مسقط - يوسف بن محمد البلوشي
يؤكد المدير العام التنفيذي لشركة النفط العمانية لتنمية الدقم هلال بن علي الخروصي أن الكفاءات العمانية قادرة على القيادة والــــــعمل في مشروع الدقم، مبيناً أن معــــظم التخصصات موجودة في السوق المحلية.
ويكشف الخروصي في تصريح خاص لـ»الشبيبة» أنه سيتم إيـــفاد بعض العاملين إلى المصافي المختـــلفة داخل السلطنة وخارجها ابتداء من العام المقبل وبالتعاون من الشركات التي ستفوز بإنشاءات مختلفة.
ويبين الخروصي أن مصفاة الدقم مهيئة لمعالجة مواد نفطــــية مختلفة سواء كانت من دول مجلس التعاون أو الدول المنتجة الأخرى، مشيراً إلى المنتجات المطلوبة في الأسواق العالمية هي التي ستحدد أنواع الخام التي سيتم معالجتها في المصفاة.
وعن تمويل مشروع مصفاة الدقم يؤكد أنه سيتم من جهات مختلفة منها مساهمات الشركاء والمؤسسات التمويلية المحلية والعالمية، مشيرا إلى أن جميع عقود البدء في العمل سيتم إسنادها خلال العام الجاري.
وأضاف الخروصي أنه من المتوقع الانتهاء من جميع مشاريع الخدمات المصاحبة للمصفاة كالخزانات النفطية والكهرباء والمياه في العام 2019 وتأتي بعدها جاهزية المصفاة للتشغيل.
وبين الخروصي أن المشروع سيوجد فرصاً كبيرة لمشاريع وصناعات مصاحبة للمصفاة كالصناعات البتروكيماوية مؤكداً أن الفرص ستكون متاحة للاستثمار المحلي والأجنبي.
رأس مركز
وحول مشروع الخزان النفطي برأس مركز قال الخروصي إن المشروع يحظى بأولوية كبيرة من حكومة السلطنة وشركة النفط العمانية الممثلة لها في المشروع، مشيراً إلى أن الاستثمار في المشروع ونقل النفط وتخزينه بها وإعادة تصديره يتمتع بالحوافز والإعفاءات الجمركية نفسها التي تتمتع به المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لكونه جزءاً منها.
وأضاف أن المشروع مصمم لتخزين النفط العماني وكذلك من المنتجين الآخرين في المنطقة ودول العالم، مؤكداً أنه تم التسويق للمشروع ووجود مؤشرات لاستـــــثمارات خليـــــجية لتصدير كميات من النفط عن طريق ميناء الدقم المطل على المحيط الهنــــــدي وبحر العرب والذي يـــــساعد المــــــخزنييـــن على توفير الكميات المطلوبة منهم للزبائن في أي وقت.
وكشف الخروصي أن الطاقة الاستيعابية للمشروع يمكن أن تزيد عن 200 مليون برميل عند إنهاء مراحل المشروع، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى التي سيتم افتتاحها في العام 2019 ستكون بطاقة استيعابية 7 ملايين برميل.
وأوضح الخروصي أن مشروع خزانات رأس مركز يشمل مد أنبوب نفط إلى مصفاة الدقم ومن المتوقع أن يتم قريبا مد أنابيب من مصادر النفط إلى رأس مركز، موضحاً أن المشروع مهيأ لاستقبال السفن الناقلة للنفط.
وجاء تصريح الخروصي على هامش افتتاح معرض ومؤتمر عُمان للتكرير والبتروكيماويات أمس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض والذي رعاه وزير الدولة ومحافظ ظفار معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي.
بدوره، أكد وكيل وزارة النفط والغاز سعادة م. سالم بن ناصر العوفي أن السلطنة تسعى إلى رفع مساهمة القيمة المحلية المضافة في قطاع النفط والغاز عبر الصناعات التحويلية المختلفة بما فيها صناعات المصافي البتروكيماوية.
