الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة التنظيم بدأت تتكشف هل بدأ ترامب حربه على «داعش»؟

الحدث الأحد ١٦/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٤٠ ص
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة التنظيم بدأت تتكشف
هل بدأ ترامب حربه على «داعش»؟

مسقط – محمد البيباني

«القضاء على تنظيم داعش في الشرق الأوسط وتضييق الخناق عليه لمنعه من تكوين معاقل جديدة»... «الاعتماد على الآلة العسكرية وعدم الالتفات كثيراً للأدوات السياسية التي اعتمد عليها سلفه باراك أوباما»، نقطتان محوريتان في الاستراتيجية التي ستعتمد عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة التنظيم الإرهابي والقضاء على معاقله الأساسية.

من خلال قراءة أولية لإلقاء أقوى قنبلة أمريكية تستخدم على الإطلاق في أفغانستان، تكشف استراتيجية ترامب التي تعكس قلقاً أمريكياً حيال التنظم الإرهابي في أفغانستان.
ومع لعب كل من القوات الأمريكية والروسية دوراً في سوريا والعراق، تزداد المخاوف حيال اتخاذ مقاتلي تنظيم داعش أفغانستان كمأوى لهم.
إن القضاء على ملاذ محتمل لمقاتلي التنظيم في سوريا والعراق أحد أسباب استهداف التنظيم الأمريكي بـ«أم القنابل».

حرية أكبر في قتال داعش

من جانبها ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الصادرة أمس السبت «أن القادة العسكريين الأمريكيين يكثفون حالياً من قتالهم ضد التطرّف، وتحثهم إدارة الرئيس دونالد ترامب على اتخاذ المزيد من القرارات المتعلقة بساحة المعركة من تلقاء أنفسهم».
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي يعمل فيه البيت الأبيض على صياغة استراتيجية واسعة، يقوم كبار القادة العسكريين الأمريكيين بتنفيذ الرؤية التي عبّر عنها وزير الدفاع جيم ماتيس وتتمثل في القضاء على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، وضمان عدم قيام المسلحين بإنشاء نقطة انطلاق جديدة لهم في أماكن مثل أفغانستان، وقال مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) «لا يوجد شيء رسمي، لكن الأمر بدأ يتشكل.. هناك شعور بين هؤلاء القادة بأنهم قادرون على القيام بالمزيد من الجهود، ولذلك فإنهم سيفعلون».
وذكر التقرير «أنه في حين اشتكى القادة العسكريون من تضييقات البيت الأبيض عليهم في ظل حكم الرئيس السابق باراك أوباما، يمنح لهم الآن حرية أكبر في اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى الرئيس ترامب، فيما يتم تشجيع القادة العسكريين في جميع أنحاء العالم على توسيع حدود سلطاتهم القائمة عند الحاجة، ولكن ينبغي في الوقت نفسه التفكير بجدية في عواقب قراراتهم».
وأوضحت الصحيفة أن النهج العسكري لواشنطن يتوسع في الوقت الذي تناقش فيه إدارة ترامب تبنّي استراتيجية جديدة شاملة لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، وقد رسم ماتيس خطة عالمية في هذا الشأن، بيد أن الإدارة لم توافق عليها بعد، وبينما يستمر النقاش السياسي، يتم تشجيع الجيوش على اتخاذ خطوات أكثر عدوانية ضد المتطرّفين في جميع أنحاء العالم.

موقف أكثر حزماً

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف العسكري الأكثر حزماً لواشنطن الآن قد أسهم في تأجيج المخاوف المتزايدة لدى المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية المختصين في شؤون الشرق الأوسط، والتي تدور حول شعورهم بأن إدارة ترامب لا تبالي كثيراً بالأدوات السياسية التي فضلتها إدارة أوباما.. فقد حذّر بعض مسؤولي وزارة الخارجية من وقف النهج السياسي التقليدي للـ«جزر والعصا» وهو ما قد يُعيق السعي إلى وضع استراتيجيات طويلة الأجل تحول دون نشوب الصراعات المتقلبة من جديد بعد توقف إطلاق النار.
وأبرزت (وول ستريت جورنال) أن النهج الجديد لواشنطن عرض هذا الأسبوع في أفغانستان، إذ قرر الجنرال جون نيكلسون، رئيس الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك، استخدام أحد أكبر القنابل (غير النووية) لدى الجيش الأمريكي وهي قنبلة ضخمة تُسمى بـ»أم القنابل»؛ وذلك بهدف القضاء على شبكة تحت الأرض أقامها مسلحو داعش في إقليم نانجرهار الأفغاني لتشييد الأنفاق والكهوف.
بدوره، قال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية إن الرئيس ترامب لم يكن يعرف بقرار إسقاط «أم القنابل» في أفغانستان حتى حدث الأمر، وبالفعل أكد الرئيس ترامب نفسه يوم أمس الأول قراره بإطلاق العنان للبنتاجون في مسألة قتال داعش، فقال «منحت لجيشي تفويضاً كاملاً لقتال التطرّف».

أم القنابل

من جانبها أعلنت مصادر أفغانية أمس السبت ارتفاع عدد قتلى تنظيم داعش جراء القصف الأمريكي بأكبر قنبلة غير نووية شرق البلاد إلى 90 شخصاً. ذكرت ذلك قناة «سكاي نيوز» الإخبارية، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية قد أسقطت (الخميس) الفائت «أم القنابل» على مواقع لتنظيم «داعش» في إقليم «نانجرهار» شرق أفغانستان.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه القنبلة في ساحة المعركة، وقد تم تطوير هذه الذخيرة خلال حرب العراق.
القنبلة الضخمة جي.بي.يو-43 المعروفة باسم «أم القنابل» التي استخدمتها قوات أمريكية ضد مقاتلي فرع تنظيم داعش في أفغانستان سلاح متخصص جداً له ميراث يعود إلى قنابل ضخمة جرى تطويرها للاستخدام ضد أهداف للنازي في الحرب العالمية الثانية.
وجرى تطوير القنبلة التي تبلغ زنتها 21600 رطل (9797 كيلوجراماً)، وهي واحدة من 15 فقط تم تصنيعها، بعد أن وجد الجيش الأمريكي نفسه بدون السلاح الذي يحتاجه للتعامل مع شبكات أنفاق القاعدة أثناء ملاحقته أسامة بن لادن في 2001. لكنها لم تستخدم قط في قتال إلى أن أسقطتها طائرة أمريكية إم سي-130 على منطقة أتشين في إقليم نانجرهار على الحدود مع باكستان يوم الخميس.