«ثاد» تثير غضب بكين وموسكو

الحدث الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
«ثاد» تثير غضب بكين وموسكو

سول – – وكالات

عبّرت الصين وروسيا عن مخاوفهما من احتمال نشر منظومة دفاع صاروخي متطور للجيش الأمريكي في كوريا الجنوبية بعد التجربة الصاروخية التي قامت بها كوريا الشمالية في مطلع الأسبوع الفائت.

وأطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى يوم السابع من فبراير الجاري وكان يحمل على متنه ما قالت إنه قمرا صناعيا مما أثار انتقادات دولية جديدة لها بعد أسابيع من إجرائها تجربة نووية.

وقال وانج يي وزير خارجية الصين جارة كوريا الشمالية وحليفتها الرئيسية إن بلاده تدعم قرار مجلس الأمن الدولي الذي نص على أن «تدفع (بيونج يانج) الثمن اللازم» لإقدامها على التجربة الصاروخية.
لكنه أبدى قلقه إزاء النشر المحتمل لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخية المتقدمة (ثاد) في كوريا الجنوبية وقال إنها قد تستخدم لاستهداف الصين.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن هناك حاجة لنشر منظومة (ثاد) في كوريا الجنوبية لكن سول تمتنع عن مناقشة الأمر علنا خشية أن يضر ذلك بالعلاقات مع الصين أكبر شريك تجاري لها.
وعبّرت روسيا أيضا عن قلقها إزاء النشر المحتمل لمنظومة (ثاد) وقالت إنه قد يشعل سباقا للتسلح في شمال شرق آسيا.
وقالت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إن المنظومة التي تصنعها شركة «لوكهيد مارتن» ومصممة لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي ستركز على كوريا الشمالية فقط.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الكورية الجنوبية أمس الأول الجمعة إن بلاده والولايات المتحدة ستبدآن محادثات الأسبوع الجاري بشأن نشر المنظومة.
وقال بيل أوربن المتحدث باسم البنتاجون في رسالة بالبريد الإلكتروني أمس الأول الجمعة إن مجموعة عمل مشتركة من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية «ستراجع كل الأبعاد المتعلقة بالنشر المحتمل لمنظومة ثاد في كوريا الجنوبية».
وأضاف «نتوقع أن يعقد أول اجتماع الأسبوع المقبل (الأسبوع الجاري)».
وعلقت كوريا الجنوبية يوم الأربعاء عملياتها في مجمع كايسونج الصناعي لمعاقبة بيونج يانج على إطلاق الصاروخ وعلى التجربة النووية التي أجرتها الشهر الفائت. وتقع المنطقة الصناعية داخل أراضي الشطر الكوري الشمالي بالقرب من الحدود المشتركة بين الكوريتين وبدأ العمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات.
ويوم الخميس وصفت كوريا الشمالية قرار تعليق العمل في كايسونج بأنه بمثابة «إعلان حرب» وطردت العمال الكوريين الجنوبيين. وكان كايسونج الموقع الأخير الذي يجري فيه التعامل بشكل يومي بين الشطرين الكوريين. وأعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية التي تتولى العلاقات مع الشمال أن 280 عاملا كوريا جنوبيا كانوا في كايسونج سارعوا إلى ترك المجمع الصناعي يوم الخميس. وقالت الوزارة إنه بعد دقائق معدودة من منتصف الليل قطعت كوريا الجنوبية الكهرباء عن كايسونج كما قطعت إمدادات المياه.أغلبية ساحقة
من جانب آخر وافق مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة على تشديد العقوبات على كوريا الشمالية غداة إجرائها تجارب صاروخية ونووية.
ووافق المجلس بأغلبية 408 أعضاء مقابل اعتراض عضوين فقط على مشروع القانون بعد موافقة مجلس الشيوخ بالإجماع على المشروع في وقت سابق من الأسبوع، وستتم إحالة المشروع إلى الرئيس باراك أوباما للتصديق عليه.
ويشدد مشروع القانون من العقوبات على برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية الباليستية، ويفرض على الحكومة الأمريكية التحقق من الأنشطة الكورية الشمالية المستحقة لعقوبات وفرض عقوبات على هؤلاء الذين يساندون النظام في بيونج يانج.
ويضع مشروع القانون أساسا لفرض عقوبات على هجمات القرصنة عبر الإنترنت وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها كوريا الشمالية.
وسعت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لطمأنة الحلفاء الآسيويين ودعم حل دولي ضد كوريا الشمالية في أعقاب قيامها بإجراء تجربة نووية الشهر الفائت وإطلاقها صاروخا في بداية الأسبوع.
وأشار البيت الأبيض في مناسبات عديدة إلى أن النظام في كوريا الشمالية منعزل اقتصاديا للغاية بالفعل، لدرجة أن القدرة على عزل النظام بشكل أكبر محدودة.خيبة أمل على صعيد آخر عبّرت اليابان عن خيبة اأملها بعد قرار كوريا الشمالية إنهاء التحقيقات في خطف مواطنين يابانيين في الماضي، مؤكدة أن هذه القضية تشكل أولوية لرئيس الوزراء شينزو آبي.
وكانت بيونج يانج أعلنت في وقت سابق وقف تحقيق حول عمليات خطف مواطنين يابانيين قام بها عملاء لها في الماضي، وذلك ردا على عقوبات فرضتها طوكيو على كوريا الشمالية بعد إجرائها تجربة نووية رابعة وإطلاق صاروخ بعيد المدى.
والتزمت كوريا الشمالية بموجب اتفاق تم التوصل إليه في ستوكهولم في مايو 2014، بإعادة التحقيق في كل عمليات الخطف التي طالت يابانيين في خطوة اعتبرت اختراقا في هذه القضية التي تسمم العلاقات بين طوكيو وبيونج يانج منذ فترة طويلة. لكن لم يسجل أي تقدم منذ ذلك الحين على الرغم من جهود بذلتها طوكيو لدفع كوريا الشمالية إلى السير قدما في التحقيق وعرض نتائجه.
وعبّر أعضاء الحكومة اليابانية في طوكيو عن أملهم في إقناع بيونج يانج بتنفيذ وعودها، مؤكدين أن هذه القضية تشكل أولوية لدى رئيس الوزراء شينزو آبي.
من جهته قال وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي الجمعة في كندا «من المؤسف جدا أن تعلن (كوريا الشمالية) إنهاء التحقيق». وأضاف «سنواصل بذل جهودنا للتشجيع على تحركات عملية من قبل كوريا الشمالية».
وأكد وزير الدولة المكلف بقضية خطف اليابانيين فاتوسنوبو كاتو أن طوكيو لا تريد إلغاء اتفاق ستوكهولم.