محاضرة حول "الإيديولوجيا اللغوية" بجامعة السلطان قابوس

بلادنا الخميس ١١/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٣٥ م
محاضرة حول "الإيديولوجيا اللغوية" بجامعة السلطان قابوس

مسقط - ش

نظم قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس محاضرة بعنوان "الإيديولوجيا اللغوية: العرب والعربية والقلق اللغوي" ألقاها البروفيسور ياسر سليمان، أستاذ كرسي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة في جامعة كامبردج. وتناول في محاضرته مفهوم الأساطير وميز بين الأساطير والتقاليد فيما يتعلق بالمعتقدات والقيم والمفاهيم التي يعتقدها العرب عادة حول لغتهم.
ويرى البروفيسور سليمان أنه من الأفضل تسميتها بالتقاليد بدلا من أساطير، لأنها عكس الأساطير، فالتقاليد متجذرة أكثر وتشترك في المفاهيم على نطاق واسع. وأشار إلى أن الأساطير هي جزء من الأيديولوجيا لأن الضغط الاجتماعي من الأساطير عادة ما يدفع صناع السياسة إلى اتخاذ قرارات لصالح تلك الأساطير.
وقد شارك البروفيسور الحضور ببيانات مأخوذة من مصدرين رئيسيين هما موقع قناة الجزيرة، والعديد من عناوين الكتب العربية المنشورة باللغة العربية في الماضي وفي الحاضر. وقال إن القلق اللغوي عادة ما يحدث ليس من الأخطاء في قواعد اللغة أو الخيارات المعجمية أو حتى في الإملاء عندما يتحدثون أو يكتبون بالعربية، ولكن سببه المخاوف التي تتعلق بقوة اللغة العربية ومكانتها باعتبارها رمزاً للهوية.
وميز البروفيسور سليمان بين القلق اللغوي والخوف اللغوي، فالخوف اللغوي هو الشعور لدى العرب حول الأخطاء التي يرتكبونها عند استخدامهم للغة العربية، واقترح أن الحل لهذا هو إجراء تخطيط المتن حيث تتم مراجعة القواعد اللغوية والإملائية استنادا إلى تحليل المتن. ويعد هذا الخوف أمرا طبيعيا، ومن الواضح أنه ليس فقط في العالم العربي ولكن أيضا في العديد من مجتمعات اللغات الأخرى. ويطلق على النوع الثاني من الخوف القلق اللغوي ويرتبط بقوة اللغة ومكانتها، كما أن هذا النوع يعد أمرا طبيعيا، وكان موجودا منذ قرون في اللغة العربية وغيرها من اللغات، أما الأمر غير الطبيعي فهو أننا نحاول البحث لإيجاد إجابات للمخاوف القائمة على الوضع من المصادر القائمة على المتن، حيث يكون الوضع الطبيعي بالإجابة على أسئلة الدقة النحوية والقبول الدلالي والإملائي من خلال تخطيط متن واع لإظهار استخدام اللغة العربية في نقطة معينة من الزمن. وينبغي توجيه أسئلة حول مكانة اللغة العربية وقوتها في أماكن أخرى.
وخلال كلمته، قدم البروفيسور سليمان أمثلة عديدة من موقع قناة الجزيرة تظهر أن اللغة العربية ترتبط حاليا بالعديد من الخصائص التي تبحث في أشكال مختلفة من القلق. وقدم أيضا أمثلة عديدة من عناوين الكتب العربية التي تشير بوضوح إلى الأزمة التي تواجه اللغة العربية باستخدام العديد من الاستعارات، أي أن الاستعارات في اللغة العربية تتعرض للهجوم وتصور اللغة العربية بأنها في أزمة. وتدعو كل هذه العناوين إلى اتخاذ الإجراءات الفورية لإنقاذ اللغة العربية وحمايتها.
واختتم البروفيسور سليمان بالقول إن القلق حول اللغة العربية كان موجودا منذ ما لا يقل عن 7 قرون منذ نشر لسان العرب لابن منظور، الذي أشار إلى القلق في مقدمة معجمه، "لذا فالقلق موجود في الماضي ولا يزال موجودا في الحاضر لذلك فهو ليس ظاهرة جديدة، وهذا القلق شائع كذلك في اللغات الأخرى".