رئيس مجلس إدارة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي لـ»الشبيبة»: تعمين الوظائف العليا سيحفز الشباب العماني للالتحاق بالقطاع الخاص

مؤشر الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٢٥ م
رئيس مجلس إدارة أنوار آسيا للاستثمار أنور البلوشي لـ»الشبيبة»:


تعمين الوظائف العليا

سيحفز الشباب العماني للالتحاق بالقطاع الخاص

مسقط – حمدي عيسى عبد الله

أكد رئيس مجلس إدارة أنوار آسيا للاستثمار و ثالث أفضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط مرتين أنور حسين البلوشي على أن المرحلة المقبلة تتطلب منا التركيز المطلق على تعمين الوظائف العليا و العمل على تحقيق أعلى نسبة ممكنة في هذا المجال لأن وجود عمانيين في هذه المناصب سوف يساهم في إيجاد بيئة عمل مثالية في شركات الخاص تتوفر على كل عوامل جذب الشباب العماني وتحفزهم على الالتحاق بها مؤكدا أن السلطنة تملك كل المقومات الأساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية مما يحتم التركيز على تحديث النظم والقوانين و التشريعات لتتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة جاء ذلك في حوار خاص لـ»الشبيبة» أوضح فيه أيضا أن انخفاض أسعار النفط نعمة وليس نقمة لأنه سيدفعنا الى العمل على تنويع مصادر الدخل بتشجيع مختلف القطاعات الأخرى وقد نمر بفترة صعبة لكنها ستكون مرحلة مؤقتة للوصول إلى ناتج محلي تساهم فيه كل القطاعات و لا يتنفس بالنفط فقط حتى لا نبقى تحت رحمة مؤشر أسعار النفط ونبني اقتصادا قويا للأجيال القادمة.

إيجاد بيئة عمل مثالية

أنور البلوشي أضاف قائلا:»المرحلة المقبلة تتطلب منا التركيز المطلق على تعمين الوظائف العليا والعمل على تحقيق أعلى نسبة ممكنة في هذا المجال فالكل يعرف أن المناصب القيادية تحدد مسار الشركة و ترسم معالم بيئة العمل فيها ووجود عمانيين في هذه المناصب سوف يساهم في إيجاد بيئة عمل مثالية في شركات الخاص تتوفر على كل عوامل جذب الشباب العماني وتحفزهم على الالتحاق بها والمدير العماني يعرف عقلية المواطن ويدرك جيدا كيف يحفزه و يجعله يقبل على العمل بحماس و طموح خاصة انه يرى أمامه نموذجا لنجاح الإنسان العماني و تمكنه من تقلد مناصب قيادية بكل كفاءة واقتدار وعلى مسؤولي الشركات أن يمنحوا الثقة للشباب العماني و يوفروا له ظروف العمل ثم يحاسبونه لأنني كلي ثقة انه سيحقق نجاحا يفــــوق كل التوقعـــات ويبهر بأدائه.

برنامج يجسد رؤية

تستشرف المستقبل

و عن البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين قال أنور البلوشي :»هذا البرنامج الطموح الذي تم إطلاقه بمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في شهر مارس من العام الفائت يجسد رؤية ثاقبة تستشرف المستقبل و هو مكرمة سخية من جلالة السلطان المعظم لشباب هذا الوطن من أجل تحفيزهم وتكوينهم و رفع سقف طموحهم لتبوؤ مناصب قيادية في شركات القطاع الخاص وهو برنامج مهم جدا يقدم تجربة تعليميّة تطبيقية للفئة المستهدفة تهدف إلى رفد القطاع الخاص بكفاءات قيادية عمانية مؤهلة تأهيلاً عالمياً بغية تعزيز أداء القطاع الخاص وتمكينه للمشاركة بفعالية أكبر في تنمية الاقتصاد الوطني و لا شك أن اختيار 30 مشاركا في الدفعة الأولى من هذا البرنامج الطموح ستحقق أهدافها لتفتح المجال واسعا أمام الدفعات الأخرى من هذا البرنامج الذي يُعد البرنامج الوطني للرؤساء التنفيذيين بمثابة محفز لتنمية الاقتصاد الوطني من خلال رفد القطاع الخاص بقيادات وطنية ذات تأهيل عال إذ يمكن البرنامج المشاركين من تطوير مهارات التفكير غير التقليدي خلال الاطلاع على تجارب اقتصادية عالمية متقدمة لإيجاد آفاق جديدة من الإبداع في تكوين الشراكات بين القطــــاعين الحكومي والخاص.

