الخادمة أم الحضانة .. حيرة تقع فيها الأم العاملة

7 أيام الجمعة ١٢/فبراير/٢٠١٦ ١٧:٢٢ م
الخادمة أم الحضانة .. حيرة تقع فيها الأم العاملة

تحقيق - شيماء عبدالفتاح

تزايدت أعداد النساء العاملات في الآونة الأخيرة وذلك تماشيا مع متطلبات العصر الحديث، حيث إن العمل أصبح من أوليات الأمور التي تفكر بها المرأة ليس فقط لإثبات الذات بل أيضا لتحقيق الكثير من مطالب الحياة المستجدة، والمشاركة المادية مع الزوج.

لقد كانت الوظيفة الأولى والأساسية للمرأة هي رعايتها لأبنائها وشؤون بيتها وهذه هي الوظيفة الفطرية الغريزية فيها، وأما عملها خارج البيت فلم يكن إلا لضرورة قصوى لتلبي احتياجات الأسرة إذا لم يكن لديهم عائل ينفق عليهم.
وازدادت المشاكل المتعلقة بغياب المرأة عن المنزل لفترات طويلة وأهمها ما يخص الأبناء، فبعد أن كانت الجدة هي المعينة للأم في السابق أو بديلتها عند الانشغال أصبح البديل الآن عاملة المنزل او الحضانة.
كانت الجدة معينة للأسرة ولكن مع تطور الزمن لم يعد لدى الجدات القدرة لتحمل هذا الجيل من الأبناء، كما أن حالتهم الصحية لم تعد تتحمل عبء التربية كما كُنّ جدات الماضي، ولهذا تلجأ الأم إلى أحد الخيارين عندما تكون امرأة عاملة، فإما أن تترك طفلها مع العاملة أو أن تأخذه يوميا إلى الحضانة، وهذان الخياران يمثلان مشكلة في الوقت الحالي، فهناك من أيد أن يبقى الطفل في منزله مع العاملة وهناك من أيد أن يذهب الطفل إلى الحضانة، 7 أيام طرحت الموضوع للنقاش.

بداية تقول كلثم البروانية: بعد الحوادث المتعددة التي نسمعها عن الخادمات لم أفكر أبدا في استقدام واحدة، فقد خفت على طفلي الصغير وبعد الولادة قمت بأخذ اجازة لأربعة أشهر بقيت فيها بجانب ابني وبعدها قمت بأخذه إلى حضانة قريبة من منزلي، شعرت بأن الحضانة أفضل بكثير من أن أتركه في المنزل وبالي مشغول عليه.
إلى والدتي مع الخادمة

أما مروة البلوشية فتقول: بعد ولادة ابنتي الأولى وبعد انتهاء اجازة الوضع قمت بأخذها يوميا إلى بيت أهلي حتى ترعاها والدتي طيلة فترة تواجدي في العمل وبقيت هكذا لمدة عامين، ثم حملت بطفلي الثاني ولكن في هذه المرة شعرت بأن حالة أمي الصحية لا تستطيع أن تتحمل رعاية طفلين فقررت أن استقدم عاملة منزل، وبالفعل جاءت قبل موعد ولادتي بأيام وحصلت على اجازة لمدة ثلاثة أشهر قضيتها في المنزل وقمت بتعليم العاملة وقتها ومراقبتها ومراقبة تصرفاتها مع أطفالي، وعندما جاء موعد عودتي إلى العمل أصبحت آخذها كل يوم هي وأبنائي إلى بيت أهلي حتى يراقب أهلي تصرفاتها أثناء قيامها بخدمة أطفالي وعند عودتي من العمل أقوم بأخذهم لنعود إلى المنزل، وبهذا اطمأن قلبي لأني لم أتركهما معها في المنزل وحدهم وفي نفس الوقت خففت الحمل على أمي وهذا أفضل بكثير من أن أقوم بأخذهم كل يوم إلى الحضانة حيث إن صديقاتي لم ينصحنني بأن آخذ أبنائي إلى الحضانة.

