القدس المحتلة – نظير طــــه
بعد ثلاثة أيام من انطلاقة حملة “اليوم الوطني لشهداء القدس”، تمكنت الحملة من جمع حوالي 140 ألف دولار أمريكي، ستخصص لإعادة إعمار منازل المقدسيين الذين اغتالتهم قوات الاحتلال خلال الهبة الجماهيرية الحالية، وقامت فيما بعد بهدم منازلهم. وذكرت اللجنة، في المؤتمر الصحفي الذي نظم في قصر رام الله الثقافي في مدينة رام الله، الليلة الفائتة، أن الحملة “شملت مجموعة من الفعاليات الإعلامية والميدانية، من خلال الجمع في المساجد والكنائس وتنظيم أمسية ثقافية ذهب ريعها للحملة التي انتهت بوضع صناديق في مدن رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم وطوباس وسلفيت وطولكرم وشرق القدس في بلدة العيزرية.
وتقدمت الحملة “بالشكر الجزيل لكل الحملات والنشطاء ووسائل الإعلام والمؤسسات الذين شاركوا في إنجاح الحملة التي هدفت منذ بداية إطلاقها قبل يومين إلى حشد الجهود الشعبية وتعاضد اللحمة الجماهيرية بين أبناء المجتمع الفلسطيني لإعادة بناء بيوت شهداء القدس الذين استشهدوا خلال الهبة الحالية».
يذكر أن 38 شهيدًا مقدسيًا ارتقوا، برصاص واعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ بداية شهر يناير. وقامت قوات الاحتلال بهدم وإغلاق منزلي الشهيدين علاء أبو جمل وبهاء عليان الذين نفّذا عمليات فدائية، (دهس وطعن وإطلاق نار)، ضد أهداف تابعة للاحتلال، جنوبي شرق القدس في 13 أكتوبر 2015.
وكانت مصـــادر إعــــلامية عبرية، قد كشفت النقاب، عن أن رئيس وزراء حكــــومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أوعز إلى الجـــــهات المختصة بتسريع الإجـــراءات المطلوبة لهدم منازل المقاومين الفلسطينيين.
وعلى صعيد متصل؛ رفضت قوات الاحتلال بناء مدرسة للفلسطينيين في الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة « لدواع أمنية» وقربها من معسكر ما يسمى «حرس الحدود» في جيش الاحتلال.
وجاءت هذه المعارضة بعد الانتهاء من جميع التراخيص اللازمة ومصادقة لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال بالقدس المحتلة على بناء المدرسة.
وبحسب ما ادعت بلدية الاحتلال فإن بناء مدرسة للفلسطينيين بالقرب من معسكر الجيش يشكل تهديدا دائما على حياة الجنود، وفقا لما نشره موقع اذاعة الجيش «جالي تساهل» أمس الأربعاء.
بدوره قال القائم بأعمال رئيس بلدية الاحتلال مائير ترجمان تعقيبا على موقف الاحتلال من بناء المدرسة «هناك قلق بأن يتعرض جنود حرس الحدود في هذا المعسكر للأذى من طلاب هذه المدرسة، لذلك فإننا سنقوم بدراسة الموضوع مجددا». وأشار الموقع إلى أن عملية بناء المدرسة سوف تتوقف ولن يتم المباشرة بها بالرغم من الانتهاء من جميع التراخيص والمصادقة عليها، بسبب معارضة الاحتلال لبناء هذه المدرسة.
في غضون ذلك؛ أعلن «التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين»، أمس الأربعاء، أن 22 شهيداً فلسطينياً، بينهم شهيدة واحدة، ارتقوا بنيران قوات الاحتلال «الإسرائيلي» خلال شهر يناير الفائت.
وأوضح التجمع، أن أصغر الشهداء سناً، كانت الشهيدة الطفلة رقية عيد أبوعيد (13 عاماً) من بلدة عناتا شرق القدس، وأكبر الشهداء سناً، الشهيد سعيد جودة أبو الوفا (35 عاماً)، من محافظة جنين بالضفة الغربية المحتلة. وذكر أن من بين شهداء الشهر الفائت 9 شهداء أطفال تقل أعمارهم عن 18 عاماً، وأيضاً 9 شهداء ممن سقطوا خلال الفترة المذكورة استشهدوا في مدينة الخليل أو محيطها، وثلاثة شهداء في محافظات قطاع غزة، وأكثر فئة عمرية تم استهدافها هي عمر (17 عاماً).
وكـــــان من بين الشهداء خمسة متزوجون، وعدد الرصاصات التي أصابت كل شهيد تراوحت ما بين رصاصة واحدة وست عشرة رصاصة.
وأشار التجمع الوطني لأسر شهداء فلسطين إلى أن الشهيد مؤيد عوني الجبارين، من الخليل جنوب الضفة، كان الأعلى من حيث عدد الرصاصات التي أصابته.