بلدية مسقط تفتتح حلقة عمل حول مستقبل الهوية المعمارية

بلادنا الأربعاء ٠٥/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
بلدية مسقط تفتتح حلقة عمل حول مستقبل الهوية المعمارية

مسقط - سعيد الهاشمي

انطلقت صباح أمس الثلاثاء أعمال حلقة العمل حول مستقبل الهوية المعمارية التي نظمتها بلدية مسقط بالتعاون مع المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين (RIBA) برعاية رئيس بلدية مسقط معالي المهندس محسن بن محمد الشيخ وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين، وبمشاركة عدد من الخبراء الدوليين وممثلي عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وممثلي مكاتب التصميم المعماري والاستشارات الهندسية وممثلي أقسام الهندسة المعمارية بالجامعات والكليات المحلية، وذلك في نادي الواحات.

التخصصية الأولى في الدراسات المعمارية ببلدية مسقط د. حنان بنت عامر الجابري قالت: حلقة اليوم هي عصف فكري لتحديد ومعرفة الهوية المعمارية المناسبة لمحافظة مسقط ونريد من خلالها معرفة رأي نخبة من المعماريين العالميين بالبنايات في مسقط، إذ سيقومون بإدارة النقاش واستخلاص الأفكار وصياغتها بالتعاون مع بلدية مسقط بشكل قوانين بحيث يمكن تطبيقها، ونتطلع لمعرفة كيفية توظيف التراث المعماري في مبانٍ عصرية، ونطمح أن يكون هناك ابتكار في الفن المعماري في السلطنة، بحيث يستند هذه الابتكار إلى هوية محددة.
كما قال رئيس قسم تراخيص البناء في بلدية مسقط المهندس السيد هلال بن حمد البوسعيدي: تواجه محافظة مسقط الكثير من التحديات من ناحية تشكيل الهوية المعمارية وهناك العديد من العوامل التي أثَّرت على هذا الجانب وأهمها الطفرة العمرانية المتنامية في المحافظة، فينبغي أن نحدد الهوية المعمارية ونشكلها لتتناسب مع هذه الطفرة العمرانية ومتطلبات العصر مع الأخذ في الاعتبار ماضينا العريق وتاريخنا وتراثنا المعماري.
تجمع حلقة العمل الخبراء الإقليميين والدوليين وأصحاب العلاقة لمناقشة مستقبل الهوية المعمارية لمحافظة مسقط بهدف تحديث القوانين واللوائح البلدية المتعلقة بتنظيم المباني وتحديداً المادة 33 من الأمر المحلي 23/‏‏92 الخاص بتنظيم المباني والتي تحدد المبادئ التوجيهية للأسلوب المعماري، والتي تهدف بلدية مسقط لتحديثها من أجل الامتثال لأحدث الممارسات المعمارية، مع الحفاظ على الهوية المعمارية للمدينة.
وتبحث حلقة العمل كيفية توظيف تقنيات البناء الحديثة، في تكوين شخصية وهوية معمارية مميزة لمدينة مسقط، تتسم برؤى جاذبة وخدماتية في آن معاً. بحيث يُتَجاوَز الأسلوب القديم وتُتَبنَّى الحداثة في العمارة، بما يحقق إيجاد شكل متناسب في الأبنية، يتلاءم مع طبيعة العصر الذي نعيش فيه، ويواكب متطلبات الحياة العصرية وروح الإبداع والابتكار مع الحفاظ على قيم العمارة الأصيلة الأمر الذي يحقق التوازن بين الحداثة ومتطلبات العصر، إضافة إلى تحقيق التوافق بين الشكل المعماري والبعد الثقافي والإرث الحضاري الذي تتميز به سلطنة عمان.
وناقشت الجلسة الأولى من حلقة العمل التحديات التي تواجه البيئة العمرانية في مسقط والعوامل المؤثرة عليها، وأثر التخطيط الحضري وممارسات التصميم الحضري على هوية المدينة. وقدمت الجلسة حالات عملية للواقع العمراني الراهن في مسقط. كما تحدث رئيس قسم تراخيص البناء في بلدية مسقط المهندس السيد هلال بن حمد البوسعيدي عن التحديات التي تواجه البلدية في تشكيل هوية معمارية مميزة لمسقط. إضافة إلى الحديث عن القوانين البلدية التي تحدد قوالب التصميم المعماري في مسقط وإمكانية تحديثها لتتواكب مع القواعد والمعايير المعمارية العالمية والتوجهات الحديثة في العمارة. كما استعرض بعض النماذج المعمارية لدراسة إمكانية تناسبها مع البيئة المعمارية في مسقط.

