الفنان أمير الصفار: دار الأوبرا العُمانية جمعت بين الحسنيين.. الشرق والغرب

مزاج الخميس ١٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٢٥ ص
الفنان أمير الصفار: دار الأوبرا العُمانية جمعت بين الحسنيين.. الشرق والغرب

مسقط - خالد عرابي

هو موسيقي من أصول عربية، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ فترات بعيدة، حيث ولد ونشأ هناك، إلا أنه بعد فترة آثر أن يعود إلى موطنه الأصلي العراق وأن يدرس الموسيقى الشرقية والعراقية والمقام، ومنذ تلك الفترة ولديه مشروعه الخاص وهو المزج ما بين الموسيقى الشرقية والغربية.. إنه عازف السنطور والترومبيت والمغني والملحن أمير الصفار، المعروف بتعمّقه في التقاليد الموسيقية المختلفة، وبمنهجه الفريد في دمج الموسيقى الشرقية مع الجاز، وقد حصل الصفار على العديد من الجوائز العالمية منها جائزة Doris Duke وجائزة مجلة theWire ووصفته صحيفة شيكاجو تربيون بأنه «واحد من أهم الشخصيات الواعدة في عالم الجاز اليوم».. قدَّم وفرقته الموسيقية مؤخراً في دار الأوبرا السلطانية مسقط مع عازف العود الشهير عمر بشير -وهو أيضاً بلجيكي من أصل عراقي- حفلاً متميزاً نال إشادة الجميع.. «الشبيبة» التقته في حوار خاص.

في البداية صرّح الصفار قائلاً: تم الترتيب لهذا الحفل منذ أربع سنوات، وقد سعيت لذلك شخصياً وحرصت عليه كثيراً وذلك لكثرة ما سمعته عن دار الأوبرا السلطانية، بأنها واحدة من أفضل دور الأوبرا في العالم، وذلك من خلال كثير من الموسيقيين الغربيين وخاصة الأمريكيين الذين عزفوا فيها، وزاد ذلك بعدما تابعتها ودخلت موقعها على الإنترنت واطلعت على برامجها السابقة ولذا تمنيت أن أعزف فيها رغم أنني قدّمت العديد من الحفلات حول العالم، وهذا ما تأكد لي بعد قدومي إليها وعزفي بها، إذ وجدت أنها جمعت بين الحسنيين كما يقال، فهي تحافظ على الطابع الشرقي والتراثي من حيث الشكل المعماري ولكن أيضاً مع التطوير فيه وجعله حضارياً جداً علاوة على برامجها العالمية وحرصها على التنويع ما بين كل الفنون المختلفة وبتوازن؛ لأننا في كثير من الأشياء العربية نجد إما أن تضيع ثقافتنا من حيث الاتجاه للغرب بقوة، أو أن نبقى في الجلباب التقليدي دون تطوير، ولكن في دار الأوبرا السلطانية حدث المزج المناسب، وما يُقدم فيها من موسيقى يحدث هذا التوازن، ومن هنا فإن ما قدّمته خلال حفلي بالدار كان فيه ذلك الطابع إذ قدّمت موسيقى تمزج ما بين الموسيقى الشرقية والغربية، تمزج ما بين المقامات العربية وخاصة العراقية مع الجاز والموسيقى السيمفونية واللاتينية وموسيقى عشتها من خلال تجربتي، وقد استمتعنا بالحفل الذي قدّمناه كثيراً، فكان بالنسبة لنا هذا الحفل هو أفضل العروض التي قدّمناها على مدى العامين الفائتين.

مزج بين الشرق والغرب

وعن الشيء الذي حرص عليه قبل أن يأتي إلى عُمان ليقدّمه قال: لديّ أكثر من فرقة في أمريكا منها ما تقدّم الموسيقى الشرقية فقط، ومنها ما تقدم الغربي، ولكن هذه الفرقة تعتمد على مشروع خاص بي يعتمد على المزج بين الشرق والغرب، وقد وجدت أنها الأنسب والأمثل لتقديم الحفل بدار الأوبرا السلطانية.

وعمّا قدّموه قال: حرصنا على تقديم ما نشعر به ونحسه من موسيقى سواء من تجربتي كعازف ومؤلف موسيقي، فقد قدّمنا كثيراً من المقطوعات من تأليفي، وكذلك ما يحسه الموسيقيون الآخرون، إذ لم أحرص طوال الحفل على تقديم الموسيقى المكتوبة والمؤلفة فقط، بل كان هناك الكثير من الموسيقى الارتجالية، فقد كنت أعطي مساحة لكل موسيقي لتقديم رؤيته وما يعيشه في تلك اللحظة من حالة موسيقية؛ ولذلك فطوال الحفل كان هناك خروج عن المألوف، وجاء الحفل بشكلٍ مرضٍ. هناك بالطبع فرق موسيقية تقدّم ألواناً مختلفة من الموسيقى، ولكن ليست هناك فرقة تقدّم ما نقدّمه نحن كفرقة موسيقية.

أما عن تجربته التي عاشها موسيقياً فقال: أنا من أب عراقي وأم أمريكية، ولِدت وعشت في أمريكا وكان والدي محباً لموسيقى الجاز، ولذا فقد حرص على تعليمي الجاز منذ الصغر، ولذلك احترفت الموسيقى الغربية وخاصة الجاز منذ الصغر، غير أنني في وقت لاحق وبعد أن كبرت ودرست وتخصصت في الموسيقى الغربية، جاء في خاطري أن أدرس الموسيقى العربية فسافرت إلى العراق لأبقى بها عدة شهور لدراسة الموسيقى والمقامات العربية، إلا أنني أحببت الموسيقى الشرقية وخاصة آلة السنطور فعشت في العراق عشر سنوات وتعمّقت في موسيقى الشرق، وها أنا قبل سنوات عدة قد عدت إلى أمريكا مرة ثانية وتحديداً نيويورك وأقمت بها ثانية ولديّ مشروعي الخاص القائم على المزج ما بين الشرق والغرب وهو نوع من موسيقى الحوار بين الثقافات وقد أدخلت عليها موسيقى أخرى من أماكن وشعوب مختلفة من حول العالم مثل الأفريقية أو الفارسية أو من إندونيسيا وبالتالي فموسيقانا أصبحت موسيقى بها كل التأثيرات المختلفة.