مسقط - محمد البيباني
متغيرات عديدة تفرض نفسها على مستقبل تنظيم داعش ومدى قدرته على البقاء، من جهة يتعرض التنظيم الإرهابي لخسائر موجعة في معاقله الأساسية ونقاط انطلاقه وهو الأمر الذي قد يوحي بنهاية قريبة له، ومن ناحية أخرى تظل الفكرة التي قام على أساسها جاذبة لقطاع عريض من أعضاء التنظيم والمتعاطفين معه.
نعي داعش
افتتح الكاتب سيمون كوتي تقريره الذي نشر عبر الموقع الإلكتروني لمجلة «ذي أتلانتك» الأمريكية بقوله إنه من المبكر جدا كتابة نعي «داعش»، لكنه يبدو أن التنظيم سيفقد سيطرته على الموصل، وعاصمته الفعلية الرقة في سوريا، بنهاية العام الجاري.
ويختتم الكاتب الأكاديمي سيمون كوتي تقريره: «سيتنصل التاريخ بالتأكيد من تنظيم داعش كما سبق وتنصل بشكل حاسم من التجربة المثالية للشيوعية السوفييتية، لكن الفكرة ستبقى رغم ارتباطها المشوه بداعش. وعلى غرار ما يردده الشيوعيون غير النادمين على رؤيتهم المثالية لمجتمع غير طبقي، فإن أنصار داعش في عصرنا يمكنهم أن يقولوا إن أفكاره لم تفشل، فهي لم تُختبر من الأساس».
«انتصار حتمي»
ويقول كوتي إنه بالنسبة إلى مقاتلين كثيرين في التنظيم، خصوصا هؤلاء الذين يرتبط جوهر هويتهم بشكل وثيق بداعش فإنهم لن يسخطوا على التنظيم أو الأيديولوجيات المماثلة له، فبالنسبة لهم فإن داعش سيبقى هو الأمر الإلهي الحقيقي الذي تعتبر نكساته مسألة مؤقتة، وانتصاره في النهاية حتمي.
ويشير كوتي إلى أن هناك بعض الدلائل التي ترجح أن الكثير من المقاتلين السابقين في داعش أصبحوا منشقين فقط، ولكنهم ما زالوا مرتبطين به أيديولوجيا.
ومما يؤيد وجهة النظر تلك أنه وبحسب السلطات الألمانية فإن 48% من المقاتلين الألمان في صفوف «داعش» و«القاعدة»، الذين عادوا من العراق وسوريا (وعددهم الكلي 274)، ما زالوا يعتنقون الفكر الجهادي.
المتعاطفون.. قضية أخرى
قضت محكمة بريطانية بسجن امرأة 21 شهرا مع وقف التنفيذ، بعد أن أعادت نشر مقطع صوتي منسوب لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، على حسابها في تويتر، وفق ما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» أمس الأول الأحد.
وألقت الشرطة القبض على ماري كايا (57 عاما) بمنطقة باتلي في مدينة ليدز، إثر مراقبة حسابها في تويتر، وذلك بعد ساعات من اعتقال زوجها أيضا في إطار حملة لمكافحة الإرهاب.
وستخضع كايا للمراقبة من السلطات في المدينة لمدة سنتين، وسيحظر عليها التجول من الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة السابعة مساء لمدة أربعة أشهر.
ومنذ أيام عدة فائتة ذكرت صحيفة بيلد الشعبية الألمانية، أن محكمة الاستئناف في مدينة فرانكفورت الألمانية، قضت بالحبس لمدة 19 شهرا على رجل سوري الجنسية، لإدانته بالتعاطف مع تنظيم داعش.
وعلقت قاضية المحكمة، على حكم الحبس قائلة: “إن صدور حكم الحبس مع إيقاف التنفيذ لم يكن ممكنا بسبب انعدام الأمل في عدول المتهم عن مواقفه، وأمسى الحكم واجب النفاذ”. وأوضحت الصحيفة الألمانية، أن الرجل الذي يبلغ من العمر 27 عاما، واسمه كمال ن. و هو سوري، قد تم القبض عليه داخل قاعة المحكمة، عندما رفض الوقوف عند دخول هيئة المحكمة إلى القاعة، ووصف القضاة “بالمشركين”، الأمر الذي عرضه لغرامتين لمخالفته نظام المحكمة.
مجرد الرغبة.. تهمة
في فبراير الفائت أصدرت محكمة أمريكية حكما بالسجن 8 أعوام ضد مواطن أمريكي بتهمة إبداء الرغبة في تقديم العون لتنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت شبكة (ايه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية أن المتهم حارس قمر (26 عاما) ويقيم بولاية فرجينيا الأمريكية أبدى استعداده للقيام بمهمة قطع رؤوس أعداء لحساب تنظيم داعش، حيث اعترف أمام المحكمة بعدم التعاطف مع ضحايا حادث الاعتداء على صحيفة (شارل إبدو) الفرنسية الساخرة العام 2015، واصفا إياهم بأنهم «يدفعون ثمن ما اقترفت يداهم». وفي أكتوبر الفائت اعتقلت الشرطة الإيطالية شخصا يشتبه في أنه متعاطف مع تنظيم “داعش” الإرهابي وعثرت بحوزته على مجموعة أسلحة.
وأفادت وزارة الداخلية الإيطالية في بيان نقلته وكالة فرانس برس أن “الموقوف اعتقل في منطقة كاستيلو دي شيسترنا في مدينة نابولي بعد أن رصد محققون يراقبون الإنترنت على صفحته على فيسبوك تسجيل فيديو لإرهابيي تنظيم “داعش” وهم يقطعون رأس ضحية”.