الحرفي غيث العلوي: أستلهم أفكاري من تاريخنا العريق

مزاج الثلاثاء ١١/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
الحرفي غيث العلوي: أستلهم أفكاري من تاريخنا العريق

مسقط – لورا نصره

صناعة مجسمات السفن والمناديس والأبواب التراثية هي المجال الذي يبدع فيه الحرفي «غيث بن عيد العلوي»، ابن ولاية صور التي اشتهرت منذ القدم بصناعة السفن الخشبية وإلى اليوم ما زال كثير من أبنائها يمتهنون هذه الحرفة.

غيث من مواليد 1988م، بدأ مزاولة حرفة الخشبيات منذ ثلاث سنوات، وهو الآن يعمل كمساعد مدرّب في التجمع الحرفي بولاية صور. يقول عن بداية ممارسته لهذه الحرفة: «الصناعات الخشبية موروث عريق وقديم ما زال يجتذب الشباب العُماني وتحديداً أبناء ولاية صور. كانت بدايتي بتشجيع من المدرّب الحرفي خالد بن سعيد المشايخي وبعدها التحقت معه بعدد من الدورات التدريبية التي تقيمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية ومنها ورشة صناعة الخشبيات في ولاية صور وكانت دورة تأسيسية في سنة 2013، ثم التحقت بدورة النحت على الخشب وتعتبر دورة تقدمية في مجال الصناعات الحرفية وكانت في سنة 2015، وبعدها حصلت على شهادة من المدرّب الحرفي خالد المشايخي لأكون مساعد مدرّب وكانت أول ورشة لي في محافظة البريمي كمساعد مدرّب، وفي 2016 التحقت لأكون مساعد مدرّب لذوي الاحتياجات الخاصة.

منتجات متنوعة

يستفيد غيث من مهارته في نحت الخشب لإنتاج مجسمات وأشكال متعددة تتنوع بين مجسمات الأبواب العُمانية والمناديس التي تأتي بأحجام مختلفة إضافة إلى مجسمات السفن العُمانية، وعن ذلك يقول: «أستلهم أفكاري من تاريخنا العريق بكل مكوناته.. من تاريخ أجدادنا العريق الذين تصدروا بأساطيلهم بحار السند والهند، ومن قلاعنا وحصوننا العُمانية الشامخة.. من تراثنا في البناء وهندستنا المعمارية المميّزة. كل ذلك يشكّل بالنسبة لي مادة ثرية تدفعني للإبداع باستمرار».
وحول نوعية الخشب التي يعتمد عليها يقول: «اعتمادنا الأكبر على خشب الساج الذي نستورده من الهند وهو نفس الخشب الذي يُستعمل عادة في صناعة السفن العُمانية الكبيرة وأبواب القلاع والحصون العُمانية؛ لجودته وصلابته العالية. كما أستخدم أيضاً خامات الأخشاب المحلية مثل خشب شجر السمر والعتم والليمون والسدر بحسب توفرها».

تسويق رغم الصعوبات

يساهم غيث في عمله بالصناعات الحرفية في دعم الموروث الحرفي العُماني والحفاظ عليه وهو لن يتمكن من الاستمرار بالقيام بهذا الدور إن لم يتغلّب على الصعوبات التي يواجهها. عن ذلك يقول: «يُعد رأس المال من أبرز الصعوبات التي أحاول مواجهتها في عملي إلى جانب صعوبة تسويق المنتجات والمنافسة التي تتعرّض لها. أعتقد أن مزيداً من المشاركات الداخلية والخارجية في معارض تنظمها الهيئة العامة للصناعات الحرفية قد يكون مفيداً جداً لي ويساهم بعرض منتجاتي على شريحة أوسع من المستهلكين».
ويضيف: «حاليــاً أســـوُّق أعمالي من خلال برامج التواصـــل الاجتماعي وعن طريق البيت الحرفي العُماني في ولاية صور، وأطمح في المستقبل القريب لأن أمتلك ورشة وبيتاً حرفياً أتمكن من خلاله من تدريب الشباب الراغب بتعلّم هذه الحرفة لتكون لي بصمة مهمة وأكون من الداعمين والمحافظين على موروثنا الحرفي العريق».