باريس –
تداول عدد من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، رسمة كاريكاتورية على هامش الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي جرت مرحلتها الأولى أمس الأحد، وسط تأهب شديد وتعبّر الصورة عن انتصار المرشحة اليمينية مارين لوبان التي تعادي الإرهاب والتطرف بشكل واضح.
وتمثل ذلك في رسم حذاء نسائي بألوان علم فرنسا، وكعبه برج إيفل وهو يهبط على اثنين من الإرهابيين الملثمين ليسحقهما، في إشارة إلى أنها المخلصة الوحيدة لفرنسا من الإرهاب. وتشهد الانتخابات الفرنسية منافسة قوية، إذ تجمع عدداً من المرشحين ذوي القاعدة الجماهيرية العريضة، ومنهم المرشح المستقل ووزير الاقتصاد السابق إيمانويل ماكرون، وزعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مارين لوبان، وفرنسوا فيون الجمهوري اليميني، والاشتراكي بونوا هامون، وجان لوك ميلانشون المرشح عن حزب «فرنسا المتمردة»، ونيكولا دوبون إينيون مرشح «انهضي يا فرنسا»، وفيليب بوتو عن «الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية»، وناتالي أرت عن حزب «نضال العمال»، وجاك شوميناد عن حزب «التضامن والتقدم».
وتسود حالة من الغموض دائرة التكهنات حول من بين الـ11 مرشحاً هو الأقرب للوصول إلى قصر الإليزيه، وفي تلك الساعات الحاسمة يتطلع أكثر من مليوني فرنسي من أصول عربية إلى تلك الانتخابات التي تأتي في وقت حرج بالنسبة للعرب والمهاجرين، بعد تفاقم أزمة الإرهاب في أوروبا وصعود اليمين المتطرف الذي ينادي بغلق الباب في وجه المهاجرين. ومن بين الكتل التصويتية الحاسمة في الانتخابات الفرنسية للعام 2017 يظهر الفرنسيون ذوو الأصول العربية كطرف مهم في السباق الرئاسي، فبحسب الإحصائيات الرسمية، هناك خمسة ملايين فرنسي من أصول عربية ومسلمة من إجمالي عدد السكان البالغ 66 مليون نسمة، ومن لهم حق التصويت يتجاوز الـ2 مليون فرنسي، وهي كتلة ظهرت أهميتها بجلاء في الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي أُجريت في العام 2002. ففي تلك الانتخابات تمت تعبئة تلك الكتلة في مواجهة اليمين المتطرف الذي كان يحاول آنذاك الفوز بمقعد الرئاسة في الإليزيه، واستطاعت أن تحسم فوز جاك شيراك بأغلبية ساحقة بنسبة 82.21 % مقابل 17.79 % لـ«جان لوبان» اليميني المتطرف ووالد المرشحة الحالية مارين لوبان. ثم توالى بعد ذلك استغلال تلك الكتلة، وبرز دورها مجدداً في رئاسيات 2012 إذ صوت الفرنسيون ذوو الأصول العربية لصالح الرئيس فرنسوا هولاند والذي تغلّب على منافسه نيكولا ساركوزي بفارق ضئيل، بنسبة 3.28 % أي ما يعادل أقل من مليون و140 ألف صوت.