مسقط - حمدي عيسى عبدالله
أكد الرئيس التنفيذي لشركة تيجان للتطوير والاستثمار فوزي بن حمد الحراصي أن العمل أفضل وأنجع وسيلة لمواجهة التحديات التي تشهدها السوق العُمانية في الوقت الراهن مع انخفاض أسعار النفط، موضحاً أن طرح المشاريع العملاقة في الوقت الراهن تأكيد وبلغة الميدان على الثقة المطلقة في قوة ومتانة السوق العُمانية ومستقبلها الواعد وعلينا أن نتحلى بروح التفاؤل والأمل، فالوضع لا بد أن يتغيّر نحو الأفضل والأمور ستتحسن في المستقبل وبدلاً من التشاؤم والبكاء على الأطلال علينا أن نبحث عن الحل، جاء ذلك في تصريح خاص لـ«الشبيبة» أوضح فيه أيضاً أن القطاع العقاري في السلطنة يشهد نمواً متواصلاً ولا شك أن التجديد والتطوير سيمكن من تحقيق نقلة نوعية لهذا القطاع المهم، الذي يعتبر بيئة مثالية للاستثمار وتعول عليه السلطنة كثيراً لتجسيد منظومة التنويع الاقتصادي على أرض الواقع وتوفير فرص العمل للشباب العُماني، وكذلك دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تجد في قطاع العقار بيئة مثالية للتوسع والنمو.
المباني الذكية رهان المستقبل
وأضاف: المباني الذكية رهان مستقبل القطاع العقاري في السلطنة، بخاصة أننا نستهدف جيلاً يتعامل مع التقنية منذ نعومة أظافره، وإذا تأملنا المشهد حولنا فإننا نجد أن التقنية قد فرضت وجودها في حياتنا وتغلغلت في أدق تفاصيلها، وبما أن تيجان تعوّدت دائماً على التغريد خارج السرب والمبادرة بمشاريع غير مسبوقة فإننا نستعد حالياً لطرح أول مشروع لتيجان في مجال التطوير العقاري وهو مبنى تاج الذكي الأول من نوعه في السلطنة، وفكرة هذا المشروع رائدة ونابعة من حاجة السلطنة إلى مبان ذكية تساير التطور التقني الذي يشهده العالم وحاجة المؤسسات إلى مكاتب ذكية تمكنها من أداء عملها بدقة وسرعة ووفق أحدث الطرق العالمية، وهذا يجسّد مبادئ تيجان التي ترتكز على التفاعل مع مستجدات السوق ومتغيّراته والعمل وفق رؤية تستقرئ المستقبل، ولا شك أن «تاج» سيكون علامة فارقة في السوق العقارية بالسلطنة ويضع حجر الأساس لجيل جديد من المباني الذكية في السلطنة تتصف بمقاييس عالمية وتتلاءم مع احتياجات المستقبل.
خطوات تطوير القطاع
فوزي الحراصي قال أيضاً: «تيجان» وضعت نصب عينيها منذ انطلاقها خدمة الوطن، ونحن نعمل بطموح يعانق الأفق الرحب وقلوب تنبض بحب الوطن والرغبة في المساهمة في عملية التنمية الوطنية الشاملة، مستمدين روح العطاء من توجيهات قائدنا وقدوتنا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه، ومن خلال خبرتنا الميدانية في قطاع العقار بالسلطنة والتي تمتد لأكثر من 40 سنة فإننا نرى أن خطوات تطوير القطاع ترتكز على دراسة السوق العقارية والطلب المتزايد على الحلول الإسكانية الملائمة ومن ثم تطوير مجمعات سكنية ومكتبية متكاملة ومعاصرة وطرحها للبيع بأسعار مدروسة لتكون في متناول شرائح المجتمع المختلفة مع الاعتماد على أحدث الحلول والأنظمة والتركيز على الإتقان والإبداع وتقديم مشاريع عقارية يتم إعدادها وتنفيذها وفق خطة مدروسة ورؤية عميقة تستشرف احتياجات السوق وتتلاءم مع الخطط التنموية والتوجهات الرئيسية للحكومة الرشيدة وتجسّد مشاركة القطاع الخاص في مسيرة التنمية الشاملة التي يقودها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه.
