«إسرائيل» تســـــتخدم الاستيطان لــتــعــزيــز سيطرتها

الحدث الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٠ م
«إسرائيل» تســـــتخدم الاستيطان لــتــعــزيــز سيطرتها

القدس المحتلة – زكي خليل

كشف الباحث الفلسطيني في مؤسسة «بتسليم» الحقوقية كريم جبران عن وجود مئات أوامر الهدم في مناطق الأغوار وجنوب الخليل والخان الأحمر، تستهدف الوجود الفلسطيني في المنطقة «ج» التي تغطي 60%من منطقة الضفة الغربية- لتكريس السيطرة الإسرائيلية وتعزيز المشروع الاستيطاني فيها، واصفا ذلك بالخطوة الخطيرة جدا التي من شأنها أن تؤدي إلى إيجاد واقع من الصعب تغييره في إطار تسوية مستقبلية.

وقال لـ «الشبيبة» إن هذه السياسة الحكومية الإسرائيلية المطبّقة بشكل منتظم منذ سنوات، تشكّل نقلا قسريًا للسكان الفلسطينيين المحميين داخل المنطقة المحتلة. وأشار الباحث جبران إلى وجود حملة إسرائيلية مكثفة في منطقة «ج» من أجل السيطرة الكاملة عليها، مؤكدا أنه في الفترة الأخيرة تكثفت عمليات الهدم الإسرائيلية في مناطق غور الأردن وجنوب جبل الخليل وخربة سوسيا والتجمع السكاني «أبو النوار» وجبل البابا في منطقة العيزرية.
وقال إن الهدف من عمليات الهدم هذه، استهداف الوجود الفلسطيني في منطقة «ج» وتعزيز الاستيطان فيها، معتبرا ذلك تتويجا للســياســـة الإسرائيلية التي تواصلت طوال فترة الاحتلال وتكثفت في الفترة الأخيرة.
وأشار في تعقيبه حول دور مؤسسات حقوق الإنسان لصد الممارسات الإسرائيلية إلى أن القانون الإسرائيلي صمم لخدمة المشروع الاستيطاني في المنطقة «ج» وبالتالي أصبحت مستنفذة من الناحية القانونية ولا يوجد فيها أي أمل لوقف هذا المشروع، مؤكدا أنه لم يبق أمام مؤسسات حقوق الإنسان سوى المناصرة ومحاولة حشد الدعم الدولي والأجنبي.
وقال إن مؤسسة «بتسيلم» نظمت الأسبوع الفائت جولة في جنوب الخليل لمجموعة من الدبلوماسيين لاطلاعهم على خطورة ما يجري من سياسات إسرائيلية على الأرض والتي هي جزء من السياسة العامة التي تنفذها في المنطقة «ج».
وأضاف :» نحاول تنظيم زيارات أخرى لمسؤولين كبار في الأمم المتحدة وقنصليات مختلفة للتضامن مع أهالي الأغوار لممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لوقف سياساتها الاستيطانية هناك «.
وأشار إلى أنه على مدى ثلاثة أيام خلال الأسبوع الفائت هدمت السلطات الإسرائيلية 22 مسكنا في وادي الأردن، وتركت 59 شخصا، من بينهم 28 قاصرا دون مأوى.
إلى ذلك يتضح من معطيات وصلت إلى موقع «ويللا» الإخباري العبري أن حوالي 3400 طفل تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وحتى خمسة أعوام من مضارب البدو لا يتعلمون، وفقط في العام الأخير قررت السلطات المحلية الاهتمام بهذه القضية.
ووفقا لهذه المعطيات فإن حوالي 40%من أطفال المجالس اللوائية «القاسوم» و«نفيه» في صحراء النقب لم يسجلوا في أطر تعليمية ولهذا لا يتوجهون إلى رياض الأطفال. وتوجد هذه الظاهرة منذ سنوات طويلة ويعود سببها إلى عدم إقامة وزارة المعارف رياض أطفال على أراضي قرب مضارب البدو.

وتتحمل المسؤولية عن تنظيم هذه الأراضي وزارة الداخلية الإسرائيلية وسلطة توطين البدو وإدارة أراضي إسرائيل والمجالس المحلية. ولا يمكن بالإمكان إقامــــة مؤســــسات تعليـــمية بدون الحصول على التصاريح الملائمة كما تقول المصادر نفسها.
وقال عضو الكنيست أيمن عودة رئيس «القائمة المشتركة» إن السلطات الإسرائيلية أهملت بل وشطبت أطفال القرى غير المعترف بها من حساباتها. وأضاف: هؤلاء أطفال يترعرعون بدون مياه متدفقة ولا كهــرباء ولا خدمات صحية، ويعيشـــون في ظل خـــوف دائم من وصول الجـــرافات لهدم منازلهم البسيطة، إنهم يخوضون صراعا من أجل الحصول على حقهم في التعليم، ويســـيرون أحيانا كيلومترات من أجــل الوصول إلى المؤسسة التعليمية.
في غضون ذلك ذكر موقع «ويللا» الإخباري العبري أن نداب ارغمان الذي عين أمس الأول رئيسا للمخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك) والذي من المقرر أن يتسلم هذا المنصب عمليا في شهر مايو المقبل نفذ عمليات كثيرة ناجحة معظمها سرية وإحداها قيادته لعملية اغتيال الشهيد أحمد الجعبري قائد الذراع العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة في بداية العدوان العسكري الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم «عمود السحاب العام 2012».
ووفقا للموقع المذكور فإنه بعد عام من تسلمه منصب نائب رئيس «الشاباك» جرى اغتيال الجعبري الذي كان العقل المدبر لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ويشار إلى أن طائرة حربية إسرائيلية قصفت الســيارة التي كان يســتقلها الشهيد أحمد الجعبري الذي أدى إلى اغتياله لبدء عملية «عمود السحاب» كما أشارت المصادر نفسها.
من جانب آخر ذكرت أسبوعية «يروشاليم» في تقرير آخر لها أن التجار الفلسطينيين في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة باتوا يشكلون هــدفا مركزيا لبلدية الاحتلال. وأضافت أن مراقبي البلــدية اقتحموا يوم السبت وبعد مقتل مجندة إســرائيلية قرب باب العامود، المنطقة التجارية المجاورة للحادث وبدأوا بفرض غرامات على التجار بذريعة انتهاك أنظمة البلدية كما سـجلوا مخالفــات لسيارات تقف بصورة غير قانونية، كما سجلوا مخالفات للتجار الذين يعرضـــون بضائعهم خارج المحلات.
وسجلت مخالفات أيضا تحت ذريعة إلقاء نفايات في الشارع العام ومخالفات لتجار وزبائن تحت ذريعة تناول المكسرات وإلقاء قشورها على الرصيف وسكب قهوة وإلقاء اعقاب سجائر في الشارع، واشتكى أحد أعضاء لجنة تجار باب العامود الأسبوع الفائت من تنكيل البلدية عن سبق إصرار بزملائه وقال: «يبرز تنكيل مراقبي البلدية خصوصا بعد وقوع عمليات ويعاني تجار باب العامود منذ فترة طويلة من تردي دخلهم جراء عدم وجود زبائن وتأتي مخالفات البلدية بمئات الشواكل لتزيد من تضييق الخناق عليهم».