مسقط -
ذكرت دراسة بعنوان «الوضع المستقبلي لمهنة الاستثمار» نشرها معهد المحللين الماليين المعتمدين أن صناعة الاستثمار أصبحت على مفترق طرق يهدد وجودها، وحذَّرَت قادة هذه الصناعة الذين يفشلون في تحويل نماذج أعمالهم التجارية من إمكانية تعريض مستقبل شركاتهم للخطر. ويوفر التقرير دليلاً لقادة إدارة الاستثمار للتكيّف مع أحدث المستجدات على ساحة صناعة الاستثمار العصرية، وجاء التقرير بالتزامن مع الحملة التوعوية السنوية العالمية «شهر منح الأولوية للمستثمرين»، وهي مبادرة سنوية منتظمة ينظمها معهد المحللين الماليين المعتمدين وتهدف إلى توعية وتوحيد جهود خبراء الاستثمار والخدمات المالية حول العالم للالتزام بمنح مصالح المستثمرين الأولوية على كل ما عداها من المصالح وتلبية احتياجاتهم في سائر أنحاء العالم.
سيناريوهات التخطيط
وتقدّم الدراسة سلسلة من سيناريوهات التخطيط المُشتقة من دمج التوجهات العملاقة المؤثرة على جميع الصناعات مع القوى الأخرى ذات الصلة بصناعة الاستثمار ويمكن استخدامها كأدوات للقادة في إدارة الاستثمار لتوجيه مستقبل أعمالهم وتحسين النتائج المنشودة للمستثمرين. وفي هذا السياق، قال الرئيس والرئيس التنفيذي وعضو معهد المحللين الماليين المعتمدين، بول سميث: «تمر صناعتنا بمنعطف مهم بحيث بات نجاحها أو فشلها في الميزان. وسيتخذ قادة هذه الصناعة خلال السنوات الـ 5- 10 المقبلة قرارات حاسمة لا تؤثر على شركاتهم فحسب، بل أيضاً على المشهد الكلي لمهنة الاستثمار كما نعرفها».
توجهات عملاقة
ومن بين التوجهات العملاقة التي تم تحديدها التقدم التكنولوجي، وإعادة تحديد أفضليات الزبون، وأوضاع الاقتصاد الكلي الجديدة، وأنظمة اللوائح التنظيمية المختلفة التي تعكس التغيّرات الجيوسياسية والتحولات الديموغرافية. ولا تعتبر السيناريوهات المطروحة توقعات بل تشمل الإمكانيات المتاحة مستقبلاً لصناعة الاستثمار.
المهارات القيادية ضرورية
حللت الدراسة أيضاً أهم المهارات المطلوبة للقيادة الفعالة في المستقبل. وبرغم وجود مزايا عالمية مشتركة اختلفت بعض المناطق في عملية تقييمها للمهارات الأكثر أهمية لنجاح القيادة، إذ أشار 61 % من الذين استطلعت آراؤهم من أمريكا الشمالية و61 % من أوروبا أن أكثر المهارات أهمية للرئيس التنفيذي مدير الأصول هي القدرة على بلورة رؤية واضحة ومقنعة للمؤسسة. ومن أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وإفريقيا اختار ما نسبته (42 % و40 %) على التوالي مهارات بناء العلاقات و(39 % و37 %) منهم إدارة الأزمات من أكثر المهارات أهمية لنجاح القيادة. وفي منطقة آسيا المحيط الهادي يرى 38 % من المشتركين في الدراسة أن اتخاذ القرارات الأخلاقية و40 % منهم أن مهارات بناء العلاقات مهمة للغاية لنجاح القيادة.
مهارات جديدة
من ناحيته قال المؤلف المشارك للتقرير ورئيس «المجلس الاستشاري لمستقبل التمويل» في معهد المحللين الماليين المعتمدين، روجر أروين: «أياً كان يخفيه المستقبل، سيحتاج القادة في صناعة الاستثمار إلى مهارات جديدة، كما سيحتاجون إلى تعيين موظفين وتطويرهم بما يتلاءم مع الأبعاد الجديدة. وستزداد أهمية المهارات الشخصية مثل الإبداع والتعاطف والتفاوض في الحالات المعقدة».
