مسقط – خالد عرابي
كشفت «أوتورد باوند عُمان» عن قرب وصول مهندس الطيران البريطاني المتقاعد بيتر ويلسون، والذي سيحط رحاله في العاصمة مسقط هذا الأسبوع، في إطار جولته حول العالم باستخدام طائرة الهليكوبتر.
وهنا إذا ما تأملنا السطور السابقة نجد أن هذا المهندس الذي يقوم بجولته حول العالم، قد رافق اسمه لقب «المتقاعد»، وهذا ما يثير التساؤل حول ما يمكن أن يقوم به الفرد بعد التقاعد ومدى الاختلاف بين المتقاعدين في بلداننا العربية ونظرائهم في الغرب.
ففي عالمنا العربي يعد التقاعد بالنسبة للكثيرين نوعاً من الخمول والكسل والسكينة وربما نوع من انتظار القدر، في حين أننا نرى في دول أخرى بخاصة في الغرب أن مرحلة ما بعد التقاعد معناها بداية الحياة، إذ فرغ المتقاعد من العمل وأصبح لديه الكثير من الوقت لتحقيق ما كان يحلم به من صولات وجولات، فنجد أن الواحد منهم ما إن يتقاعد حتى يكثف السفر هنا وهناك ويجول حول العالم في إطار منظم.
وهنا نجد أن «بيتر ويلسون» مثلاً، والذي سيصل مسقط قريباً بدأ في الثامن من أبريل هذا العام رحلته الثانية، مسافراً إلى الشرق عبر أوروبا وصولاً إلى مصر، ومروراً بالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وعُمان، كما ستستمر رحلته إلى أنحاء العالم مروراً بواحد وأربعين دولة. ويقوم ويلسون بنشر تفاصيل رحلته عبر وسائل التواصل الاجتماعية الخاصة به ومشاركتها أيضاً عبر الأقمار الصناعية، حتى يتمكن الجمهور الشغوف تتبع مسار تقدمه بشكل يومي.
ولم تقتصر أعمال وجولات ما بعد التقاعد لدى هؤلاء الناس على السفر والمتعة فقط، بل يتحول جزء كبير منها لمساعدة الآخرين، إذ نجد أن الكثيرين يقومون بالكثير من الأعمال الخيرية والتطوعية ومساعدة الآخرين، وحتى وضع ما يقومون به من أنشطة في كثير من الأحيان في إطار برامج موجهة لدعم فئات بعينها.
وإذا ما عدنا مرة ثانية لبيتر ويلسون كمثال، سنجد أنه أيضاً يقوم بذلك، ففي العام الفائت سافر ويلسون منفرداً بطائرة الهليكوبتر إلى 23 دولة مختلفة لاستكمال رحلته حول أفريقيا قاطعاً حوالي 16600 ميل بحري في غضون 73 يوماً. وتعد هذه الخطوة جزءاً من مشروع كبير له وهو ما يُسمى «بجولات الرحلات الثلاث» إذ ترمي هذه الجولات إلى رفع شعار «لنجعل كوكبنا أفضل من خلال التنمية المستدامة»، وجمع التبرعات للمساعدة في إنقاذ الأطفال وتشجيعهم.