الأذان يقود اسكتلنديًا إلى الإسلام

مزاج الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٠٥ م
الأذان يقود اسكتلنديًا إلى الإسلام

آلان روني- ترجمة: أحمد بدوي
كيف يمكن لرجل في منتصف العمر يعيش في شمال اسكتلندا أن يتحول الى الإسلام وبخاصة أنه لم يقابل مسلما في حياته؟ كانت البداية عندما سمعت الاذان من أحد المساجد بينما كنت أقضي أجازه على أحد شواطئ تركيا، وشعرت أنه قد أيقظ شيئا ما بداخلي وألهمني أن أبدأ رحلة بحث روحية. وعندما عدت الى بلدتي انفيرنيس ذهبت الى مكتبة محلية واشتريت نسخة من القرآن الكريم وبدأت قراءتها، وأثناء القراءة كنت أدعو الله أن يرشدني في طريقي الجديد الذي شعرت أني بدأت السير فيه. كنت أصلي كثيرا وامضي وقتا طويلا وأنا جاثيا على ركبتي. لقد تأثرت بالقرآن الكريم كثيرا ، إنه كتاب هو يخبرك كثيرا عن نفسك، وقد اكتشفت أن هناك جوانب في شخصيتي لا أحبها ومن ثم فقد قررت أن أغير بعضا من شخصيتي. كنت أدرك أنني بوسعي أن أتوقف عن قراءة القرآن الكريم وأنهي هذه الحيرة التي تنتابني، ولكني أيضا عرفت أن هذا يعني أنني أتخلى عن شئ مهم بالفعل. وكنت أعرف أن الطريق الذي أسير فيه سينتهي بنتيجة واحدة وهي أن أصبح مسلما.
وقررت أن أواصل القراءة، وبالفعل قرأت القرآن الكريم ثلاث مرات، وحاولت أن أبحث عن ما يريبني ولكني لم أجد وكنت أشعر بارتياح تام بكل شيء.
والجزء الصعب في كل هذا كان تساؤلي عما سأكون عليه: هل سأصبح شخصا غريبا، أرتدي زيا مختلفا ويراني الآخرون أتحدث بصورة مختلفة؟ كيف ستنظر لي أسرتي وأصدقائي وزملائي في العمل؟
والشئ الأهم: كيف سأنظر أنا الى نفسي؟ هل سأحب ما سأكون عليه؟
وأمضيت وقتا في البحث على الانترنت عن قصص أناس مروا بتجربة مشابهة، لكني لم أجد على الإطلاق ما يجيب على هذه النقطة، وبالطبع فإن رحلة كل شخص تختلف عن الآخرين. وعلى أية حال من الجيد أن تعرف أن هناك آخرون سلكوا طريقا مشابها لطريقك، وكنت أود ألا أكون نموذجا فريدا من نوعه. ومن خلال الانترنت تعلمت كيف أصلي باللغة العربية وأن استمع الى القرآن الكريم وأقرأ بصوت مرتفع. والشئ المهم أنني كنت أسأل عن كل شيء، وهذا شيء مهم أن تسأل وتعرف ماذا تسمع وماذا تقرأ، وإذا شعرت أن شيئا ما لا يناسبك تماما فهذا مؤشر واضح أنه ليس لك. عليك أن تصغي بإنتباه الى صوت ضميرك وقلبك.
واستغرقت مني هذه العملية 18 شهرا تقريبا، وكنت أقوم بكل شئ بنفسي، وحتى ذلك الوقت لم أكن قد قابلت اي مسلم على الاطلاق. وبعد الـ 18 شهرا اعتبرت نفسي مسلما، فكنت أصلي خمس صلوات في اليوم وأصوم رمضان، وأحرص على تناول طعام وشراب لا يخالف تعاليم القرآن الكريم. وفي هذا الوقت فقط اكتشفت أن هناك مسجدا صغيرا في بلدتي وذهبت اليه وطرقت الباب وقدمت لهم نفسي. وتفاجأ الحاضرون بي ولم يعرفوا في البداية كيف يتصرفون معي فيما عدا أنهم أعطوني رمز فتح الباب ورحبوا بي في صحبتهم، وبالطبع كان هناك قبول وترحيب كبير بي منذا البداية.
أعتقد أن هناك الكثير مما يجب أن أتعلمه عن الإسلام، ومن المهم أن أوضح أن الإسلام هو الشئ الذي يجب أن تقبل به وهو مختلف في ذلك عن أي خصوصيات ثقافية في العالم، والمسلم له الحق دائما في الاحتفاظ بهويته الخاصة طالما أنه ملتزم بمبادئ التعاليم الموجودة في القرآن الكريم، وأنا الآن رجل اسكتلندي في منتصف العمر ومسلم وسعيد بذلك.

الاندبندنت