علي بن راشد المطاعني
تبذل شرطة عُمان السلطانية جهودا كبيرة في الاستفادة من التقنيات الجديدة وتسخير التكنولوجيا لخدمة المستفيدين من خدماتها، إلا أن هناك جزيئات يتطلب إضافتها إلى خدمات الشرطة لكي تكتمل منظومتها التي ما فتئت تخدم المواطنين والمقيمين بكفاءة عالية وتسهل عليهم أي مشاق أو عناء في هذا الجانب، إضافة لتنبيههم بمواعيد تجديد الوثائق التي بحوزتهم حتى لا تحدث مفاجآت غير سارة في الوقت بدل الضائع بلغة كرة القدم كما يقولون، ولتلافي ما يترتب عليهم من مخالفات وغرامات، إضافة للتعرض لمواقف محرجة ينتج عنها تأخير السفر لانتهاء مدة صلاحية الجواز، أو التعرض لحادث مروري ثم يفاجأ بانتهاء صلاحية رخصة القيادة أو رخصة المركبة وهنا تقع عواقب وخيمة معروفة لدينا جميعا وأهمها فقدان التأمين على المركبة والركاب.
هذه المفاجآت تتطلب إدخال خدمات الرسائل النصية القصيرة وفق الأنظمة الإلكترونية المتبعة للتنبيه باليوم الذي تنتهي فيه صلاحية الوثائق على مدار العام وفقا لتواريخ الإصدار والانتهاء، فإضافة للخدمات التي تقدمها الشرطة مسبقا فإن هذه الخدمة تعد خطوة متميزة وحضارية سنسبق بها العديد من الدول.
فعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة شرطة عُمان السلطانية في تحقيق الأمن وتحقيق الطمأنينة للمواطنين والمقيمين وما تنجزه في هذا الجانب وغيره من مجالات اختصاصاتها المتعددة، إلا أن تطور خدماتها ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين يثلج الصدر حقا لتطورها وسرعة إنجازها سواء في تجديد الجوازات أو البطاقات الشخصية ورخص القيادة والمركبات وتسجيلها وغيرها من الخدمات المباشرة، وهو ما يدفعنا إلى طرح أفكار لتضيف أبعادا جديدة لخدماتها من خلال خدمات رسائل التذكير النصية القصيرة.
فتوفير هذه الخدمات الإلكترونية لتنبيه المواطنين للإسراع بتجديد جوازاتهم قبل السفر بوقت كاف سيكون له أثر طيب في عدم إفساد فرحة التمتع بالإجازات، إذ يحدث أحيانا أن تكون بعض العائلات في المطار وعلى أهبة الإقلاع، ثم تكتشف في تلك اللحظات أن جواز سفر أحد أفرادها قد انتهت صلاحيته، وباقي أفراد الأسرة أنهوا جميع معاملاتهم الخاصة بالسفر، كل تلك العثرات المباغتة يمكن تجاوزها عند تطبيق المقترح الذي أشرنا إليه.
وكذلك تجديد البطاقات المدنية التي يغفل البعض عن تجديدها في الوقت المناسب وفي لحظة انتهاء صلاحيتها ربما تكاسلا أو لعدم اكتراث، فيترتب على ذلك تعطل إنجاز المعاملات لدى جهات حكومية أو حتى استحالة السفر إلى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولكن وعبر رسالة نصية قصيرة من جهاز بحجم شرطة عُمان السلطانية كصباح الخير بطاقتك الشخصية منتهية سارع إلى تجديدها، لن تكلف الشرطة عناء يذكر وفي ذات الوقت تخلف أثرا طيبا في نفوس المتلقين.
هذه اللمسات البسيطة وذات المغزى الكبير والعبق الجميل، ستضيف لشرطة عُمان السلطانية أبعادا مهمة لخدماتها المتميزة، لتضاف إلى ما تبذله من جهود تلهج الألسنة بالدعاء والشكر لها.
هناك جهات حكومية بدأت بتطبيق خاصية استعلام الخدمات بواسطة الرسائل القصيرة كوزارة الصحة وبلدية مسقط، ووزارة الإسكان، والمحاكم وغيرها تنبه للمواعيد المحددة لمعاملاتهم ومراحلها وإلى أين وصلت وكان لها الأثر الطيب في نفوس المواطنين إذ ساعدتهم فعلا على متابعة معاملاتهم.
لهذه الخدمات جوانب اقتصادية تتمثل في سرعة التدفقات المالية لخزينة الدولة وفي ذات الوقت تجنب المستفيدين الغرامات المترتبة على التأخير في تجديد الوثائق.
بالطبع نحن لا نعفي المواطن أو المقيم من مسؤولية عدم تجديد الوثائق الخاصة به، أو إلقاء اللوم على الجهات المختصة، لكننا نرى أنها خدمة ممتازة ستسجل كسبق في هذا المجال لشرطة عُمان السلطانية.
نأمل أن تعزز شرطة عُمان السلطانية خدماتها بهذه الخدمة النوعية وذات الأهمية للمواطن والمقيم، لتكتمل منظومة الخدمات الإلكترونية المتميزة التي تقدمها.