تقرير إخباري العلاقات بين الرياض والقاهرة في طريقها للتعافي

الحدث الأربعاء ٠٥/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٤٥ ص

القاهرة - خالد البحيري

3 أحداث مهمة تؤشر في مجملها إلى عودة الدفء إلى العلاقات المصريـــة السعوديـــة، بدأت بإعلان شركـــة أرامكـــو السعوديـــة استئناف ضخ شحنات المواد البترولية مرة أخرى إلى مصر، وهو ما تم بالفعل الأسبوع الفائت، ولقاء ثنائي جمع العاهل السعودي مع نظيره المصري على هامش قمة «البحر الميت» في الأردن، لم تتكشف حتى الآن تفاصيله، لكنه تمخض عن دعوة وجهها الملك سلمان إلى الرئيس السيسي لزيارة الرياض في وقت لاحق من الشهر الجاري، أما الحدث الثالث فهو حكم قضائي أصدرته محكمة الأمور المستعجلة يقضي بسريان اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، رغم صدور حكم قضائي نهائي من المحكمة الإدارية العليا ببطلان الاتفاقية.

المراقبون للشأن العربي يرون أن تطورا نوعيا فــي العلاقات بين البلدين يحـــدث الآن بوساطة أمريكية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي التقي ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن، في وقت سابق من شهر مارس والتقي منتصف الأسبوع الجاري الرئيس المصري.

وفي المقابل خرج وزير خارجية السعودية عادل الجبير ليؤكد أن العلاقات مع مصر ممتازة ولا تشهد أي توترات، وقال «المملكة ومصر متطابقتان في الرؤى بجميع المجالات، سواء في الأزمات التي توجهها المنطقة أو الحذر من الخطر الذي تشكله إيران وتدخّلها في شؤون الدول العربية».

من جانبه، قال الخبير في الشؤون العربية د. محمود عبدالله لـ«الشبيبة»: بالفعل هناك بوادر على تجاوز الخلافات بين البلدين، وإطلاق مرحلة جديدة من التفاهمات حول ملفات عدة منها ما يتعلق بالصراع في سوريا»، مشـددا على أن هناك مبالغة في تفسير أي تباين بين الموقف السعودي والمصري، رغم أن كلاهما يسعيان لإيجاد حل سياسي بموجب إعلان جنيف1 وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأضاف: أما الملف اليمني فإن مصر من الدول المؤسسة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، وكذلك التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب»، وهو ما يعني تقاربا في وجهات النظر إن لم يكن تطابقا.
وشدد على أن العمل العربي المشترك بحاجة إلى تضافر جهود كلا البلدين، لما لهما مــن وزن سياسي يصب في النهاية في صالح قضايـــا العرب، ويعجل بإنهاء الصراعـــات الدائـــرة منذ سنوات، فقد دخلـــت الأزمـــة السوريـــة عامهـــا السابع، ولا يوجــد بـــوادر على الحـــل قريبــا في ظل تشتت المواقف العربية.
وفي السياق قال أستاذ الإعلام ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون بجامعة الأزهر د. محمود عبد العاطي مسلم: لا يمكن بحال من الأحوال أن تستغني مصر عن السعودية أو العكس، إلا أن الإعلام وبخاصة المصري ارتكب جرما بحق هذه العلاقات، وتناولها بشكل انتقامي وغير مبرر، وبدأ يتناول المملكة بشكل غير لائق، مع أن الواجب كان يحتم على الآلة الإعلامية المصرية أن تتحرك برشد، وتعمل في اتجاه لم الشمل وليس «الردح» عبر الفضائيات والسباب في الصحف والمواقع الإلكترونية.
وأضاف: مؤشرات عدة تبرهن على أن العلاقات جيدة، والاختلاف في التعاطي مع بعض الملفات الدولية أمر طبيعي، والزيارات بين البلدين لم تنقطع طوال الفترة الفائتة، والتنسيق مستمر أيضا، «وأعتقد أن قمة الرياض سوف تذيب الجليد بين الرياض والقاهرة، ويعود الطرفان أقوى من أي وقت مضى».
واختتم بالقول: الأخطار المحدقة بعالمنا العربي لا تستدعي تجنيبا للخلافات العربية العربية فقط بل توافقا تاما في الرؤى، يدفع باتجاه «تبريد» المنطقة والتمهيد لأطروحات سياسية من شأنها إحلال الأمن وبسط الاستقرار وإفساح الطريق للتنمية.