نماذج مبهرة للنجاح العماني

مضيفا :»الشباب العماني يتحلى بالطموح وحينما يجد التحفيز والبيئة الملائمة للعمل يبدع فهناك الكثير من الشركات الناجحة يديرها عمانيون كما يوجد لدينا حاليا نماذج مبهرة لشباب عماني يقودون شركات عالمية و يساهمون في صياغة وصناعة الاقتصاد العالمي و نسمع أحيانا عن فوز شباب مديرين عمانيين بألقاب إقليمية وهذا فعلا فخر للوطن و اعتراف عالمي بكفاء و قدرات أبناء النهضة المباركة وأنا قد فزت العام 2012 بلقب ثالث افضل مدير تنفيذي في الشرق الأوسط و شمال أفريقيا عن فئة المديرين المجيدين بعد أن حققت نقلة نوعية للشركة التي أديرها وقد تمكنت من تكرار الإنجاز في العام الموالي 2013 حيث فزت بلقب ثالث افضل مدير تنفيذي في الشرق الاوسط و شمال افريقيا عن فئة رواد التغيير مع إشادة من لجنة التحكيم وهذا نظير التغيير الجذري الذي أحدثته خاصة تشجيع الشباب العماني ومنحهم الفرصة وتحفيزهم على العطاء.
الاستقرار يجذب الاستثمارات

أنور البلوشي قال أيضا:»السلطنة تملك كل المقومات الأساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية وأهمها الاستقرار المثالي و الأمن المطلق وهذه أهم ما يركز عليه المستثمرون في عملية تحديد وجهة رؤوس أموالهم هذا بالإضافة إلى الموقع الاستراتيجي و البنية الأساسية القوية و كذلك النمو القوي و المتواصل للسوق العمانية وهذه كلها عوامل تجعل السلطنة بيئة مثالية للاستثمار الآمن و بخطة عمل مدروسة سوف نتمكن من تحقيق نتائج مبهرة في هذا المجال خاصة في المرحلة الراهنة حيث يشهد العالم أحداثا وصراعات في كل مكان مما يجعل المستثمرين يدققون في اختياراتهم و يركزون على توفر الاستقرار والأمن بصورة شاملة في وجهة استثماراتهم وهنا تبرز السلطنة واحة أمن وأمان واستقرار شامل لتمنح للمستثمرين ثقة مطلقة ترفع نسبتها السمعة الناصعة للسياسة العمانية التي كسبت احترام العالم باعتدالها و سعيها لنشر السلام ومساهمتها الفاعلة في حل القضايا الشائكة التي أرهقت العالم.

تحديث النظم والقوانين

مضيفا:»بما أننا نملك كل هذه المقومات علينا أن نركز على تحديث النظم والقوانين و التشريعات لتتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة و الكل يبارك الجهود المبذولة حاليا من طرف وزارة التجارة والصناعة لمراجعة قانون الاستثمار الأجنبي وهي خطوة تبرهن على رغبة صادقة في التطوير و التحديث و لا شك أن المرحلة المقبلة ستحمل المزيد من الحوافز والتسهيلات لجذب المستثمرين لان تمكننا من جذب الاستثمارات سيعطي دفعة كبيرة لكل القطاعات و يوفر مناصب عمل لشبابنا مما يمكن السلطنة من تحقيق هدفها بتنويع مصادر الدخل.

مظلة واحدة لكل الإجراءات

مؤكدا :»إيجاد مظلة واحدة تجمع كل الإجراءات المطلوبة لإقامة المشاريع الاستثمارية أضحت أمرا لابد منه بل هي ضرورة حتمية تمكن المستثمر من إنهاء كل معاملاته في محطة واحدة مهما تعددت الأطراف و الجهات المعنية كما يحدث في الدقم مثلا لأن تعدد الجهات المعنية تشتت المستثمر الذي يجد نفسه في رحلة من مكان لآخر ولكل جهة متطلباتها و كلنا نعرف أن المستثمر إذا رحل لن يعود وأي مستثمر يلغي مشروعه أو يحوله إلى وجهة أخرى سيشكل ذلك خسارة للسلطنة.

عمان أمانة في أعناقنا جميعا

أنور البلوشي قال أيضا:»السلطنة تحلق في فضاء التقدم والازدهار و تخطو نحو المستقبل بكل ثقة في ظل النهضة المباركة التي عملت على تحقيق التنمية الشاملة مركزة على بناء الوطن والمواطن وما حققته السلطنة رسم معالمه قائدنا وقدوتنا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي قدم للعالم أجمع نموذجا استثنائيا للتنمية المتوازنة التي حققت لعمان الرخاء و حفزت أبناء الوطن على العلم والعمل وبفضل السياسة الحكيمة لجلالته ونظرته الثاقبة التي تستشرف المستقبل وها هي عمان تساهم وبفاعلية في رسم معالم السلام في العالم و تقدم دروسا عملية في التسامح ويتواصل مشوار البناء والتشييد في السلطنة بمشاريع عملاقة وخطط طموحة ترسم معالم مستقبل عمان التي تظل أمانة في أعناقنا جميعا وعلينا أن نعمل بكل جهد للحفاظ عليها والمساهمة في مسيرة البناء بقلوب تنبض بحب عمان مستمدين روح العطاء من توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله و رعاه- قائدنا وقدوتنا الذي وهب نفسة لخدمة وطنه وشعبه وعلمنا أن تحقيق الأهداف لن يكون إلا بالعمل الجماعي وأداء كل منا لدوره على أكمل وجه و بمسؤولية و العطاء من اجل عمان أولا وثانيا وأبدا.

