مهرجان "الزفاف" بالقاهرة يجذب الباحثين عن "ليلة العمر"

مزاج الأحد ١٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٠٠ م

القاهرة- خالد البحيري
أقيم في القاهرة، مؤخراً، كرنفال الزفاف في موسمه الرابع، وهو مهرجان يضم عروضاً لكل ما يحتاجه الشباب والفتيات المقبلون على الزواج، بدء من كريمات الشعر ومرورا بالأثاث والمجوهرات والتحف، ووصولا إلى تصاميم الملابس وموسيقى "ليلة العمر" وملابس الضيوف.
وأصبح هذا المهرجان بمثابة تقليد يحرص أبناء الأسر الثرية في المجتمع المصري على حضور فعالياته والاستفادة من معروضاته والأفكار الجديدة التي يطرحها خبراء من مختلف دول العالم.
وشهد المهرجان هذا العام حضورا كثيفاً من المقبلين والمقبلات على الزواج لمتابعة أحدث صيحات الموضة وكل ما يتعلق باحتياجات ليلة الزفاف من تصميمات لفساتين الزفاف وملابس العريس، وحتى تصفيفات الشعر واكسسوارات العروسة.
ولم يعد حفل الزواج عائلياً يقتصر على الأهل والأصدقاء وأطفال العائلة الذين يزيدون من بهجة الفرح، ولم تعد ليالي الأفراح المصرية تقتصر على وليمة العرس التي يجهزها العريس لضيوفه فرحا وابتهاجا بعروسه؛ بل أصبح الأمر أكثر تعقيداً من ذلك، وتنوعت المستلزمات التي يحتاجها العريس وعروسه في ليلة زفافهما وقد يتكلف حفل الزفاف عشرات أو مئات الآلاف من الجنيهات بحسب المستوى الاجتماعي للعروسين، وفي كثير من الأحيان يصبح الأمر عبارة عن منافسة بين الشباب والفتيات يتباهى كل منهم بمن حضر حفل زفافه وبحجم ما أنفق في ليلة قد لا يزيد الفرح فيها عن سويعات معدودة، كما قد يصل حبل التفاخر إلى التباهي بالمكان الذي أقيم فيه حفل الزفاف والمصمم الذي صمم دعوات الفرح والمخرج الذي أخرج ليلة العمر، والمكان الذي يسافر فيه العروسين لقضاء شهر العسل، وبالنسبة للفتيات فالأمر يزيد عن هذا ليصل إلى التباهي بمصمم فستان الفرح ومصفف الشعر ومن قام بتزيين العروسة والذين أصبحوا نجوما لامعة في سماء الباحثات عن الرفاهية من بنات الطبقات العليا في المجتمع المصري.
ووسط كل هذا تتسابق الشركات والمكاتب المتخصصة في بيع أدوات الزينة ووسائل الترفيه في تقديم أجود ما لديها لجذب أكبر عدد من الباحثين والباحثات عن المتعة إلى صفوف زبائنها.
صناعة الزفاف

