إسرائيل تعزل نفسها بجدران إضافية

الحدث الجمعة ١٢/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص
إسرائيل تعزل نفسها بجدران إضافية

القدس المحتلة – زكي خليل

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قرار إحاطة الكيان الإسرائيلي بسياج شائك لحمايته مما وصفه بالهجمات التي يواجهها من قبل الشعب الفلسطيني أو عرب إسرائيل.

وأشارت الجارديان البريطانية إلى أن نتنياهو أعلن عن اتخاذ هذا القرار أثناء رحلته إلى الأردن منوها أن هذا المشروع سيساعد على الوقوف في مواجهة أنصار حماس من حيث استغلالهم للأنفاق عبر قطاع غزة. ووصف نتنياهو أن إسرائيل في حاجة ماسة لإتمام هذا المشروع لكي تتمكن من حماية نفسها من الدول المجاورة من أي هجمات من الممكن أن تتعرض لها. ونوهت الجارديان بطريقة ساخرة عن تعجبها عن وصف إسرائيل المحتلة والتي تمارس عمليات القتل ضد المدنيين في فلسطين لمن يحاولون الدفاع عن أرضهم بـ «الحيوانات المفترسة».

وقال نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تدرس أيضا طرق سد الثغرات في الجدار الفاصل الحالي الذي يمتد على طول مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة. وبحسب الصحيفة فإن فكرة الجدار العازل هي فكرة رئيس الوزراء الأسبق أريل شارون والتي كانت سببا رئيسيا في انخفاض ما وصفته الصحيفة بالهجمات التي كان يوجهها الشعب الفلسطيني ضد ممثلي إسرائيل كمحاولة منهم للدفاع عن أرضهم.
وأكد نتنياهو أنه من الضروري عند عمل هذا السياج الشائك التفكير في الأنفاق التي من الممكن أن تستغل في العمليات والهجمات التي توجه ضد إسرائيل.
ويرى وزير التعليم نفتالي بينيت أن إسرائيل ليست في حاجة ماسة لكل هذه الاحتياطات أو حالة القلق التي يعاني منها بنيامين نتنياهو خاصة أن إسرائيل بهذه الطريقة تحوط نفسها بمزيد من الضغوطات في علاقتها بمختلف الدول من جيرانها مثل أستراليا ونيو جيرسي.
وركزت الصحافة الإسرائيلية على الجدار الأمني الذي تشيده إسرائيل على حدودها مع الأردن، بسبب تخوف أجهزة الأمن الإسرائيلية من تسلل عناصر مسلحة إلى الحدود الأردنية الإسرائيلية، والقيام بعمليات ضد الاحتلال.
وقالت صحيفة إسرائيل اليوم إن نتنياهو جال ميدانيا للإشراف على إقامة جدار أمني على الحدود بين إسرائيل والأردن، وقال إن إسرائيل تريد حماية نفسها عبر هذه الجدران الأمنية ممن وصفهم بـ»الوحوش» المحيطين بها بكل الوسائل الممكنة، بما فيها العوائق الميدانية، لأن إسرائيل تجد نفسها مطالبة بإحاطة حدودها بهذه الجدران. أما صحيفة هآرتس فذكرت أن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية قرر في يونيو 2015 إقامة الجدار الأمني على الحدود مع الأردن، ويصل طول الجزء الأول منه إلى ثلاثين كيلومترا، ويمتد من مدينة إيلات إلى منطقة «تيمناع» حيث يتم إنشاء مطار دولي إسرائيلي جديد بتكلفة تقدر بثلاثة بلايين شيكل (نحو 770 مليون دولار).
إلى ذلك جرى تبادل للاتهامات بين رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات وبين حاييم رمون على خلفية الخطة التي تقدم بها الوزير السابق للانفصال عن الأحياء العربية في القدس. ففي خطاب ألقاه في مؤتمر القدس الذي عقدته صحيفة «بشيفع» هاجم بركات خطة الانفصال لرئيس المعسكر الصهيوني اسحق هرتسوغ، ورمون في إطار «حركة إنقاذ القدس» وقال إن «الحركة الجديدة التي تسمى لإنقاذ القدس اليهودية لحاييم رمون تسعى إلى القطع في لحم القدس وبناء أسوار أخرى في قلبها. إن اقتراحات هرتسوغ ورمون هي لعبة غماية، فالمخططات للانسحاب من مناطق مختلفة من القدس هي منزلق سلس وخطير».
كما قال إن «خطة هرتسوغ السياسية الجديدة، التي تختبئ تحت كلمة «الانفصال» تسعى إلى تقسيم وشق القدس، تسعى إلى تفتيت القدس، في القطع في قلب القدس وإقامة جدران أخرى فأخرى في داخلها».
وردا على ذلك قال رمون إن «نير بركات يعيش في بلاد الأوهام. ليس في أقوال بركات عن القدس وبين واقع الحياة في القدس اليوم أي صلة. عالم خيال».

