محمود بن سعيد العوفي
alaufi-992@hotmail.com
يبحث أغلب أصحاب شركات ومؤسسات القطاع الخاص والمسؤولين عن سبل مختلفة لتحفيز الموظفين من أجل رفع كفاءة وجودة إنتاجية العمل، فالموظفون الذين يتشوقون للمجيء إلى العمل، ويسعون للمحافظة على إنتاجيتهم، ويتحدون أنفسهم، ويبذلون قصارى جهدهم دائماً قد أصبحوا عملة نادرة بين القوى العاملة، وبالتالي فمن الأهمية بمكان إيجاد طرق للمحافظة عليهم. ويشكل الموظفون المتحفزون للعمل قوة إيجابية لأنفسهم ولمن حولهم، وأصبحت الكثير من الشركات تبحث عن أساليب جديدة لتحفيز وزيادة الروح المعنوية والإنتاجية للموظفين، فقوة العــمل التي تكن ولاءهــا وانتمــاءهــا للشــركة أو المؤســسة تقدم الكثير من الفوائد للعمل من بينها تحسين وزيادة الإنتاجية، إذ يعتبر العنصر البشري من أهم عناصر الإنتاج باعتباره أهم الموارد لتحقيق أهداف النمو والاستمرارية.
إن تحفيز الموظفين ليست مهمة ينفرد فيها قسم الموارد البشرية فحسب، كما أنه ليست جميع طرق تحفيز الموظفين من اختصاصها، وذلك لأن المسؤولية تقع أيضاً على عاتق كل مدير، فالشركات الناجحة هي تلك التي تبحث عن السبل الأمثل لتحفيز الموظفين من خلال الحوافز والأدوار القيادية وتقدير العمل المنجز والسياق العام في الشركة وبيئة العمل التي يعمل الموظفون فيها من خلال طرق مختلفة. وتتعدد طرق تحفيز الموظفين، إذ إنه يمكن التركيز على بعض الأساليب المهمة والمؤثرة كتهيئة مكان العمل بصورة مناسبة ولائقة لإتمام العمل، وتحديد أهمية العمل الذي يقوم به كل موظف وانعكاس ذلك على تحقيق أهداف الشركة، والدورات التدريبية لتأهيل العاملين على أداء أعمالهم بالشكل الصحيح، والاجتماعات الدورية مع جميع العاملين والاستماع لآرائهم جميعاً وتقديرها ومكافأة العاملين الذين تؤدي آراؤهم إلى تطوير العمل، والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية مع العاملين ومحاولة المساعدة في حل المشاكل التي تواجههم «قدر الإمكان»، وترتيب اجتماعات خارج نطاق العمل للتعرف أكثر على العاملين بصورة غير رسمية، وتشجيع العمل الجماعي وإذكاء روح الفريق في تأدية المهمات، واستخدام أساليب مختلفة للتحفيز من فرد إلى آخر نظراً لطبيعة مهمات العمل واختلاف الأفراد، وإخطار الموظفين بأي حالات أو ظروف تمر بها الشركة منعاً للشائعات التي تؤدي إلى الإحباط، وتنمية وتشجيع النقاط الإيجابية في كل موظف، وعدم استخدام الموظف في أعمال أقل من إمكانياته إذ إن هذا يؤدي إلى إهمال العمل.
ويحقق النظام الجيد للحوافز نتائج مفيدة من خلال تحسين جودة الإنتاج وزيادة المبيعات والأرباح، وإشعار العاملين بروح العدالة داخل الشركة، ورفع روح الولاء والانتماء، وتنمية روح التعاون بين الموظفين والعمل كفريق واحد، والشعور بالتقدير والاحترام. ومن أهم معيار لمنح الحوافز هو التميز في الأداء بالإضافة إلى المجهود والأقدمية، إذ يعد التميز في الأداء المعيار الأساسي، وعلى الشركة أو المؤسسة أن تختار التوليفة المثالية لأنواع الحوافز وذلك لكي يكون لديها نظام متكامل يحفز العاملين على الإجادة في الأداء ومن بينها حوافز على مستوى الفرد وحوافز على مستوى الموظفين، وحوافز على مستوى الشركة أو المؤسسة، وبالتالي فمن الضرورة بمكان وضع لائحة خاصة لتحفيز الموظفين تكون ملزمة للمدير لتطبيقها على العاملين وذلك لضمان استمرار سياسة التحفيز. وأخيراً يمكن القول إن الشركة أو المؤسسة الناجحة تقوم بوضع نظام حوافز فعّال قادر على التأثير بالإيجاب على أداء العاملين بالشكل الذي يزيد من ولائهم لها ومساعدتها على الربح والبقاء.. فكلمة شكراً حافزاً مهماً للموظف.