برلين - ش
قالت صحيفة "دير تاجستايتونج" الألمانية، إن الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل، يتطلب من الأوروبيين اتخاذ مواقف أكثر صلابة ضد سياسات حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعرقل السلام مع الفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 28 أبريل، أن مسؤولية ألمانيا الخاصة تجاه إسرائيل تتضمن الاعتراف بحقها في الوجود ومساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي، لكنها لا تعني خفض الصوت، مثلما فعلت برلين لسنوات طويلة مع حكومة نتنياهو.
وتابعت "إعطاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إشارة للإسرائيليين بأن الاتفاق مع الفلسطينيين ليس مهماً، يفرض على الأوروبيين والألمان توجيه انتقادات أكثر وضوحاً للسياسة الإسرائيلية".
وأشادت "دير تاجستايتونج" بما فعله وزير الخارجية الألماني زاجمار جابرييل، عندما أصر خلال زيارته لتل أبيب على لقاء منظمات حقوقية إسرائيلية مناهضة للاحتلال والاستيطان، وهو ما أغضب حكومة نتنياهو بشدة.
واستطردت الصحيفة "في عصر نتنياهو وترامب، سجل وزير الخارجية الألماني رسالة بالغة الأهمية بلقائه بمنظمتين حقوقيتين إسرائيليتين تعتبرهما حكومة نتنياهو معاديتين لإسرائيل بسبب فضحهما جرائم حربها ضد الفلسطينيين".
وكانت صحيفة "فرانكفورتر الجماينا تسايتونج" الألمانية، قالت أيضاً إن العلاقات بين برلين وتل أبيب تشهد توتراً بالفعل، ظهر بوضوح في إلغاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اجتماعاً كان مقرراً مع وزير الخارجية الألماني الزائر زاجمار جابرييل.
وأضافت الصحيفة في مقال لها في 27 أبريل، أن موضوع الاستيطان هو الذي يوتر العلاقات بين ألمانيا وإسرائيل، بخاصة في ظل توسع نتنياهو فيه بضغط من اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وتابعت "الاستيطان يثير حفيظة الأوروبيين لأسباب كثيرة، كالتحفظ الأخلاقي، والقلق على الاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مراعاة حساسية الأقليات المسلمة في أوروبا إزاء هذا الموضوع".
واستطردت الصحيفة "ألمانيا لم تكن من أشد منتقدي إسرائيل، بسبب ذنبها التاريخي فيما يتعلق بما فعله هتلر مع اليهود، إلا أنها اختارت فيما يبدو مؤخراً أسلوب مواجهة جديد للاستيطان".
وأشارت "فرانكفورتر الجماينا تسايتونج" إلى أن جابرييل اختار أسلوب المواجهة بلقاء مناهضي الاستيطان داخل إسرائيل نفسها، ووجه بذلك صفعة إلى نتنياهو ووضعه في موقف محرج أمام العالم.
وخلصت الصحيفة إلى القول: "إن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي من الأسباب الرئيسية لاضطرابات العالم العربي، التي تتأثر أوروبا بشدة من تداعياتها".