اليمن.. بلد المليون يتيم الحرب زادت أعدادهم وأوجاعهم

الحدث الأحد ٠٩/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٣٥ ص
اليمن..
بلد المليون يتيم

الحرب زادت أعدادهم وأوجاعهم

عدن - إبراهيم مجاهد

يبدو أن كل شيء مأساوي ويحمل معه معانــاة ووجعاً، هي الأشياء التي تتسع رقعتها بشكل مطِّرد في بلد غابت فيه الحكمة عن أطراف الصراع، الدائر منذ أكثر من عامين، وفي مقابل هذا التوسع لآلام اليمنيين تنحسر أو ينعدم أي شيء يمكنه أن يجلب السعادة في بلد كان يسمى قديماً «اليمن السعيد».

حتى ما قبل الحرب الدائرة في هذا البلد الأشد فقراً في منطقة الشرق الأوسط، كان عدد الأيتام مليون يتيم تقريباً لكن نتيجة مساحة الوجع والألم التي تتوسع يومياً في هذا البلد فلابد أن تزداد أعداد من يفقدون آباءهم ليتم تسميتهم بعد ذلك «أيتاماً». كيف لا تتزايد أعدادهم؟! والرجال هم وقود حرب مستمرة ودخلت في عامها الثالث.

أيتام اليمن لا بواكي عليهم

شريحة الأيتام في اليمن تعد من أكثر الشرائح تضرراً جراء استمرار الحرب فوضع هذه الشريحة لم يكن يسر أحداً، لكن على أقل تقدير كان ثمة أمل بأن حالهم وأوضاعهم ستتحسن، لا سيما أن هناك مؤسسات حكومية أو خاصة كانت تولي هذه الشريحة شيء من الاهتمام. إلاّ أن الأيتام اليوم الذين تجاوز عددهم المليون ومئة ألف يتيم باتوا مغيبين عن اهتمامات الجميع بما في ذلك المنظمات ذات العلاقة.

معاناة هـــذه الشريحة من اليمنيين لخصها بيان صادر عن مؤسسة اليتيم التنموية، فقد كشف أن الصراع الحالي في اليمن والمستمر منــــذ عامين خلف أكثر من 79199 يتيماً ليتجاوز بذلك إجمالي أيتام اليمن مليوناً ومئة ألف يتيم وفقاً لأحدث إحصائيات المؤسسة.

بلد المليون يتيم

وقالت المؤسسة في بيان صحفي أصدرته أمس الأول الجمعة بمناسبة اليوم العربي لليتيم، إن هناك معاناة من نوع آخر يقضيها أكثر من مليون طفل فقير غيب الموت آباءهم، لتأتي مناسبة يوم اليتيم العربي ومليون يتيم يمني أو يزيدون خارج حسابات الجميع وبعيداً عن اهتمامات الجهات الإنسانية وأولويات هيئات الإغاثة وتناولات وسائل الإعلام.
وأشارت إلى أن هناك 47 طفلاً يتيماً دون السابعة عشرة من بين كل 1000 فرد ينحدر غالبيتهم من أسر فقيرة.

وتطرقت المؤسسة إلى تعدد أسباب اليتم في اليمن بتعدد أسباب الوفاة التي تفوق إلى حد كبير غالبية بلدان المنطقة العربية كنتيجــة طبيعية للوضع المأساوي في المعيشة ومستوى الدخل والأمراض المستعصية والأوبئة والإرث الكبير من المشاكل الاجتماعية والثارات وحتى الحــوادث المروريـــة ثم النزاعات المسلحة والحرب التي أتت مؤخراً لتجهز على ما تبقى من وضع جيد في المعيشة لدى عدد غير محدود من الأسر لتصبح في وضع متدهور، أما الأسر الفقيرة قبل الحرب فقد أصبحت في وضع مأساوي لا تحسد عليه.

لا تعليم ولا صحة ولا أب

وبحسب البيان، فإن صنوفاً من المعاناة تعيشها 188.571 أسرة يتيمة وتؤكد إحصائيات المؤسسة أن 60 % من أبناء أسر الأيتام لا يكملون تعليمهم بعد الثانوية بالإضافة إلى 3 % من الأيتام يعانون من الإعاقات و4 % من أبناء أسر الأيتام يعانون من أمراض نفسية واكتئاب و9 % من أمهات الأيتام يعانين من أمراض مزمنة وخطرة وإعاقات وحالات شلل في حين أن 70 % من أسر الأيتام تفتقر للخدمات الصحية ولا تستطيع شراء الدواء ولا الذهاب للمستشفيات.
وجددت مؤسسة اليتيم في يوم اليتيم العربي الدعوة لمجتمع الإنسانية وهيئات الإغاثة والمنظمات الدولية ورجال الخير ووسائل الإعلام والجهات المانحة إلى ضرورة تكثيف الجهود واستهداف شريحة الأيتام بشكل مباشر ومنحها الأولوية في برامج الإغاثة والتنمية بوصفها أكثر شرائح المجتمع تأثراً بالأحداث الراهنة وأقلها قدرة على تخطي هذا الوضع في ظل بؤس العيش ووجع المكان إذ لا مؤشرات تنبئ بانفراجة إنسانية في القريب العاجل.