مع تصاعد اليمين المتطرف.. لمن سيصوت مسلمو فرنسا؟

الحدث السبت ٢٢/أبريل/٢٠١٧ ١٩:٤٨ م
مع تصاعد اليمين المتطرف.. لمن سيصوت مسلمو فرنسا؟

باريس – ش «إن شاء الله، لن تكون مارين لوبان»، هكذا قال «نسيم» بابتسامة يعلوها القلق، مُضيفًا: «ولكن إذا كانت كذلك، فسنضطر لقبول قدرنا».

بحسب تقرير نشرته مجلة «بوليتيكو» الأمريكية، تعكس معضِلةُ «نسيم» الموقفَ الصعبَ الذي يجد العديد من الناخبين المسلمين الفرنسيين أنفسهم فيه؛ إذ إنهم موالون على نحو تقليدي لليسار السياسي، ويعزى السبب في ذلك جزئيًّا إلى سجله المتميّز في الدفاع عن المساواة الاجتماعية.

«إذا وصلت مارين لوبان إلى السلطة، سينتهي حلمنا وطموحنا المُشترك للعيش جنبًا إلى جنب»، هكذا نقل التقرير عن «نسيم»، الطالب بإحدى أفضل كليات الأعمال في باريس.

وفقًا للتقرير، يتوافد نحو 50 ألف زائز إلى ضاحية لو بورجيه في باريس كل عام، من أجل أكبر تجمّع للمسلمين في أوروبا، وهي فعالية تشهد محاضرات بشأن القضايا الروحية والسياسية؛ حيث يحتشد الزوار بمئات الأكشاك لجلب أغطية الرأس، والفساتين، والحلوى الحلال، والكتب، والصابون، والعطور.

وهذا العام، في أعقاب حملة رئاسية لعب خلالها الإسلام والتهديداتُ المتصوّرة لفرنسا دورًا كبيرًا، كان روادُ المؤتمرِ قلقين بشكل ملحوظ بشأن التصويت يوم غد الأحد، عندما سيذهب الناخبون في فرنسا إلى صناديق الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات الأكثر إثارة للتوتر منذ عقود.

قال التقرير إنه سيكون من الصعب على زعيمة الجبهة الوطنية أن تحصل على العديد من الأصوات على أي حال. فالمسلمون أيدوا بأغلبية ساحقة المرشح الاشتراكي «فرانسوا هولاند» في الانتخابات الأخيرة في عام 2012؛ صوّت ما يقرب من 90% لصالح «هولاند» بدلًا من «نيكولا ساركوزي» المرشح اليميني، وفقًا لدراسة جرت في أعقاب التصويت.

وتحظر فرنسا بشدة جمع البيانات العرقية والدينية، ولم تدرس أي استطلاعات نشرت كيف يمكن للمجتمع الإسلامي – الذي يقدر بنحو 5 ملايين ناخب، وهو واحد من أكبر المجموعات في أوروبا– أن يصوت في انتخابات يوم غد الأحد ، وفي الجولة الحاسمة من الانتخابات في السابع من مايو (أيار).

«أنطوان جاردين»، عالم الاجتماع في المركز الوطني للبحوث العلمية وجامعة العلوم بو، الذي بحث عادات التصويت للمسلمين في ضواحي الطبقة العاملة، أكد أنه لا يوجد شيء يدعى «التصويت الإسلامي». إن المجتمع متنوع مثل أي مجتمع آخر، على حد قوله، وعلى أية حال، فإن البيانات غير واضحة.

إلا أنه اعترف – بحسب التقرير- بأن المسلمين الفرنسيين يميلون تقليديًّا إلى اليسار، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى دور الأحزاب اليسارية في الدفع من أجل القضاء على الاستعمار، ومكافحة العنصرية. كما أن حقيقة أن العديد من الجزائريين والمغاربة والتونسيين وصلوا بوصفهم عمالًا صناعيين في سنوات الازدهار التي أعقبت الحرب، يعني أن أطفالهم قد نشؤوا في بيئة يسارية بقوة.

وبدلًا من ذلك، تردد اسم المرشح «جاك لون ميلينشون» على شفاه المسلمين الفرنسيين في نهاية الأسبوع الماضي، وهو المتطرف اليساري الذي شهد موجةً من التأييد في الأسابيع الأخيرة. ويحظى المرشح اليساري بنسبة تأييد بلغت 20% وفقًا لاستطلاعات الرأي الوطنية، متخلفًا بواقع نقطتين عن «لوبان»، والمرشح الوسطي «إيمانويل ماكرون».