مسقط - سعيد الهاشمي
قال عضو اللجنة الصحية والبيئية بمجلس الشورى سعادة هلال بن محمد الصارمي إنه تم تعديل التوصيات التي قدمت إلى الجهات المعنية من قبل مجلس الشورى خلال فترة الانعقاد الحالية حول الأطفال المصابين بالتوحد، حيث قسمت التوصيات إلى قسمين؛ قصيرة المدى، أي أنها تنفذ في وقت يمتد ما بين 3 إلى 6 أشهر، وطويلة المدى، وكان من أهمها اعتماد سجل وطني لأطفال التوحد ودمجهم مع الطلاب في المدارس الحكومية، وتقديم المعينات والمستلزمات الطبية التي يحتاجها طفل التوحد، بالإضافة إلى دفع تكاليف الدراسة وتأهيل هذه الفئة.
وحول الكيفية التي يمكن من خلالها للسجل الوطني لأطفال التوحد أن يخدم هذه الفئة، أوضح الصارمي أن هذه الخطوة تعرّفهم، فهم لا يعرفون أطفال التوحد في وزارة الصحة، لذلك طلبنا من الوزارة أن يكون لديها سجل خاص بأطفال التوحد، فطفل التوحد يفترض أن يكون له أولوية في العلاج كونه طفلا لا يستطيع الجلوس في مكان واحد لفترة طويلة لفرط حركته، ولله الحمد تجاوبت الوزارة مع هذا التوصيات بسرعة، كما أنها قامت بتدريب الأطباء والممرضات على كيفية التعامل مع أطفال التوحد.
وعن جدوى دمج المصابين بالتوحد مع الأطفال الأصحاء قال الصارمي: أرى أن الدمج ينبغي أن لا يكون في صف واحد بين المصابين بطيف التوحد والأصحاء، فبهذا الدمج لا يستطيع الطالب التوحدي أن يستوعب الدروس ومعنى ذلك أنك تدمره، وينبغي أن يجعلوا الطالب التوحدي في المدرسة نفسها، ولكن في صفوف مستقلة وهذا ما يحدث في دول العالم، بحيث يمكن أن يجتمعوا مع بعض في حصص الرياضة والموسيقى والتربية الفنية، وتتم عملية الدمج الكلي بشكل تدريجي وبإشراف من المختصين في هذا الجانب.
ولفت سعادته إلى أن هناك مدرسة خاصة قامت بالدمج التدريجي للطلبة المصابين بالتوحد مع الأصحاء وكانت تجربة ناجحة.
وعن دفع رسوم الدراسة في مراكز التأهيل بيّن الصارمي أن معظم أولياء الأمور هم من الفئات بسيطة الدخل وتكلفة الطالب التوحدي الواحد في المدرسة لا تقل عن 300 ريال عماني شهريا وهذا يشكل تحديا لأولياء الأمور، ووزارة التنمية الاجتماعية قامت بتحمل هذه التكاليف، ولكن مع وجود الأزمة المالية قطعت الوزارة هذا الدعم، إلا أن تدخل المجلس أعاد المياه إلى مجاريها ولله الحمد.
ومن جانبها أوضحت مديرة الجمعية العمانية للتوحد رحمه بنت ناصر العامرية أن طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يصيب الطفل في السنوات الثلاث الأولى فيفقد الطفل التواصل اللفظي وغير اللفظي ويكون لديه فرط في بعض الحركات النمطية مثل رفرفة اليد والصراخ والبكاء والضحك بدون سبب، كما أن لديه اضطرابات في النوم.
وأضاف: مع التأهيل والتدريب فإن الطفل يتطور ومن الممكن علاجه، وأهم شيء هو التشخيص المبكر، وننصح الأهالي الذين يلاحظون على أطفالهم هذه الظواهر أن يراجعوا الجهات المختصة.
وعن أبرز المشاكل التي تواجه أولياء الأمور عند تأهيل وتدريب الطفل التوحدي قالت العامرية إن من أبرز المشاكل عدم وجود برامج واضحة للتأهيل والتدريب، كما أن لكل طفل وضعه المختلف عن الآخر من حيث أعراض التوحد، وبالتالي فإن من المفترض أن تكون له حصة تدريب مختلفة. ومن التحديات الأخرى قلة أعداد المتخصصين في تأهيل وتدريب هذه الفئة، كما أن أهم مشكلة يعاني منها الأهالي هي موضوع تعليم المصاب بطيف التوحد، ولدينا حملة في الجمعية شعارها «علمني» ولا زلنا مستمرين فيها منذ أكثر من سنتين.
وأشارت العامرية إلى أن وزارة التربية والتعليم تقبلت مسألة الدمج، فبدأت بما يخص الدمج الكلي وهو للأطفال ذوي القدرات التي تقارب الطبيعية، ولكن دمج كل الفئات تم تأجيله لعدم وجود مخصصات مالية ودورنا كجمعية أن نحاول إيجاد شركات تدعم وتؤهل البيئة الصفية لهذه الفئة.
وأوضحت مديرة الجمعية العمانية للتوحد أن إحدى مؤسسات القطاع الخاص قامت بدعم الجمعية لبناء المركز الوطني للتوحد، كما تسعى الجمعية إلى فتح مدرسة خاصة للتوحد باسم مدرسة الحياة للطلبة الذين لم يتم قبولهم في الدمج ليكونوا في مدرسة خاصة بالتوحد، وقد بدأت الجمعية في إعداد تصور كامل للمشروع من حيث دراسة الجدوى والتصميم وغيرها، إذ يوجد للجمعية أرض في واحة المعرفة، وسنعرضها للشركات لكي تقتنع بالمشروع وتقوم ببنائها، أما بناية المركز الوطني للتوحد فهي الآن في مراحلها النهائية.
وعن إحصائيات المصابين بطيف التوحد قالت العامرية: الإحصائيات المتوفرة في السلطنة أنه لكل 65 طفلا توجد حالة توحد واحدة، وأكثر الحالات في محافظة مسقط ونسبة إصابة الذكور أعلى من الإناث.
وتقول رقية الحديدية وهي أم لطفل مصاب بطيف التوحد: بعد أن أكمل ولدي الخطاب 3 سنوات ونصف بدأت تظهر عليه بعض الأعراض مثل فرط الحركة، كما أن جسمه ضعيف ولا يستطيع نطق الكلمات ويعاني من رعشة في الجسم وبعد أن أصبح عمره 6 سنوات تم تشخيصه على أنه لديه طيف التوحد، وبدأ يعتمد على نفسه في سن 10 سنوات، وكانت فرحتي غامرة عندما رأيته يلبس حذاءه وهو في سن 12 سنة، ولله الحمد دخل الخطاب مدرسة خاصة وبعدها انتقل إلى مدرسة حكومية وقد وصل الآن إلى الصف الثامن.
ووجهت رقية نصيحة قالت فيها: لكل أب وأم يلاحظ وجود تصرفات غريبة على طفلهم أن يسارعوا إلى المختصين لتشخيص حالته، وأن يبدأوا بتأهيل ابنهم في المنزل من خلال البرامج المختلفة، وأنصحهم أن يتحلوا بالصبر، كما أنني أتمنى من الجهات المختصة أن توفر للطفل التوحدي حقوقه سواء في التأهيل والتعليم، أو بتوفير الكادر المختص للتعامل مع هذه الفئة والخدمات التي يحتاجها.