هذا ما قاله معلم أردني عاد للسلطنة بعد 24 عاما

بلادنا الثلاثاء ١١/أبريل/٢٠١٧ ١٨:٥٢ م
هذا ما قاله معلم أردني عاد للسلطنة بعد 24 عاما

صحم - حميد البلوشي
جهاد عبدالجواد، أردني الجنسية، يكاد أهالي ولاية صحم خاصة يتذكرون هذا الاسم جيداً، حضر للسلطنة في بدايات السبعينيات مع بدء النهضة المباركة ليكون أحد المعلمين في السلطنة منذ العام 1975 في مدرسة المقداد بن الأسود التي كانت بنظام التعليم المسائي، وليستمر في تخريج الأجيال التي تدربت على يده سنوات حتى العام 1993 حين عاد لبلاده.
وما أشبه الليلة بالأمس حين عاد بعد مضي 24 عاما من رحيله، ليجد كل شيء تغير حسب وصفه، ووجد استقبالا من أبنائه الذين تركهم صغارا وهم اليوم يوجدون في مناصب مختلفة في خدمة الوطن والمواطن.

النهضة العمانية ركزت على الإنسان وتعليمه
"الشبيبة" رصدت عن قرب حكاية الأستاذ جهاد عبدالجواد في زيارته إلى ولاية صحم لتستذكر معه بعض الكلمات اللطيفة في هذا الحوار السريع إذ قال: أشكركم على هذا الترحيب والحمد لله أنني قدمت إلى السلطنة في العام 1975 وعملت لمدة 18 عاما، وأنهيت عملي في العام 1993.
وتابع: بدايات التعليم في عُمان في تلك الفترة فيها صعوبة كثيرة، ولكن النهضة العمانية في تلك الفترة استهدفت التعليم كهدف أول، حيث قال جلالة السلطان علموا أولادكم ولو تحت ظل شجرة، والنهضة ركزت على الإنسان العماني للنهوض بعمان بجميع مشاريعه وحياته.

ضنك الحياة وصعوبة المعيشة
وأضاف الأستاد جهاد: عملت كمربي فصل في الصفوف من الأول وحتى الثالث وهي المرحلة النهائية في المدرسة وبها بنين وبنات وكانت فصولها عبارة عن خيام ومن ثم تطورت وأصبحت من السعف (الدعون)، وبعد ذلك بنيت المدرسة بالشكل الحديث وعملت في مدارس المقداد بن الأسود وعبدالرحمن بن عوف.

الطلبة يتنقلون على ظهور الدواب
وأشار الأستاذ جهاد: الفترة التي عايشناها في البدايات الأولى كان الطلبة يواجهون صعوبات كثيرة متمثلة في النقل، إذ كانوا يأتون على الدواب أو مشيا أو مع بعض الأهل في السيارات، وكان جليا حب الطلبة الشديد وتعلقهم بالمعلم والمدرسة من حيث التعلم والانتظام في الطابور وكان المعلم قدوة لهم، كان حب التعليم شديد وأولياء الأمور في تعلق كبير ومتابعة للتدريس بين البيت والمدرسة.
وقال المعلم الأردني لـ"الشبيبة": استقلت في 23 مايو 1993 وعدت إلى الأردن مع العائلة.

وفاء العمانيين
وعن زيارته للسلطنة قال: جميل جداً ما يراه المعلم من وفاء تلميذه، حتى لو كان كبيراً في السن، أو في منصب رفيع، تجد الخلق وتعلق بالمعلم حتى بعد مرور 24 عاما.
وأضاف: عندما حضرت إلى السلطنة ومنذ أن دخلتها وسكنت الفندق وإلى الآن لم أستطع أن أتناول وجبة طعام منفردا، ولم أستطع أن أكون منفرداً ولو لمدة ساعة، الكل يحرص على مقابلتي ودعوتي والكل يسعى ليهاتفني، وفاء بكل ما تحمله الكلمة. لن أستطيع التعبير عنه بهذه الكلمات البسيطة .

نهضة متكاملة
وعن الوضع بين اليوم والأمس قال إنه رغم المعاناة وضنك العيش في تلك الفترة إلا أن كل ذلك تخطيناه بمحبة الناس.
وتابع: دهشت في تلك الفترة القصيرة وعلى بلد مثل عُمان يمتد من الخليج شمالا وبحر العرب جنوبا والتي تحتاج مزيد من الجهد إلا أن النهضة غطت جميع الجوانب وأهنئ السلطنة بسلطانها الذي وضعها على مستوى متقدم مع باقي الحضارات.

إعجاب شديد بالسلطنة
وقال الأستاذ جهاد: للحقيقة والإنصاف بأنه مهما خططت من كلمات لن تستطع أن تعبر عما شاهدته وما لمسته في هذا البلد العربي العريق والذي تغمره الأصالة العربية بكل جوانبها، سلطنة عمان عراقة الماضي ونهضة الحاضر الحديث والمستقبل الواعد لن تكن كلماتي هذه مجاملة ولكناها وصف للحقيقة والواقع وبعد أربعة وعشرين عاما على مغادرتي لها البلد الجميل، عدت اليوم وبدعوة كريمة ممن كنت مُدرسهم قبل أربعين عاما فكم كان إعجابي واندهاشي شديدين لما شاهدته من تطور رائع وفي جميع مناحي الحياة وشتى مجالاتها وكان أكثر ما أدهشني وجعلني أنحني برأسي لهؤلاء الناس الطيبين الخلوقين والذين بهم من شدة الوفاء وجميل المعشر وحسن الاحترام مالا تسطيع وصفه لأستاذ درسهم قبل أربعين عاما، فو الله لم أصدق نفسي ولكنني أعلم تمام العلم بعد أن عاشرتهم فترة طويلة من الزمن قضيتها معهم بأنه ليس غريبا عليهم، هذه صفاتهم وهذا خلقهم العربي الأصيل طلاب أصبحوا بمناصب عدة حتى أن منهم وصل مراتب رفيعة ورب لأسرة أولاده أصبحوا آباء يحرص كل الحرص لمشاهدتك ودعوتك ليقدم لك ما يليق بمقامك من تقدير واحترام لما قدمت له من تعليم قبل أربعين عاما ليقول وهو يخاطبك وبمنتهى الخلق والأدب أستاذي العزيز.