خريطة الطريق للنجاح
بهدف مساعدة القادة على اجتياز هذه التغيّرات بنجاح خلال بناء الثقة وزيادة المنافع للمجتمع، يحث معهد المحللين الماليين المعتمدين مالكي ومديري الأصول ووسطاء الاستثمار على التركيز على التحول المهني لتطوير التفكير والممارسات التي بدورها تؤدي إلى تطوير صناعة الاستثمار إلى وضع مهني أقرب إلى مهنة المحاماة أو حتى الطب. وكذلك التطبيق الائتماني لأن إتقان معنى الائتمان بطريقة تمكّن من تطبيقه بفعالية برغم وجود المقايضات والمنازعات المتأصلة.
تطوير قيادة عهد جديد
كما يجب التركيز على مهارات جديدة من أجل أوضاع جديدة لتطوير قيادة عهد جديد. إذ يشكل العثور على قيادة قادرة على بلورة رؤية مقنعة وغرس ثقافة أخلاقية أكبر التحديات التي تواجه الصناعة. إن تعزيز التنوّع يرتبط بتحسين معايير الأداء والثقافة. بالإضافة إلى معايير أقوى لاستعادة ثقة الصناعة وذلك لتحديد وتعزيز التأثير الثقافي والممارسات المتعلقة بالقيم والتكاليف. وابتكار نموذج ثقافة وأعمال يتناغم مع المصداقية والمهنية للحالات الحرجة المختلفة، بالإضافة إلى استخدام قائمة معهد المحللين الماليين المعتمدين المختصرة بكلمة ثقة «TRUST» والتي ترمز أحرفها إلى الشفافية والتدابير الواقعية، والقيم الموحدة، والاستدامة والمكافآت العادلة، والعلاقات التي اجتازت الاختبارات الزمنية.
التكيّف بسرعة
وأضاف سميث بقوله: «تبيّن هذه الدراسة بوضوح حاجة الشركات الاستثمارية الماسّة للتكيّف بسرعة أكبر مع الظروف الجديدة. ففي كثير من الحالات يتوجب على المؤسسات تبنّي إجراءات تغيير تحوّلي بينما ندخل في حقبة استثمارية عالمية جديدة. وبينما يمسك قادة الصناعة بزمام مستقبل مهنتنا بصفتهم القوة المحرِّكة لهذا التغيير، يجب عليهم إثبات أهدافهم وشغفهم بخدمة الآخرين، وأن يبرهنوا للمستثمرين قيمة ما يقدموه لهم، وتعزيز شعور المستثمرين بالثقة بمؤسسات الاستثمار».
أبرز نتائج الدراسة
أشارت آراء أكثر من 1.000 خبير إدارة استثمار، بمن فيهم أعضاء وحملة شهادات معهد المحللين الماليين المعتمدين، إلى حدوث تغيير كبير في جميع المجالات في المستقبل في غضون 5 - 10 سنوات مقبلة.
نماذج الأعمال التجارية
تواجه الضغوط
■توقــع 84% منهـم دمج واستحواذ صناعة الاستثمار.
■توقع 70% منهم مشاهدة زيادة في نسبة الأصول المستعملة في أدوات الاستثمار الساكنة.
■توقع 63% منهم أن تبقى نسب هوامش الربح في شركات إدارة الأصول ثابتة أو تعاقدية.
■توقع 57% منهم أن ينظر المستثمرون المؤسساتيون في تخفيض التكاليف عبر الاستعانة بمصادر داخلية لزيادة أنشطة إدارة الاستثمار.
الفرص المتاحة في المستقبل
■توقع 55 % منهم أن تتيح العولمة فرصاً جديدة لممتهني الاستثمار، بينما أشار 18 % إلى العولمة باعتبارها تهديداً.
■توقـع 49 % منهــم أن تـتـيح التكنولوجيا فرصاً جديدة لممتهني الاستثمار، بينما ينظر 23 % إلى التكنولوجيا باعتبارها تهديداً.
تغيير توجهات الاستثمار
■توقع 73% منهم أن تصبح العوامل البيئية والاجتماعية والحـــوكمـــة أكثر تأثيراً.
■توقع 70% منهم أن تصبح المراكز المالية في منطقة آســـيا والمحــيط الهادي أكثر تأثيراً.