الأمين العام لمنظمة المدن العربية: مسقط.. نمو وتطور وتراث عمراني ومعماري

بلادنا الأحد ٣٠/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:١٥ ص

مسقط -
اعتزازا بالشراكة التي تربط مدينة مسقط بمنظمة المدن العربية التي تحتفل هذا العام بيوبيلها الذهبي تحت شعار «خمسون عاماً في خدمة المدن على طريق النمو المستدام»، فقد انفردت بلدية مسقط بحوار خاص مع معالي الأمين العام لمنظمة المدن العربية حول تاريخ المنظمة ودورها الحضري على مستوى المدن العربية. تحدث معالي أحمد بن حمد الصبيح بداية حول تاريخ المنظمة قائلاً: في الخامس عشر من مارس عام 1967م تم تأسيس منظمة إقليمية عربية، أخذت على عاتقها النهوض بالمدينة العربية وساكنيها، ووضعت لنفسها نهجاً، ورؤية ورسالة تتمحور حول التنمية، تنمية وتحديث المؤسسات البلدية والمحلية في المدن العربية، وتحسين الخدمات والمرافق والعمل على تطويرها.

وبسؤالنا حول عدد المدن العربية الأعضاء في المنظمة فقد أجاب: انطلقت المنظمة من الكويت قبل خمسين عاماً بمبادرة من 27 مدينة عربية. واليوم تضم أكثر من خمسمائة مدينة.
وأجاب معاليه حول كيفية تقييم المنظمة لأهدافها التي تحققت على مدى خمسين عاماً إذ قال: وضعت المنظمة لنفسها أهدافا في مقدمتها الحفاظ على هوية المدن العربية وتراثها، والتعاون مع المدن الأعضاء في دراسة وتخطيط وتنسيق أنشطتها وخدماتها المختلفة سعيا وراء تحقيق أهدافها في التنمية والتقدم، وفي وسعنا القول إن ما حققته المدن العربية من تطور ونمو يترجم في موقع أو أكثر أهداف المنظمة، والغايات التي أنشئت من أجلها.

شعار المنظمة هذا العام

أشار معالي أحمد بن حمد الصبيح إلى شعار المنظمة هذا العام قائلا: لقد جسّد شعار احتفالية المنظمة بيوم المدينة العربية هذا العام واقع المدينة وارتباطها بمنظمة تعكس توجهاتها وتطلعاتها وتساعدها على اللحاق بقطار الحداثة والمعاصرة لتسهيل أمور مواطنيها وتقديم أفضل الخدمات البلدية لساكنيها.

تشريعات ونظم

وعن مدى ما حققته المنظمة التزاماً بأحد أهم أهدافها وهو «العمل على تطوير وتوحيد النُظم والتشريعات البلدية بما يتفق ومتطلبات تطوير المدينة العربية». قال معاليه: إن تطوير النظم والتشريعات البلدية مسألة تحظى بالأولوية، فالمدينة العربية اليوم هي غيرها قبل خمسين عاماً، حيث تشهد المنطقة العربية نمواً سكانياً ملحوظاً وارتفاعاً غير مسبوق في معدلات التحضر، حيث يعيش 56% من السكان في المناطق الحضرية. هذه العملية المتسارعة في النمو السكاني تتطلب إصدار قوانين واعتماد تشريعات تنسجم مع متطلبات واحتياجات الساكنين.

العمل البلدي لمسقط

فازت مدينة مسقط بعدد من الجوائز في المسابقات التي أطلقتها المنظمة منها على مستوى المعمار لمبنى البلدية، وأخرى حول التشجير، بالإضافة لجائزة تخص تجميل المدن وغيرها من الجوائز ذات الصلة. مما يفرض سؤالاً حول رؤية ومنظور المنظمة لهذه المسابقات على أنها مفيدة ومحفزة للمدن من جانب. وكيف يُنظر لتجربة مدينة مسقط في العمل البلدي وأهدافه ومسؤولياته، وقد أجاب الصبيح على هذا الطرح قائلاً: مدينة مسقط، مدينة نشطة وفاعلة في المنظمة، وهي قريبة من البرامج والندوات والمؤتمرات التي تقيمها المنظمة ومؤسساتها. وعندما تحصل مسقط على جوائز في تخضير وتجميل وتشجير المدن، وتحصل كذلك على جوائز معمارية، فهذا يعني أن المدينة قريبة جداً من المنظمة، وحريصة على الاستفادة من عضويتها فيها.

الهوية المعمارية

وبسؤالنا عما إذا كان هناك هوية معمارية واضحة للمدن العربية تتسق مع التطور العمراني دون أن تتدخل المدنية الصاعدة في طمس معالم هذه المدن العربية وتاريخها وحضارتها ومكانتها الاجتماعية أجاب الأمين العام بالقول: تتميز المدينة العربية بهوية معمارية تراثية لا تخلو من الحداثة، فالمدينة العربية كانت وستبقى متناغمة مع محيطها الطبيعي، وبما يتلاءم مع نسق التطور والحداثة.

خطط مستقبلية

واختتم معالي الأمين العام لمنظمة المدن العربية حديثه قائلا: تضع المنظمة اعتباراتها في عمل برامج وخطط تخدم المدينة العربية وتحفزها على الدخول في المنافسة، ليس فقط في محيطها العربي وإنما في محيطها الإقليمي والدولي، لأن المدينة باتت عامل جذب سياحي وثقافي ومحل تزاحم بين المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين، باعتبار أن المنظمة تتحرك بثبات من أجل خدمة المدينة العربية، وتحقيق تطلعاتها نحو الحداثة والمعاصرة دون إغفال الهوية والمكنوزات التراثية.