نعمة وليس نقمة

مضيفا:»العالم كله يعيش الآن صدمة انخفاض أسعار النفط التي خلفت آثارا سلبية على اقتصاد معظم الدول وإذا كان الأغلبية يعتبرون انخفاض أسعار النفط نقمة فإنني أرى عكس ذلك تماما فرغم ما خلفه هذا الانخفاض في أسعار النفط من أثار مستقبل مختلف القطاعات الا أنني أرى أن هذا الانخفاض نعمة لأنه سيدفعنا إلى العمل على تنويع مصادر الدخل بتشجيع مختلف القطاعات الأخرى قد نمر بفترة صعبة لكنها ستكون مرحلة مؤقتة فإن تبدأ متأخرا خير من أن لا تبدأ أبدا و الجهود التي تبذل حاليا للخروج من عباءة النفط ستعطي ثمارها للوصول إلى ناتج محلي تساهم فيه كل القطاعات و لا يتنفس بالنفط فقط حتى لا نبقى تحت رحمة مؤشر أسعار النفط و نبني اقتصادا قويا للأجيال القادمة.

الاستماع إلى آراء أهل القطاعات

عن الاتجاه نحو تنويع مصادر الدخل قال أنور البلوشي:»السلطنة تركز حاليا على تحقيق منظومة تنويع مصادر الدخل لتكون لكل القطاعات مساهمة فاعلة في الدخل القومي و هذا ما جعل الجهود تنصب على تطوير كل القطاعات بخطط طموحة و برامج تستهدف تحقيق نقلة نوعية وهناك فعلا جهود تبذل وعقول تفكر و برامج طموحة في كل قطاع حيث تعمل كل الجهات على تجسيد الهدف المنشود على ارض الواقع و سيكون من المهم جدا لو ان كل قطاع حاور مختلف الفئات العاملة فيه و استمع الى آرائهم لمعرفة التحديات التي تواجههم و الوقوف على الايجابيات لتعزيزها والسلبيات لتلافيها ليكون اهل القطاع مساهمين في رسم خطة العمل وليس في التنفيذ فقط ولا شك انهم سيقدمون الكثير من الاقتراحات البناءة المستمدة من تجربتهم الميدانية وخبرتهم العملية ورؤيتهم التي تنشد تطوير وتحديث القطاع اضافة الى ذلك سيكون تنفيذهم للخطط اكثر حماسا ودقة لأنهم ساهموا في صياغتها.

توفير الخدمات و تنظيم الفعاليات

مضيفا :»السلطنة تتوفر على مقومات سياحية مذهلة وهذا القطاع يشهد تطورا وتوسعا فهناك جهد يبذل وعمل تقوم به كل الجهات المعنية و بما أن هذا القطاع يحتل مكانة استراتيجية في منظومة تنويع مصادر الدخل بالسلطنة فلابد من مضاعفة الجهد بالتركيز على توفير الخدمات في مختلف المناطق السياحية و كذلك تنظيم فعاليات ومهرجانات بمستوى عالمي على مدار العام كما أن التنسيق مع مراكز التسوق لتقديم عروض واحتضان بعض الفعاليات سيكون مفيدا جدا لان السائح حينما يأتي إلى عمان لن يبقى في الفندق بل يريد اكتشاف السلطنة و التعرف على كل مقوماتها ووجود الفعاليات سيمنحه فضاء للحركة وهذا ما سيجعله يعود الينا مرات عديدة ولدينا نماذج لدول اعتمدت على تنظيم الفعاليات وهي حاليا تسجل إقبالا سياحيا بأرقام مذهلة.

لغة الميدان وليس المكاتب المكيفة

عن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة قال انور البلوشي :»الكل يعرف أن قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يمثل العمود الفقري للاقتصاد و تقول الأرقام أن 80 % من المؤسسات المسجلة في السلطنة مؤسسات صغيرة ومتوسطة لذلك فإن التوجه الذي تنتهجه السلطنة لتنمية وتطوير قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة استراتيجي خاصة مع توفيرها لكل سبل الدعم الممكنة و هذا ما يحتم على الشباب العماني أن يبرهن على جديته و رغبته الأكيدة في الانطلاق في مشاريع ناجحة ولابد على الشباب أن يتابع مشروعه متابعة مطلقة بصورة يومية لان النجاح لن يكون إلا باعتماد لغة الميدان وليس بالمكاتب المكيفة و ترك تسيير المؤسسة للآخرين لان المتابعة الدقيقة من الشاب لمشروعه تمكنه من الوقوف على النقائص في الوقت المناسب و توجيه دفة المشروع نحو الاتجاه الصحيح وكل مؤسسة صغيرة أو متوسطة قد تكون بداية لمشروع عملاق في المستقبل.