توفير فرص العمل للشباب
وأكد قائلاً: القطاع العقاري يحتل مكانة مهمة في الجهود التي تبذلها السلطنة لتوفير فرص العمل للشباب العُماني، كما أنه يفتح آفاقاً واعدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يوفر لها من فرص واعدة ومشاريع ذات قيمة بخاصة في مجال والخدمات والعمل اللوجستي مما يمكن هذه المؤسسات من التطور والتوسيع وتجسيد أهدافها على أرض الواقع وهذا ما يساهم وبفاعلية في تحقيق التنويع الاقتصادي؛ إذ تعتبر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عصب الاقتصاد والمحرّك الرئيسي لتطوير القطاعات المختلفة.
التجانس بين القطاعين
وأضاف: المؤسسات الخاصة بالسلطنة ساهمت وبفعالية في تطوير القطاعات المختلفة وكانت دائماً السباقة في التطوير والتحديث ومسايرة كل جديد لتقديم خدمة نوعية تتماشى ومتطلبات الزبائن، ومع الحرص على الوصول بالخدمة إلى كل مكان في السلطنة. ولا شك أن التجانس القائم بين القطاعين العام والخاص كان له دور في نجاح منظومة التطور بالسلطنة التي لن تحقق أهدافها المرجوة إلا وهي تسير على قدمين هما القطاع العام والقطاع الخاص، ونحن نعتز كثيراً بالعلاقة الوطيدة التي تربطنا بمسؤولي القطاع في المستويات المختلفة إذ يتم العمل بتنسيق وتواصل مستمرين؛ لأننا كلنا نجذف في اتجاه واحد ووقت واحد من أجل هدف واحد وهو خدمة الوطن وتقديم خدمة بمواصفات عالمية، ولا شك أن المرحلة المقبلة بكل تحدياتها تتطلب منا المزيد من التواصل وتبادل الرؤى للتطوير والتحديث في النظم والقوانين والإجراءات بما يتلاءم والمستجدات، ونحن نتطلع إلى المستقبل بكل تفاؤل وثقة لتجسيد الأهداف المسطرة على أرض الواقع.
أسعار خاصة للمؤسسات الصغيرة
وعن مكانة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في منظومة تيجان، قال فوزي الحراصي: نحن نولي أهمية قصوى لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ونعمل على تحفيزها بكل السبل الممكنة؛ لأننا ندرك مكانتها في الاقتصاد الوطني ودور هذا الدعم في تمكين هذه المؤسسات من التوسع والتطور والنمو؛ لذلك فإننا في مبنى تاج الذكي سنقدّم أسعاراً خاصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على بعض الوحدات بالمبنى ولا شك أن تملّك المؤسسات الصغيرة لمكاتب خاصة لها في مبنى ذكي بمواصفات عالمية وفي موقع استراتيجي على شارع السلطان قابوس سيكون له تأثير فعّال في إعطائها جرعة كبيرة من التحفيز تمكنها من تجسيد أهدافها على أرض الواقع.
عمق الشعور بالمسؤولية
تجاه الوطن
وأردف: اهتمام الشركات بالمسؤولية الاجتماعية وتخصيصها لمبالغ معتبرة لدعم المشاريع الاجتماعية والجمعيات الأهلية يجسّد عمق الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن والعمل على المساهمة في خدمة المجتمع، بخاصة أن الشركات المختلفة تجد الكثير من الدعم والمساندة مما يجعل الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية والتجاوب مع المشاريع التي تخدم شرائح المجتمع المختلفة ضرورة حتمية والمسؤولية الاجتماعية تسري في عروقنا والمجتمع العُماني معروف بتكافله وتكاثفه، وقد غرس فينا مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الحس الاجتماعي والعمل من أجل الآخرين وهو قائدنا وقدوتنا، وأنا كلي ثقة أن مسؤولي الشركات المختلفة ورجال الأعمال سيواصلون العمل الاجتماعي وستشهد المسؤولية الاجتماعية لمؤسساتهم المزيد من التوسع في المجالات المختلفة؛ لأن قلوب الجميع تنبض بحب الوطن والكل يدرك مسؤوليته وواجبه تجاه عُمان الوطن والإنسان.