الحضانة أفضل

ليال الزدجالية اتبعت طريقا آخر وهو طريق الحضانات حيث علقت: لا استطيع أن استقدم عاملة منزل وأتركها مع أبنائي عندما أكون في العمل، لذلك أقوم بإحضارهم إلى الحضانة كل يوم وهذا أفضل بكثير حيث إن هناك عددا من الأطفال الذين يلعبون معهم، كما أنني أكون مطمئنة في الوقت الذي أكون فيه في العمل، ورغم أن هناك بعض الصعوبات التي تواجهني بسبب هذا الأمر إلا أنني أفضل هذه الطريقة، فأنا اتألم عندما اصطحبهم إلى الحضانة صباحا في أيام الشتاء وهم نائمون ولكن ليس أمامي خيار آخر حيث إن والدتي تسكن في مكان بعيد جدا عني ولا استطيع أن آخذهم إليها كما أني أخشى من الخادمات خاصة بعد انتشار جرائمهن وسوء معاملتهن للأطفال في الفترة الأخيرة.

تجربة صعبة

أم وليد لها تجربة مختلفة حيث إنها قد جربت كل الطرق فتقول معلقة على الموضوع:
في البداية كنت أقوم بترك طفلي الأول عند والدتي فقد كنت أسكن بقربها، وبعد ولادة طفلتي الثانية كنت أيضا أتركها معها عندما أذهب إلى العمل، ولكن شاءت الأقدار أن انتقل إلى السكن في مكان آخر بعيد عنها وعلمت أن هناك حضانة قريبة من منزلي الجديد فقمت بأخذ ابني وابنتي إلى هناك ووجدتها مناسبة خاصة وأن هناك عددا كبيرا من الأطفال الذين يمكن أن يلعبا معهم، مرت أيام وشهور ولكنني لاحظت أن أطفالي يمرضون كثيرا ولاحظت أن الأطفال في الحضانة يكونون مرضى أحيانا وتنتقل العدوى إلى أبنائي بالإضافة إلى أنني كنت أقوم بأخذهم إلى هناك في الصباح الباكر وكانوا دائما ما يمرضون في الشتاء، مرت الأيام وبلغ ابني عمر الرابعة وكان لا بد من دخول الروضة، وقتها شعرت بأنه لا بد من وجود عاملة منزل للاهتمام بابنتي وفي نفس الوقت تكون في المنزل عندما يعود ابني من المدرسة لأن الوضع لن يكون مناسبا إذا تركتها في الحضانة وابني في المدرسة فلن يكون هناك أحد في المنزل عند عودته من المدرسة خاصة وأنني ووالدهما نعود من العمل بعد عودته بساعات، فقمت باستقدام خادمة وقد كنت أخشاها في البداية ولكنني وجدتها شخصية طيبة -والحمد لله- وقد جاءت من بلادها وتركت هناك 5 من أبنائها وبالتالي وجدت أنها حنونة على أبنائي، شكرت الله وتوكلت عليه ثم تركتها في المنزل ترعى ابنتي وتستقبل ابني عند عودته من المدرسة أثناء وجودي في العمل أنا وزوجي، وبقي الحال هكذا إلى أن وضعت طفلي الثالث وأصبح ابني وابنتي كلاهما في المدرسة وهي الآن ترعى طفلي الثالث.

مراقبة بآلات التصوير

تضيف نوال بنت عبدالله: تجربتي كانت مشابهة فقد لاحظت أن الاختلاط في الحضانة يولد المرض، بالإضافة إلى عدم نظافة المكان بالشكل الكافي لكثرة الأطفال، كما أن كل طفل لا يأخذ حقه في الرعاية والاهتمام فقررت أن استقدم عاملة لكن قمت بوضع آلات مراقبة في المنزل لمتابعتها أثناء تواجدي في العمل، وقد قمت بإبلاغها بأن هناك آلات للمراقبة وهذا أفضل حيث أصبحت تخشى أن تقوم بأي عمل لأنها تعلم بأنها مراقبة.
بصفة عامة من الأفضل أن تكون هناك مراقبة للمنزل وذلك للاطمئنان ولضمان أنه لن يحدث شيء بإذن الله أثناء فترة التواجد في العمل، وأرى أيضا أنه من الأفضل أن تحصل الأم على اجازة طويلة بعد الولادة لرعاية طفلها سواء كانت ستأخذه بعد ذلك إلى الحضانة أو ستتركه مع الخادمة، فهذا أفضل حيث تشعر بأمومتها ويشعر الطفل بالأمان، كما أنني اتمنى أن يكون هناك حضانات في مقار المؤسسات الخاصة والدوائر الحكومية لأن هذا سيولد بيئة عمل مريحة للأم ويزيد من انتاجيتها.