**media[332561]**

وتسعى الشركة المنظمة للمهرجان إلى تأكيد مفهومها حول حفلات الزفاف وإخراجها من مجرد حفلة للفرحة بالعروسين إلى صناعة كاملة يمكنها أن تكون استثمارا له مكاسب مالية عالية جدا، فخلال العام 2014 تم في مصر نحو مليون حفل زفاف تنوعت مستوياتها بين زفاف في فنادق 5 نجوم وحفلات زفاف في أندية متوسطة المستوى، ولكل احتفال من تلك الاحتفالات طبيعته وحجم نفقاته.
وجاء كرنفال الزفاف " our wedding carnival " ليؤكد ذلك الاتجاه الجديد نحو الاستفادة من حفلات الزفاف وتقديم أفضل العروض التي قد يحتاجها العريس أو العروسة أثناء التجهيز لحفل الزفاف، وذلك لجذب أكبر عدد ممكن من الزبائن، وتحويل الأمر إلى دعاية لترويج المنتجات العصرية لبيوت العرائس الجدد.
والمهرجان الذي يقام للمرة الرابعة في القاهرة، المقصود منه تقديم منتجات غير تقليدية يمكن القول إنها منتجات أصبحت من لوازم الأفراح وحفلات الزفاف المصرية، ومن ذلك مثلاً دعوات الأفراح وأبرز تصاميمها، ومجموعات أغاني الأفراح، وأحدث أنواع موسيقى الـ DG والتي تستخدم في أغلب الأفراح المصرية بمختلف مستوياتها، وكذلك تقديم خدمة جديدة من خلال عروض أحدث تصفيفات الشعر بالنسبة للعروسين، وكيفية اختيار الأثاث بالنسبة لديكورات الشقة أو بيت الزوجية، وأنواع أدوات التجميل من أرقى بيوت الموضة، وكذلك تقديم عروض من الشركات السياحية حول رحلات شهر العسل وأين يمكن قضاء أجمل أيام العمر وكل بحسب إمكانياته، والأمر لا ينتهي عند هذا الحد بل يشمل كذلك تقديم عروض عن أدوات المطبخ والسيراميك للأرضيات وكيفية تجهز حلوى ليلة الزفاف وتورتة الفرح، وأجمل تصاميم كوشة العروسة.
موسم مميز
وقال الرئيس التنفيذي للشركة المنظمة للكرنفال شريف أشرف،لـ"الشبيبة": إن الكرنفال هذا الموسم كان مختلفاً عن المواسم السابقة، وضم 150 عارضاً لمستلزمات الزفاف واستمر لمدة يومين، شهدت تقديم عروض أزياء تتعلق بأحدث خطوط الموضة بالنسبة لفساتين الزفاف بالإضافة إلى عروض بمشاركة عدد من الإعلاميين.
وأضاف: يضم الكرنفال عروضا أخرى لأبرز مصممي المجوهرات لاختيار "شبكة" العروسة، وعروض للموضة بمشاركة شركات عالمية عرضت منتجاتها من أدوات التجميل والزينة التي قد تحتاجها العروسة.
الكرنفال أتاح عروضاً لرواد التجميل، وبيوت الموضة المصرية والعربية للمشاركة وعرض منتجاتهم، وتنافس العارضون في تقديم فنون التجميل، وأدوات المكياج، وزينة العروسة، وأتاح للمشاركات من الجمهور فرصة تجريب أنواع الزينة المتاحة قبل الإقبال على الشراء.
وتابع: اتسمت المعروضات في المهرجان بارتفاع أثمانها قياسا بالموجود في السوق المحلي، والسبب في ذلك يعود إلى أن المنتجات التي عرضت خلال فعاليات الكرنفال جميعها ماركات بجودة عالية، حيث بدأت أسعار فساتين الزفاف من 8 آلاف جنيه (ألف دولار تقريبا) إلى أكثر من 30 ألف جنيه (قرابة 4 آلاف دولار)، في حين كانت أسعار المشغولات الذهبية والمجوهرات أغلى كثيراً نظرا لحداثة تصميماتها، كذلك الأمر بالنسبة لأدوات التجميل.
ضيوف الأفراح كان لهم نصيب من العروض التي قُدمت خلال فعاليات المهرجان، حيث تم تقديم عروض لأزياء لأحدث تصميمات ملابس المساء والسهرة، والأزياء التي قد تتناسب مع حفل الزفاف، وكذلك الأزياء التي تتناسب مع وصيفات العروسة في الحفلات الكبرى التي يستم تصميمها بحيث تدخل العروسة إلى قاعة الاحتفال وكأنها ملكة وخلفها عدد من الوصيفات، وما يؤكد نجاح المهرجان في كل موسم هو زيادة عدد العارضين هذا الموسم عن الموسم السابق عليه، حيث كان عدد العارضين في الموسم الثالث لا يتجاوز 100 عارض بين مصممي أزياء، ومصممي مجوهرات، وأثاث وأدوات زينة ومكياج للعروس، ارتفع العدد هذا الموسم إلى 150 عارضاً في كافة المنتجات المتعلقة بليلة الزفاف، وحضر المهرجان عدد من الفنانين والإعلاميين ورجال الأعمال المصريين.
اليتيمات كان لهن حضور خاص في مهرجان هذا العام، حيث واصلت الشركة المنظمة ما اتبعته في الموسم السابق من اختيار مجموعة من العرائس اليتيمات والتكفل بتجهيزهن لعرسهن على نفقتها، وبعد أن قامت الشركة بتجهيز وزفاف 10 يتيمات خلال الموسم الثالث، ضاعفت هذا العدد مع الموسم الرابع بعد النجاح الذي حققه الكرنفال في جذب الجمهور وتحقيق الهدف من وراء تنظيمه بلفت نظر الجمهور ووسائل الإعلام وكذلك كيانات اقتصادية كبيرة تعمل في مجال الأثاث والذهب والأدوات المنزلية إلى المهرجان، فضلاً عن لفت نظر العديد من بيوت الأزياء والمصممين العالميين للمشاركة به، ومشاركة عدد من الإعلاميين في عروض المهرجان لجذب الجمهور، ومن ذلك عرض " أبو حفيظة" الذي قدمه الإعلامي المصري أكرم حسني، ومشاركة فرقة "أدرينالين" بعرض خاص، وتقديم عرض للألعاب النارية من تصميم وتنفيذ الفنان المصري أحمد عصام.