التناسق بين العراقة والحداثة
فوزي الحراصي قال أيضاً: نعتمد في العمل على أحدث وأرقى المنتجات ذات المواصفات العالمية إذ إننا نضع الجودة أولوية مطلقة مع منح الأولوية للمنتجات الوطنية التي فرضت وجودها وأكدت تميّزها وسجلت حضورها في أسواق العالم بلغة الجودة والتميّز. ويمزج تصميم المبنى بكثير من التناسق بين العراقة والحداثة مع لمسة إبداع تزيد للمكان جمالية وتمنحه الاستثنائية مما يجعل مبنى تاج تحفة بأتم معنى الكلمة، وسيشكّل حين اكتماله بيئة عمل مميّزة تهدف إلى نجاح الأعمال والشعور بالراحة والسعادة للعاملين في المبنى. والأشغال في المبنى ستنطلق خلال أسابيع قليلة وستدوم الأشغال ثلاث سنوات وبالتالي سيكون التسليم بإذن الله العام 2020، وأسعارنا لا تقبل المنافسة بخاصة مع المميّزات الاستثنائية للمبنى إذ تقدّم تيجان للاستثمار والتطوير تسهيلات متميّزة للراغبين في امتلاك وحدات مكتبية.
أكد الحراصي أن: مبنى تاج يتميّز بموقع استراتيجي مهم؛ فهو يطل على الشارع العام «شارع السلطان قابوس» بمنطقة غلا ويبعد 7 دقائق عن مطار مسقط الدولي، وخمس دقائق عن المنطقة الصناعية والحي التجاري في غلا، وعشر دقائق عن حي الوزارات والسفارات ودار الأوبرا السلطانية بالقرم، مما يجعله مكاناً مثالياً للعمل، هذا بالإضافة إلى تمتعه بمواصفات استثنائية تزيد من مكانته وقيمته الاستثمارية فهذا المبنى يتربع على مساحة أرض 3942 متراً مربعاً وهو سيتكون من 13 طابقاً إذ ستكون 3 طوابق تحت الأرض وتخصص كمواقف للسيارات تتسع لـ270 سيارة، أما الطابق الأرضي فسيشمل مكتب استقبال إضافة إلى مقاهٍ ومطاعم وميني ماركت وبنك والمرافق المختلفة التي تلبي احتياجات موظفي الشركات الموجودة في المبنى، ولأول مرة في السلطنة سيكون في مبنى تاج رجل آلي في الاستقبال لإرشاد الزائرين لمواقع الشركات، كما أن المبنى يعتمد على الطاقة الشمسية لإنارة الممرات والمواقف ويتميّز ببوابات إلكترونية وأنظمة المراقبة إضافة إلى إضاءة ذكية للممرات وتكييف مركزي ذكي إذ يمكن لأصحاب المكاتب التحكم في النظم الإلكترونية المختلفة لمكاتبهم عبر تطبيق ذكي في هواتفهم، كما أن المبنى يحتوي على استراحة في كل طابق لتناول القهوة وتغيير جو العمل، ومركز لرجال الأعمال مزود بشاشات عرض ونظام صوتي، وكذلك قاعة للاسترخاء للمديرين التنفيذيين وقاعة للجولف وناد صحي متكامل مع جاكوزي وساونا، مما يمكن الموظفين في الشركات الموجودة المختلفة في المبنى من تجديد الطاقة واستعادة الحيوية لعطاء أكبر وهذا ما يمكن الشركات من تحقيق أهدافها وتنمية إنتاجها لأنها تعمل في بيئة مثالية تراعي أدق التفاصيل، وتبلغ تكلفة المشروع 15 مليون ريال عُماني.