لثلاثة أيام متتالية.. فعالية التوأمة بين مدينتي صور العُمانية واللبنانية

بلادنا الأربعاء ٢٦/أبريل/٢٠١٧ ١٧:٣٣ م
لثلاثة أيام متتالية.. فعالية التوأمة بين مدينتي صور العُمانية واللبنانية

صور- ش

انطلقت بقاعة غرفة تجارة وصناعة عُمان بولاية صور بمحافظة جنوب الشرقية أمس الأول فعالية التوأمة بين مدينتي صور العمانية واللبنانية تاريخياً وملاحياً وجغرافياً، والتي تنظمها الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء على مدى ثلاثة أيام بمشاركة نخبة من الأدباء والكتّاب بالسلطنة ولبنان.
رعى افتتاح الفعالية وزير الشؤون القانونية معالي د.عبدالله بن محمد السعيدي وبحضور عدد من الكتّاب والأدباء والمهتمين بالمجال الثقافي بولاية صور.

وأوضح معاليه عقب افتتاح الفعالية، أنه سعيد بالحضور وهذه بادرة طيبة من المهتمين بالجانب العُماني واللبناني لإحياء العلاقة القديمة بين المدينتين وجهود مقدّرة من الجمعية لزيادة التبادل الثقافي والمعرفي، وأضاف معاليه: ما شاهدته في المعرض الفني من صور ولوحات فنية تحكي جمال المدنيتين، أظهر فيها المصورون والفنانون إبداعاتهم الفنية من حيث الفكرة والجماليات التي تتميّز بها صور العُمانية وصور اللبنانية.

وشهد حفل الافتتاح كلمة الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء ألقاها رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي، تناول فيها العلاقة بين مدينتي صور العمانية واللبنانية، موضحاً أهمية التلاقي من أجل معرفة الثقافة الأنثربولوجية التي تهتم بها مراكز البحث الدولية وبخاصة المتعلقة بالآثار بأنها تمثل ثقافة الشعوب التي عبرها يتم التعرّف على الشعوب ومسيرتها الحضارية، مشيراً إلى أن المدينتين "صور العمانية وصور اللبنانية" تقعان في جنوب بلديهما، وتقعان على بحرين "بحر عُمان والبحر الأبيض المتوسط"، وقد أهل الموقع المتميّز لهما اتصالهما الحضاري مع الشعوب الأخرى، سواء في آسيا وأفريقيا أو أوروبا، وساهم الجانب الملاحي في تاريخ المدينتين في النقل الحضاري والتثاقف مع الشعوب الأخرى.

وتحدث رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء عن فعالية توأمة مدينتي صور العُمانية وصور اللبنانية، معتبراً أن الفعالية جزء من استراتيجية الجمعية في إقامة فعاليات في محافظات السلطنة المختلفة، وتوسيع نشاطها الثقافي وتنويعه، مقدماً الشكر لكل من أسهم في رعاية وتنظيم هذه الفعالية، وكل من ساهم في تنفيذها، مشيراً إلى تعاون القطاع الخاص في رعاية هذه الفعالية وإلى إسهام أبناء مدينة صور في إنجاحها.

من جانبه ألقت د.رفيف أحمد علي كلمة الحركة الثقافية في لبنان أشارت فيها إلى أن مدينتي صور لبنان وصور عمان اسم موحد وهو رمز للوحدة في التاريخ والثقافة والتوجهات والتضافر والتناغم في الرؤى فالطموح منبتهما والعزة والكرامة، دربهما والإيمان بالله سبحانه تعالى ورسله وملائكته، شعارهما ونحن الآن أهل صور من جنوب لبنان في ضيافة أهل صور بوابة عُمان الشرقية والملتقى التاريخي للطرق البحرية فيه المنفذ الرئيس للتجارة والأسفار موطن الفينيقيين الأجداد، نسكن في التاريخ في هذه اللحظة ونتعانق بالأرواح في هذه اللحظة، يعمنا السرور والألق في هذه اللحظة لينجلي الخوف والأرق من الانزلاق والمبيت بين أشواق التفرقة والتعصب والسؤال من خلق من رحم صور عمان أم صور لبنان؟

وأضافت في كلمتها: ليس هذا هاجسنا فالتنمية المستمرة بأيد متشابكة وأنوار ساعية نحو التقدم وليكن رائدنا التربع في مقعد عال بين الأمم في ظل العولمة، وفي ظل الدروب المغلقة، أمام العيون الطموحة فنحن هنا لنجتمع ونتحاور ونتقدم ونسير يداً بيد لأن تاريخنا ووجودنا يحتم علينا وحدة المصير، ونحن هنا نتحدى حوار الحضارات الذي وضحه بيار غارودي وصدام الحضارات الذي بشر به صاموئيل هنتغتون ونهاية التاريخ الذي تكلم عنه فوكاياما، فنحن هنا نؤسس لتاريخ مضيء عربي جديد إن شاء الله وبإذنه تعالى.

وقد شاركت د.ناريمان محمد عساف بتقديم قصيدة شعرية بعنوان "أيا عمان" ثم قام معالي الدكتور راعي المناسبة بافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية والتشكيلية لعدد من الفنانين العمانيين واللبنانيين وهم قاسم محمد عرنس ومحمد حيدر ود.حمد الغيلاني وعلي بن أحمد العلوي وعبدالعزيز العلوي وأحمد السناني ود.سلمان الحجري، وقام معاليه بتكريم الداعمين والمشاركين ثم قُدِّمت هدية تذكارية لمعاليه.

وستتواصل الفعاليات فقد أُقيمت اليوم ندوة تاريخية تشتمل على جلستين عمليتين ففي الجلسة الأولى التي أدارتها د.رفيف أحمد ويشارك فيها كل من د.ناريمان محمد عساف بورقة عمل تحمل عنوان "صور للتثاقف الحضاري" ويشارك د.حسن دياب بورقة عمل بعنوان "التحولات العمانية في صور في العصر الحديث"، أما الجلسة الثانية التي أدراها د.سالم بن سعيد العريمي وشارك فيها الباحث حمود بن حمد الغيلاني بورقة عمل تحمل عنوان "تاريخ صور القديم"، كما شارك د.سالم بن مبارك الحتروشي بورقة عمل بعنوان "السمات الجغرافية الطبيعية والبشرية لمدينة صور العمانية" وقدم الباحث خالد بن علي المخيني ورقة عمل بعنوان "تاريخ صور الملاحي الحديث".

أما اليوم الثالث والختامي سيتضمن عدداً من البرامج أهمها الأمسية الشعرية التي ستديرها د.سعيدة بن خاطر الفارسية، ويشارك فيها كل من الشعراء باسم عباس وفاروق شويخ وفيصل الفارسي وخالد الداودي وخالد الجنيبي وسعيد المشرفي.
ويتخلل أيام الندوة زيارة عدد من المواقع الأثرية والسياحية بالولاية كمدينة قلهات الأثرية ووادي شاب بنيابة طيوي وسفينة فتح الخير مع إقامة حوار مفتوح في سبلة مخا بالولاية.