«باموكالي» لؤلؤة تركيا.. مدينة الأساطير والظواهر الطبيعية

مزاج الاثنين ٠٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
«باموكالي» لؤلؤة تركيا..

مدينة الأساطير والظواهر الطبيعية

مسقط - خالد عرابي

تقع «باموكالي» على بعد 19 كم شمال مدينة «دينزلي» جنوب غرب تركيا، وهي واحدة من وجهات السفر الاستثنائية نظرا للظواهر الطبيعية الفريدة التي تتمتع بها وأبرزها المياه الدافئة المليئة بالمعادن والمتدفقة من الينابيع، والمتكونة من مدرجات بيضاء اللون فيها برك صغيرة تسحر العيون بجمالها. وتغطي المنطقة أيضا مناظر جميلة وتاريخية من أساطير الخيال والتي تجعل من زيارة باموكالي تجربة فريدة بالفعل. وتضم مجموعة من الحمامات الساخنة الطبيعية التي تحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم الذي شكل عبر الزمن مجموعة من التشكيلات الصخرية الطبيعية تشبه جبال الجليد مما جعل لهذه المنطقة سحرا خاصا.

خبير السياحة والسفر محمد عبد السميع حدثنا عنها فقال: باموكالي معناها في التركية «قلعة القطن»، وتعد من أجمل الأماكن الموجودة في العالم التي تحتوي على أجمل المناظر الطبيعية وتوصف تلك المنطقة بأنها لؤلؤة تركيا وواحدة من المناطق التي بها أجمل المناظر الطبيعية في العالم.
وأضاف: تحظى هذه المنطقة الآن باهتمام كبير من قبل السياح، إذ يتدفق إليها السياح من كل صوب وحدب سعيا للحصول على قوى الشفاء من الينابيع الساخنة وبرك السباحة الضحلة. ويطلق على هذا المنظر الطبيعي الأسطوري مع المدرجات البيضاء اللون اسم «الترافرتين»، وهي صخور رسوبية متكونة منذ ملايين السنين حول الينابيع الحارة من مياهها المتصاعدة المحملة بالمعادن. ويبلغ ارتفاع أعلى مدرج من مدرجات الصخور الرسوبية 20 مترا من المنحدرات العالية والشلالات المتدفقة إلى برك كالكريستال النقي بدرجة حرارة تبلغ 35.
وأشار عبد السميع إلى أن باموكالي تعد منتجعا صحيا طبيعيا، إذ يوجد فيها 15 ينبوعا حارا بدرجة حرارة تتراوح بين 35 إلى 100، وتعد مياهها مفيدة للبشرة والعيون وتساعد على الاسترخاء لمن يعاني من ارتفاع ضغط الدم فضلا عن التعافي من العلاج الطبي. ويقال إنها مفيدة لمن يعاني من حصى الكلى، والناجين من السكتات الدماغية، والإرهاق البدني، والدورة الدموية وغيرها من الاضطرابات المزمنة واضطرابات التغذية. ووصف بعض من زاروا المنطقة تلك المياه أنها تقدم علاجا للربو والروماتزم.

أهمية تاريخية وأثرية

وقال عبد السميع إن تلك المنطقة لا تتميز بأنها منتجع سياحي وصحي فحسب، بل تحظى بأهمية تاريخية وأثرية، فقد سكن الرومان والإغريق باموكالي وما حولها منذ القرن الرابع قبل الميلاد. إذ تأسست المدينة الإغريقية الرومانية القديمة «هيرابوليس» على جبل فوق قرية باموكالي، ويرجع معنى هيرابوليس إلى «المدينة المقدسة» نظرا لأهميتها الدينية. ويمكن رؤية المدينة بوضوح من مدينة دنيزلي التي تبعد مسافة 20 كم عن الجانب الآخر من الوادي. أما فيما يتعلق ببناء هيرابوليس، فقد استخدمت قوالب الصخور الرسوبية لبنائها من قبل الرومان والإغريق الذين أنشأوا مباني وهياكل مميزة، وبالسير داخل هيرابوليس من خلال مدخلها التذكاري الذي يحيط به برجين مربعين، ستشهد على الفور عظمة هذا الموقع. حيث المسارح والمعابد والمقابر القديمة التي تعكس ثقافة المدينة وتراثها الفني.وأضاف: يعتقد أن بناء المسرح تم منذ 60 عاما بعد الميلاد وقد تم ترميم قاعاته مرات عدة، من خلال استبدال مقاعد الحجر الجيري بالرخام وبناء أسوار عالية وأعمدة جميلة ملتفة وتماثيل دينية في جميع أنحاء الموقع. فضلا عن معبد أبولو، الواقع مقابل المسرح والذي يعد مثالا آخر على الثقافة والهندسة المعمارية الرومانية، إذ بُني المعبد من أعمدة رخامية من الطراز الدوري. وكذلك الحال مع معبد «دلفي»، وكان يعتقد حينها أنه المكان الذي التقى فيه أبولو مع سيبيل. وكانت كل من هيرابوليس وباموكالي خالية من السكان في القرن السابع. وأشار إلى أنه في العام 1988، تم إدراج هيرابوليس وباموكالي ضمن مواقع التراث العالمي والتي أصبحت اليوم واحدة من المواقع السياحية الجاذبة للسياح المحليين والأجانب، ويعد موقع باموكالي، وبدعم من السلطات المحلية التي جعلت منه مركز صحيا، واحدا من أكثر المناطق السياحية استقطابا للسياح في تركيا. وبالنسبة لدخول المدرجات فقد أصبح ذلك محدودا في وقتنا الحالي بهدف حماية البيئة الطبيعية الحساسة.