مسقط -
كانت منطقة الشرق الأوسط السوق العالمية الوحيدة التي شهدت زيادة في الطلب على نشاط سفن الإمداد البحري في العام 2016 وذلك بنسبة 2.6 %، مما يشير إلى استمرار استثمارات حكومات المنطقة في دعم أداء هذا القطاع منذ انخفاض أسعار النفط في العام 2014. وتأتي هذه الأرقام الإيجابية قبيل انعقاد فعاليات معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط الذي ينعقد كل عامين في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 25 إلى 27 سبتمبر 2017. وتشير بيانات «بيتروداتا» إلى ارتفاع الطلب على سفن الإمداد البحري في منطقة الشرق الأوسط في ديسمبر 2016 بنسبة 2.6 % عما كان عليه في يناير 2016، وهذا ما يعني زيادة عدد السفن من 270 سفينة في بداية العام الفائت إلى ما يقرب من 278 سفينة في ديسمبر الفائت.
دفعة قوية في المستقبل
وبهذا السياق قالت مديرة التسويق في «سيتريد» إيما هول: «شهدت منطقة الشرق الأوسط ارتفاعاً في هذا القطاع على عكس بقية مناطق العالم، وهذا ما يمثل أخباراً مشجعة جداً، ونحن نتوقع أن يساهم ذلك بتحقيق دفعة قوية في المستقبل».
ويؤكد تقرير آخر نُشر في «سيتريد نيوز ماريتايم» بعنوان «واقع القطاع البحري وقوارب العمليات 2017» وجود علامات قوية على الانتعاش وظهور مؤشرات واضحة على نمو قطاع الأعمال البحرية هذا العام وخاصة لمشغلي قوارب العمليات. كما يشير التقرير إلى أن الطلب الإقليمي على سفن الإمداد البحري (OSV) سيستمر في الارتفاع خلال الأشهر الـ 24 المقبلة، وسيتم تسليط الضوء على ذلك خلال الكلمة الافتتاحية لمعرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط والتي ستحمل عنوان «آفاق أبوظبي» وتليها جلسة نقاش حول «اتجاهات المستقبل وفرص السوق».
عامل رئيسي في هذا الأداء الإيجابي
وأضافت إيما هول قائلة: «يشير أداء قطاع سفن الإمداد البحري في المنطقة إلى أن الاستثمارات العامة والخاصة في قطاعات النفط والغاز تشكل عاملاً رئيسياً في هذا الأداء الإيجابي. ونحن متفائلون بحذر بأننا سنشهد بحلول العام 2017 علامات واضحة لانتعاش أسواق الطاقة العالمية، ويمكننا أن نتوقع زيادة في أنشطة سفن الإمداد البحري بدعم من الخطوات التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي».
مشاريع عملاقة
ورغم موافقة الدول الأعضاء في منظمة أوبك على تخفيض الإنتاج هذا العام، فإن الاستثمارات البالغة قيمتها 112 بليون دولار في الكويت على مدى خمس سنوات سوف تزيد من الطاقة الإنتاجية إلى 4 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020، كما سترتفع الطاقة الإنتاجية في أبوظبي إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول العام 2018، وستساهم الحقول البحرية في النسبة الأكبر من هذا النمو. كما أعلنت السلطنة عن استثمارات مماثلة مع التركيز بشكل خاص على منصاتها البحرية، وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تطوير المزيد من حقول النفط مع مشاريع توسيع عمليات حقل خريص المقرر استكمالها في العام 2018.
تعزيز مستويات الكفاءة
وأردفت إيما هول بالقول «تسعى الشركات الخاصة العاملة في مجال الطاقة إلى تعزيز مستويات الكفاءة وإعادة الهيكلة واعتماد أفضل الممارسات التجارية وتوحيد إجراءات الشراء». وتظهر توقعات البنوك العالمية الكبرى مزيداً من التفاؤل، إذ يتوقع بنك HSBC أن يعود السوق إلى التوازن في العام 2017 بعد فترة من الإفراط في العرض. كما يتوقع بنك باركليز أن سيرتفع الإنفاق على عمليات الاستكشاف والإنتاج العالمي بنسبة 9 % هذا العام.
الخيارات المتاحة
وسيركز برنامج معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط على الخيارات المتاحة في هذا القطاع مثل إعادة الهيكلة وخفض التكاليف والتوحيد والتنويع، والتي تهدف إلى جعله أكثر قدرة على الصمود في المستقبل. كما تسلط الجلسات الضوء على مختلف جوانب الاستدامة والوقود البديل والأمن الإلكتروني والتكنولوجيا الذكية.
واختتمت إيما هول كلامها بالقول: «يتم استخدام التقنيات الحديثة لزيادة الكفاءة وخفض التكاليف الإجمالية فضلا عن التطور الذي تشهده أنظمة الدفع الهجينة وأنظمة تحديد المواقع الديناميكية واستخدام الكهرباء على متن السفن. وتساهم تقنيات الاتصالات الفضائية بالارتقاء بمستوى وكفاءة عمليات السفن والارتقاء بمستوى الأداء بالطبع»، ويعتبر معرض سيتريد لسفن العمليات والأعمال البحرية في الشرق الأوسط (SOMWME) الحدث الأكبر من نوعه في هذا القطاع خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ويستضيف أكثر من 200 شركة عارضة في مجال سفن العمليات والأعمال البحرية.