شتاينماير: علينا أن نكافح من أجل أوروبا

الحدث الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
شتاينماير: علينا أن نكافح من أجل أوروبا

ميونيخ – عواصم – – وكالات

حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من تفكك الاتحاد الأوروبي.

وقال شتاينماير أمس السبت في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن: «علينا أن نكافح من أجل أوروبا» مشيراً إلى العديد من الأزمات التي تثقل كاهل أوروبا في الوقت الراهن بداية من أزمة اليورو ومروراً بتنامي التيار الشعبوي اليميني ووصولاً إلى أزمة اللاجئين. وتابع شتاينماير أن ثمة «خليطا كاملا من الأزمات يتطور سريعا في الوقت الراهن في ألمانيا»، وفي مثل هذه الأوقات الصعبة يتعيّن على دول الاتحاد الأوروبي أن تتماسك لا أن تتفرق بها السبل.

ودعا الوزير الاشتراكي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن تبعث بإشارة تفيد بذلك خلال مؤتمر ميونيخ الذي بدأ أمس الأول الجمعة ويستمر حتى اليوم الأحد.
ورأى شتاينماير أنه إذا استمر الاتحاد الأوروبي بعد مضي عام على نفس حاله التي هو عليها اليوم فإنه سيكون قد ربح الكثير وذلك في إشارة إلى الاستفتاء الذي تعتزم بريطانيا إجراءه في الصيف المقبل حول بقائها في التكتل.
وأفادت تقارير صحفية بأن زيجمار جابريل نائب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير يعارضان استبعاد اليونان من منطقة شينجن بغرض الحد من تدفق اللاجئين إلى وسط وغرب أوروبا.
يشار إلى أن شتاينماير ينتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة جابريل الذي يشغل كذلك منصب وزير الاقتصاد الألماني.
ووفقا لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية الصادرة امس السبت، فإن شتاينماير وجابريل قالا في خطاب بعثا به إلى رؤساء ورؤساء حكومات الدول الأوروبية الاشتراكيين الديمقراطيين إن «استبعادا رسميا لدولة عضو من منطقة شينجن أو استبعادها بحكم الواقع هو حل صوري يفسد النقاش الأوروبي».
وتابع الوزيران أنه «لا يمكن ببساطة إعادة تعريف الحدود الخارجية لأوروبا ولا حتى عبر رؤساء الدول الأعضاء».
يذكر أن العديد من دول وسط أوروبا هددت بتنفيذ مشاريع حماية لحدودها للحد من تدفق اللاجئين عبر اليونان إليها.اعتداءات «واسعة» من جانبه صرح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في المؤتمر حول الأمن في ميونيخ انه «من المؤكد» أن هجمات «واسعة» أخرى ستحدث في أوروبا، معتبرا أن العالم دخل عصر «نشاط إرهابي مفرط».
وقال مانويل فالس «علينا قول هذه الحقيقة لشعوبنا: ستحدث هجمات أخرى، هجمات واسعة، هذا مؤكد. هذا الإرهاب المفرط موجود ليستمر وان كنا نقوم بمكافحته بأكبر قدر من التصميم».
وانتقد فالس سياسية الانفتاح على اللاجئين التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقال فالس -في حديث للصحافة الألمانية نشر أمس السبت- إن هذه السياسة كانت مبررة في مرحلة معينة، إلا أنها لن تستمر على المدى الطويل، وأضاف «طاقتنا الاستيعابية المحدودة وتوترات الأسابيع الفائتة في ألمانيا، ولكن أيضا في بلدان أخرى في أوروبا، تجبرنا على قول الأشياء بوضوح، وهي أن أوروبا لن تستطيع استقبال كل المهاجرين القادمين من سوريا والعراق أو أفريقيا». وشدد رئيس وزراء فرنسا على ضرورة أن تضبط أوروبا مجددا حدودها وسياستها للهجرة ومنح حق اللجوء، وكان رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قد اعتبر أن السياسة الأوروبية لاستقبال اللاجئين والتي تجسدها المستشارة انجيلا ميركل «غبية بكل بساطة»، وذلك في مقابلة أجرتها معه صحيفة (هاندلسبلات) الاقتصادية الألمانية ونشرت يوم الجمعة. وأضاف ميدفيديف «من الغباء بكل بساطة أن تفتح أوروبا أبوابها على مصراعيها وتدعو كل الذين يتطلعون إلى المجيء»، يشار إلى أن ألمانيا واجهت انتقادات عديدة مؤخراً بسبب سياستها حيال ملف المهاجرين، واستقبلت وحدها خلال العام 2015 أكثر من مليون لاجئ.تيار اللاجئين
من جهته أعرب رئيس جهاز حماية الدستور «أمن الدولة» في ألمانيا هانز جورج ماسن عن قناعته بوجود استراتيجية واضحة لتنظيم «داعش» الإرهابي تكمن في التسلل بين جموع اللاجئين إلى أوروبا.
ونقلت دوائر مطلعة عن ماسن قوله خلال اجتماع داخلي لرؤساء هيئات المخابرات الأوروبية في سويسرا: «نعلم أن تنظيم داعش يحاول استغلال تيار الهجرة لتحقيق مآربه». وحدد ماسن خلال الاجتماع عدة دواع لتكتيكات التنظيم، حيث قال: «أولا يريد التنظيم ترهيب المواطنين الأوروبيين، ويسعى التنظيم إلى إيهام الأوروبيين بأن جميع اللاجئين إرهابيون، حتى يشعروا بالخوف من اللاجئين».
وقال ماسن إن التنظيم الإرهابي يرغب فضلا عن ذلك في تشويه سمعة المتقدمين بطلبات لجوء وإيجاد مجال في أوروبا «يصعب معه تقريبا قبول اللاجئين على الأراضي الأوروبية فضلا عن الترحيب بهم فيها». وأضاف ماسن أن ثالث تلك الدوافع يتمثل في رغبة التنظيم في إظهار قوته أمام الآخرين.