القاهرة - ش:
في الستينيات من القرن الفائت، وبلهجةٍ حادة نوعاً ما، وقف الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، وسط حضور جماهيري حاشد، ليقول: «اللى مش عاجبه سياستنا يشرب من البحر، ولو البحر الأبيض خلص، يشرب من البحر الأحمر، فلا يمكن أن نبيع استقلالنا بملايين المعونة". كانت كلمات «عبدالناصر» بمثابة إعلان لقطع العلاقات المصرية الأمريكية، وبالتالى لم تطأ قدمه أرض الولايات المتحدة بعد أن رفض وصايتها عليه فى حكمه، واقتصرت الزيارات على مستوى وزراء الخارجية فقط.
صحيفة "المصري اليوم" المصرية ترصُد تاريخ زيارات روؤساء مصر لأمريكا، من بعد قطيعة «عبدالناصر» إلى زيارة «السيسي».
فى عهد الرئيس المصري الراحل، أنور السادات، عادت المياة لمجاريها -كمّا يقول المصريون- فقد زار السادات أمريكا، عدة مرات، جاءت أولها بتاريخ أكتوبر 1975، أيّ أعقاب حرب أكتوبر 1973؛ بحثاً عن تطورات العلاقات بين البلدين، وأملاً في إمداد مصر بالأسلحة الأمريكية فيما بعد.
وفي نوفمبر 1975، ألقى «السادات» خطاباً أمام الكونجرس الأمريكي، حول الأزمة في الشرق الأوسط، وفي 1977 بدأت المباحثات بين السادات والرئيس الأمريكي جيمي كارتر في واشنطن. وفي 1978 ذهب «السادات» إلى الولايات المتحدة بحثًا عن السلام، وللمطالبة باسترداد الأرض، ووقع إثر ذلك اتفاقية السلام الشهيرة بـ"كامب ديفيد" بحضور كل من كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن.
في سنة 1981 تولى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ولمدة 30 عاماً حكم مصر، واعتاد أن يزور الولايات المتحدة سنوياً، الأمر الذى تراجع في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
كما اعتاد مبارك أن يزور مزرعة الرئيس بوش في ولاية تكساس -بحسب ما نقلته صحيفة الأهرام- والتى قيل إنها شهدت سجالاً حاداً بين الطرفين حول التطور الديمقراطي فى مصر، خاصةً فيما يتعلق بملف الانتخابات وقضايا حقوق الإنسان.
وفي أواخر عهد مبارك، ذهب إلى الولايات المتحدة مرتين، الأولى كانت في أغسطس 2009، أما الثانية فجاءت في سبتمبر 2010، ضمن المحادثات التى استضافها البيت الأبيض لحل القضية الفلسطينية.