في السياق نفسه تحدث د. خلفان الشعيلي عن تاريخ التخطيط الحضري في مسقط، والتوجه نحو تخطيط حضري مستدام لمستقبل عمان واستعرض الاستراتيجيات وطرق التنفيذ لتحقيق ذلك، إذ تحدث في البداية عن التدرج التاريخي للتخطيط الحضاري لمدينة مسقط مع تحليل لأهم العوامل والمسائل التي صاحبت الاستراتيجيات التي اتُبعت في تلك المراحل، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه التخطيط الحضاري بشكل عام وفي السلطنة بشكل خاص، وأهمها يتعلق بتحديد معايير التخطيط وسياسات التنمية وغياب المشاركة الفعلية في هذا المجال، وغياب الرؤية الواضحة لحجم التوسع العمراني واتجاهات التخطيط الحضري. وانتهت الجلسة الأولى بنقاش مفتوح مع الحضور في عدد من المواضيع منها توضيح العوامل المحلية والعالمية التي تؤثر على الهوية المعمارية في مسقط وأثر اللوائح البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية والطبوغرافيا والمناخ والعولمة في تكوين الهوية المعمارية إلى جانب الحديث حول مشاريع البنية الأساسية والاستثمارات العامة والخاصة وغيرها من المواضيع ذات الصلة.

واستعرضت الجلسة النقاشية الثانية حالات عملية لمشاريع تنموية لبحث كيفية إسهام المبادئ التوجيهية الجديدة للبناء والعمارة في تشكيل هوية المدينة والتخطيط لمستقبل أفضل للعمارة بمسقط. وقد قدمت المهندسة أمل السبتية عرضاً مرئياً عن مشروع إعادة تأهيل مطرح تحدثت فيه عن أهداف المشروع الرامية إلى تطوير المدينة وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وخطوط شبكات البنية الأساسية وإبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة وإعادة تأهيل وتوزيع المنطقة السكنية والتجارية والمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة والحفاظ على المكانة التاريخية لسوق مطرح، والاستفادة من بعض المواقع وتحويلها إلى مزارات سياحية جاذبة للزوار.

كما قدم المدير التنفيذي لمشروع مدينة العرفان بشركة عمران المهندس سيف بن علي الهنائي عرضاً مرئياً للحديث عن مشروع مدينة العرفان كنموذج أولي للتنمية الحضرية الجديدة في مسقط. وأوضح أن المشروع يشمل إقامة مدينة متكاملة تمتد على مساحة 7.4 مليون متر مربع على مقربة من مطار مسقط الدولي صُممت وفق أعلى المعايير العالمية وتضم عدداً من الفنادق والمراكز التجارية والترفيهية. وروعي في تصميم المشروع الجمع بين تفاصيل المعمار العماني التقليدي والطابع الحضاري المعاصر.

وتضمنت الجلسة نقاشاً مفتوحاً عُرضت فيه العديد من القضايا حول الحلول المتعلقة بالتخطيط الحضري في مسقط والمسؤولية التي تترتب على الجهات المشاركـــة في صنع القرار للخروج بمفهوم الهوية المعمارية وفق رؤى معاصرة. وضرورة تغيير بعض المفاهيم والتصورات التقليدية وتبني أفكار حديثة تخدم مجال التخطيط لصنع هوية معمارية مميزة لمسقط.

واستكملت الجلسة الثالثة الحديث حول تشكيل الهوية للمدينة من خلال العمارة، فقد استعرض البروفيسور شومان من جامعة ليفربول أنماط العمارة التقليدية والفروق بين العمارة المحلية والعمارة الحديثة إلى جانب الحديث عن فنون العمارة المعاصرة، كما تحدث المهندس علي مانجيرا حول مدى مقدرة التراث المعمـــاري علـــى إلهام التصميم المعاصر. وقد انتهت الجلسة بنقاش مفتوح حول كيفية الاستفادة من عناصر التصميم والمواد والألوان لتكوين الهوية المعمارية لمسقط.

جانب من الحضور