تقرير إخباري في اليمن.. نساء يتسوّلن ليلاً لإطعام أطفالهن نهاراً

الحدث الخميس ١٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٣٠ ص

صنعاء - إبراهيم مجاهد

ما أن تنقضي ساعات النهار في صنعاء ويرخي الليل جلابيبه فوق مدينة حوّلتها الحرب إلى مدينة شاحبة بالسواد إذ انقطعت الكهرباء عن أعمدة الإنارة منذ أكثر من عامين من جرّاء الصراع، حتى تبدأ جلابيب سوداء متحرّكة بالانتشار في شوارعها وأحيائها التي كانت تُسمى راقية حتى وقت قريب.

نساء يطعمن أطفالهن بكرامتهن
نساء كثر في صنعاء ينتظرن يومياً انقضاء ساعات النهار بسرعة ليحل الظلام في شوارعها وأزقتها كي يتمكنّ من ارتداء جلابيبهن وعباءتهن السود وينطلقن خلسة ولا يشعر بهن أي من جيرتهن ويذهبن في شوارع صنعاء التي توجد فيها محلات تجارية متنوعة، ولا ضوء فيها سوى أضواء السيارات.

على امتداد جسر الزبيري، أطول شارع في صنعاء، تقعد عدد من النساء والفتيات في مشهد مأساوي بات يتكرر في ليل صنعاء الشاحب وشوارعها التي لم تعد ترفل بحركتها المعتادة، ترتص تلك النسوة والفتيات كل واحدة لا تعرف الأخرى فجميعهن خرجن متخفيات. يجمعهن هدف واحد، وهو تسول كسرة خبز أو شيء من المال من أصحاب السيارات ومَن يقصدون المحلات التجارية الكبيرة التي ندر زبائنها بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

التسول ليلاً حل مؤلم

معظم النساء في صنعاء لم يكنّ يعرفن حتى وقت قريب شكل شوارع هذه المدينة جيداً في الليل، كون خروج النساء في الليل أمراً لافتاً ومعيباً سيما إن كانت المرأة وحيدة بحسب عادات وتقاليد المجتمع اليمني المحافظ، إلّا أن الجوع لا يعرف العيب فقد دفع بكثير من النساء إلى الخروج في دجى الليل كي لا يعرفهن أحد، فتوقف صرف مرتبات موظفي الدولة منذ نحو ستة أشهر وتوقف كثير من الأعمال والشركات والقطاعات الاقتصادية في البلاد، دفع بكثير من الأسر اليمنية إلى حافة الفقر والجوع. وأمام هذه الفاقة والأزمة التي تتفاقم يومياً، ترى عديد من النساء أن تضحيتهن بكرامتهن والخروج ليلاً للتسول والعودة إلى منازلهن بشيء من الطعام لأسرهن، أهون من الجلوس في المنزل والنظر إلى أطفالهن وإخوانهن يتضورون جوعاً. لذا تفضل هؤلاء النسوة أن تكون كرامتهن جزءاً من الفاتورة التي تدفعها المرأة في اليمن.
تجاه الوضع الكارثي الذي وصلت إليه اليمن، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، من تصاعد مخاطر الموت الجماعي بسبب الجوع بين السكان في اليمن ومنطقة القرن الإفريقي ونيجيريا.
وأشار المتحدث باسم المفوضية أدريان أدواردز، في تصريحات صحفية يوم الثلاثاء، إلى العوامل التي ترجّح احتمال تكرار المجاعة التي شهدتها منطقة القرن الإفريقي العام 2011.