واعتبر أن ذلك يتم عبر توطين المشاريع والصناعات وزيادة مساهمة الشباب العماني في هذه المشاريع وأخذهم الأدوار القيادية والفنية المطلوبة في التشغيل والإنشاءات إضافة إلى تعزيز وجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في بعض الأعمال المصاحبة.
وبين العوفي أن منطقة ميناء الدقم تمثل مستقبل الصناعات النفطية بالسلطنة عبر مشروع مصفاة الدقم والصناعات الــــــبتروكيماوية والخــــدمات المصاحبة لها وخزانات رأس مركز المرتبطة بمشروع المصفاة.
الاتفاقية مع الكويت
وأشار العوفي إلى أن توقيع الاتفاقية مع الشركاء الكويتيين في العاشر من هذا الشهر يعتبر الانطلاقة الحقيقية لأعمال مشروع مصفاة الدقم.
وبين العوفي أن السلطنة تسعى إلى الاستفادة قدر الإمكان من القيمة المضافة للنفط والغاز عبر مشاريع التكرير والصناعات التحويلية وتقليل التصدير من براميل النفط الخام، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي لمصفاتي صحار وميناء الفحل هو تزويد السوق المحلي بالوقود في حين أن الهدف الأساسي لمصفاة الدقم هو التصدير للخارج مع الأولوية للسوق المحلية إذا تطلب بعض المنتجات النفطية من مصفاة الدقم.
وأضاف العوفي أن مصفاتي صحار والدقم تستهلك حاليا 210 آلاف برميل يوميا ومع بداية التوسعة لمصفاة صحار سيرتفع الرقم إلى 280 - 300 ألف برميل يوميا إضافة إلى مساهمة السلطنة في مصفاة الدقم البالغة حوالي 80 ألف برميل يوميا في حين أن الكمية المتبقية تأتي من الشريك الكويتي، مشيراً إلى أن الخطة المستقبلية لقطاع النفط تعتمد تصفية معظم المنتجات النفطية داخل السلطنة لرفع القيمة المضافة.
وحول خبرات السلطنة في قطاعات النفط والغاز قال العوفي إن الخبرات التراكمية للسلطنة تزيد عن 50 سنة، حيث ستحتفل شركة نفط عمان خلال العام الجاري بمرور خمسين سنة على التصدير للنفط العماني مشيرا إلى أن الشباب العمانيين الموجودين في مختلف الشركات النفطية لديهم حصيلة عالية من الخبرات مبينا أن التوجه هو الاستفادة من هذه الخبرات في مشاريع بداخل السلطنة وخارجها.
وأوضح العوفي أن نظام التأسيس لشركة تنمية نفط عمان لا يسمح لها بالعمل خارج السلطنة وإنما تسخير جميع خبراتها في تعزيز الصناعة النفطية بالسلطنة ورفع الطاقة الإنتاجية مشيرا أنه لا مانع من قيامها بأعمال خارجية إذا ما استدعت المصلحة العامة ذلك وتم إقراره من مجلس إدارة الشركة.
مجمع لوى
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة أوربك م. أحمد بن صالح الجهضمي إن السلطنة تمكنت من الحصول على الجزء الأكبر من التمويل اللازم للاستثمار في مشروع مجمع لوى البلاستيكي والبالغ 6.4 بليون دولار، مشيرا إلى أن سمعة السلطنة ودراسة الجدوى وقدرات المشروع وخطته التسويقية كانت محفزة للبنوك العالمية لتمويل المشروع.
وبين الجهضمي أن المشروع عبارة عن استثمار عماني 100 % وذلك عبر شركة أوربك والتي أصبحت لديها خبرات جيدة لإنشاء وإدارة هذا المشروع الكبير والمشاريع المماثلة. وأفاد الجهضمي أن الأسواق العالمية جميعها ستكون محل تركيــــز واســـــتهداف من الـــــقائمين على المـــــشروع وخصوصا أسواق الصــــــين والهند وأوربا وأمريكا وأفريقيا.