وأضاف رمون «في السبت اقترح بركات على السكان ببساطة الكف عن الخوف. السبيل الوحيد لإعادة إحساس الأمن هو البناء الفوري لجدار فصل، هو جدار أمني بين القرى الفلسطينية وبين القدس اليهودية. جدار أمني يقطع الـ 28 قرية بـ 200 ألف من سكانها الفلسطينيين عن القدس». من جانب آخر يجري الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، منذ أسبوعين، مفاوضات غير علنية، بهدف إنهاء الأزمة بينهما في أعقاب قرارات الاتحاد بشأن وسم المنتجات الإسرائيلية المعروضة في الأسواق الأوروبية، والتي تأتي من المستوطنات في الضفة الغربية. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير، رفض الإفصاح عن اسمه، لصحيفة «هآرتس»، إجراء الاتصالات قائلا إن الهدف منها «التوصل إلى تفاهمات لاستئناف الاتصالات بالشأن الفلسطيني».

غزة – – وكالات : قال مصدر أوروبي لوكالة (سوا) الفلسطينية يوم أمس الأربعاء إن الاحتلال الإسرائيلي منع وفداً متعدد الأحزاب من مجموعة العمل لبعثة العلاقات مع فلسطين في البرلمان الأوروبي من الدخول إلى قطاع غزة.

وأضاف المصدر أن السلطات الإسرائيلية لم تقدم أي مبررات تشرح سبب رفض دخول الوفد لغزة. وأوضح أن الوفد الرسمي وصل إلى مدينة القدس يوم الاثنين الفائت وتم الترتيب لزيارة غزة أمس لتقييم الدمار الذي تسببت به حرب 2014 وجهود إعادة الإعمار الممولة من الاتحاد الأوروبي.

ويعد الاتحاد الأوروبي الممول الأكبر لفلسطين وللمساعدات الإنسانية التي تذهب إلى غزة للمساعدة في تلبية المتطلبات الأساسية للشعب الفلسطيني، وفقاً للمصدر وقال رئيس البعثة الإيرلندي والعضو في البرلمان الأوروبي مارتينا اندرسون (اليسار الأوروبي المتحد/حزب الخضر اليساري الشمالي) إن:» الرفض المنهجي لدخول الوفود الأوروبية إلى غزة من قبل إسرائيل مرفوض»، مشيراً إلى أن البرلمان الأوروبي لم يتمكن من دخول غزة منذ العام 2011.

وأضاف :«هذا يطرح تساؤلات عدة، ما الذي تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إخفائه ؟ وتابع:» يجب أن لا نتخلى عن شعب غزة. وترأس البعثة مارتينا اندرسون (اليسار الأوروبي المتحد/‏ حزب الخضر اليساري الشمالي) حيث تتكون البعثة من ستة أعضاء، وهم: مارجريت أوكين (نائبة رئيس البعثة، حزب الخضر)، روزا ثون (حزب الشعب الأوروبي)، ايجن فرويند (الاشتراكيين الديمقراطيين)، باتريك لي هايريك (اليسار الأوروبي المتحد /‏ حزب الخضر اليساري الشمالي)، روزا داماتو (أوروبا الحرة والديمقراطية المباشرة) ، وكونستنانيوس باباداكيس (مستقل).