحا أمام فرصة القيام بعمل عسكري ضد كوريا الشمالية.
ونقلت الصحيفة عن ترامب قوله في مقابلة مع شبكة «سي.بي.إس» الأمريكية عند سؤاله إن كان يقصد «العمل العسكري» بعبارة «لن أكون سعيداً إذا أجرت بيونج يانج تجربة صاروخية أخرى»، قال ترامب: «لا أدري، أعني أننا سنرى».
وكان كبار مسؤولي إدارة ترامب قد أشاروا في وقت سابق إلى أن الخيارات العسكرية مطروحة على الطاولة، فيما أكد ترامب ومستشاره لشؤون الأمن القومي الجنرال إتش.إر.ماكمستر أمس أنهما يفضلان حل النزاع دون القيام بعمل عسكري، وذلك من خلال الضغط على الصين- حليف كوريا الشمالية- للمشاركة بشكل أكبر لردع بيونج يانج.

سيناريوهات أخرى

والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا الموضع هو..ماذا لو فشلت تلك الرهانات.. هل تكون الحرب بديلا مطروحا أمام واشنطن؟
الواقع أن هناك جملة متغيرات قد يطيح احدها برهانات وآمال ترامب وقد يجعله مضطراً للدخول على خط المواجهة العسكرية ويدفعه لترجمة تهديداته لتحركات ميدانية عسكرية.

البداية قد تكون كورية

الخطر الأول يكمن في تنفيذ كوريا الشمالية ما توعدت به بإغراق الغواصة النووية، وحاملة طائرات الأمريكيتين، اللتين نشرتهما واشنطن، في المياه الكورية الجنوبية، متهمة الولايات المتحدة، بتصعيد التهديد العسكري.
إذ قال موقع «يوريمينزوكيرى» الإخباري، حسبما نقلت شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية، عن الوكالة الألمانية للأنباء «د ب أ»، «في اللحظة التي تبدأ فيها الغواصة التحرك ولو قليلا، سيكون محكوم عليها بمواجهة المصير البائس، بأن تتحول إلى شبح تحت الماء، دون أن تتمكن من الخروج إلى السطح». وأضاف الموقع: «يستهدف الانتشار المُلح للغواصة النووية في المياه، قبالة شبه الجزيرة الكورية، المتزامن مع انتشار المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات، تصعيد التهديدات العسكرية تجاه جمهوريتنا».
وحذر الموقع، من أنه «سواء أكانت حاملة طائرات نووية، أو غواصة نووية، ستتحول إلى كتلة من الخردة، أمام قوتنا العسكرية التي لا تقهر، التي ترتكز على الردع النووي للدفاع عن الذات».
وكانت الغواصة «يو.إس.إس.ميتشجان»، قد أبحرت إلى ميناء بوسان، الكوري الجنوبي، في 25 أبريل، قبل أن تتوجه إلى البحر بعد ذلك بأربعة أيام، كما أرسلت حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية، «يو إس إس كارل فينسون»، إلى المياه القريبة من سواحل كوريا الجنوبية، في نفس الوقت، إذ تشارك حاليا في تدريبات مشتركة مع القوات البحرية الكورية الجنوبية.

مواصلة التجارب النووية

فيما يعد سيناريو آخر خطر لمحت كوريا الشمالية، إلى مواصلة تجاربها النووية، قائلة إنها ستعزز قوتها النووية «إلى الحد الأقصى بطريقة متتالية في أي وقت» في مواجهة ما تصفه بالعدوان والهستيريا الأمريكية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية في بيان نقلته وكالة الأنباء المركزية الكورية «الآن والولايات المتحدة تتحرك بلا كلل من أجل فرض عقوبات والضغط على جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فإن البلاد ستسرع وتيرة تعزيز قوة ردعها النووية وفقا لسياستها الجديدة التي تطلق عليها أقصى درجات الضغط والاشتباك».
وتابع أن كوريا الشمالية ستتخذ «إجراءات لتعزيز قوتها النووية، إلى أقصى حد وستطبق ذلك بطريقة متتالية ومتعاقبة في أي لحظة، وفي أي مكان تقرره قيادتها العليا».

الانتقام الكوري

قال السفير الروسي لدى الصين أندريه دنيسوف، إن ضغط واشنطن العسكري على كوريا الشمالية، لن يتمخض سوى عن إجراءات انتقامية من بيونج يانج.
ونقلت وكالة أنباء (تاس) الروسية، عن دنيسوف قوله: «أثناء رئاسة دونالد ترامب، أطلقت كوريا الشمالية الصواريخ تسع مرات.. ندعو إلى استئناف الصيغ الموجود بالفعل للمحادثات، كالمحادثات السداسية بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، وأضاف السفير الروسي أن الجانب الصيني يرى أنه لا بديل لهذه الصيغة، وأن أية مبادرة خارج هذا الإطار لن تفلح.
وتابع أن مواقف روسيا والصين بشأن القضية النووية لكوريا الشمالية متوافقة تقريبا، مشيرا إلى أن كلتا الدولتين تدعمان قرارات مجلس الأمن الدولي التي تفرض عقوبات على بيونج يانج ولن تدعمان أبدا برامج بيونج يانج النووية والصاروخية؛ لما تشكله من تهديد مباشر على الأمن وتثير أيضا القدرات العسكرية الأمريكية ذات الإمكانيات الهجومية في الواقع.
وأوضح دنيسوف، أن الصين وروسيا متفقتان في وجهة النظر القائلة إن الحل السياسي والدبلوماسي هو الحل الوحيد لبرنامج بيونج يانج النووي.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات السداسية بشأن نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية تضم الكوريتين والولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا، لكن هذه المحادثات متعطلة منذ العام 2008، وحاولت كوريا الشمالية يوم الجمعة الفائت إطلاق صاروخ باليستي آخر، ونفذت المحاولة بعد ساعات من اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في شبه الجزيرة الكورية.