بلا ضجيج أو بهرجة

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٣/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٥ ص
بلا ضجيج أو بهرجة

خميس البلوشي
amrad77@hotmail.com

لأول مرة منذ سنوات ليست بالقليلة يمر اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد العُماني لكرة القدم الذي عُقد السبت قبل الفائت بكل سهولة ويسر وبدون ضجيج أو تصريحات مثيرة، فقد بدأ وانتهى بكل سلاسة وبلا تكلف وبلا أصوات مرتفعة، وكانت الحوارات متباينة وصريحة لكنها مفيدة، ولأول مرة لم أتابع بيانات لاحقة تصدر من الجهة المنظمة لتعطي تفاصيل ما حدث بل تُرك المجال لوسائل الإعلام لتغطي المناسبة بمنظورها وبالواقع الذي عاشته. لا تحتاج اجتماعات الجمعيات العمومية للإثارة المفتعلة قبل أو بعد حدوثها فالجميع يعرف أدواره ومن يثق في نفسه يستطيع أن يواجه جميع الآراء بردود شافية وكلمات لا تقبل التأويل. لن أتحدث عمَّا دار في الجمعية الأخيرة في الترتيب والأولى في عمر المجلس الحالي لاتحاد الكرة لأنها مرت بكل وئام وراحة بال ولأنها وضعت النقاط على الحروف وشيدت أساساً جديداً في فن التعامل يشترك فيه الجميع ولا يتركز على فكر واحد أو وجهة نظر واحدة. لا أطرح هذا الكلام من منطق المقارنات بين الأشخاص وطبيعة شخصياتهم لأن الاختلاف من طبيعة البشر، والرجال بأفعالهم يُعرَفون ولكن فقط من منطق المرحلة الكروية الجديدة التي نعيشها وطبيعة التفكير الذي نلمسه والعمل الذي نراه. نعم، نريد من الجمعيات العمومية لجميع الاتحادات الرياضية بدون استثناء أن تقوم بدورها وتستخدم صلاحياتها في التوجيه والمراقبة والمحاسبة ووضع الحلول لكي تمضي المسيرة بكل ثقة، ولكن في المقابل نطمح دائماً لحوارات هادفة وآراء حقيقية صادقة ونفوس لا تنظر لتراكمات الأمس أو للحسابات والمصالح الشخصية، فالعمل أكبر من اجتماع يستغرق ساعات عدة وأكبر من تغليب مصلحة طرف على حساب الطرف الآخر. ما لفت نظري أكثر في الاجتماع الأخير للجمعية العامة لاتحاد كرة القدم أنه تخلى عن كل أنواع البهرجة والترف المبالغ فيه، فلم نشاهد تلك المنصات الكبيرة والفخمة والمتدرجة في ارتفاعاتها الخاصة بأعضاء المجلس وبقية الاختصاصيين، ولم نشاهد تلك اللوحات الضخمة في واجهة الاجتماع، فقد جلس الجميع -أكرر الجميع- على كراسي في مستوى واحد ولم يقلل ذلك من قيمة أي شخص حاضر، واللافت للنظر أكثر أننا لم نشاهد تلك الباقات الكبيرة من الورود بمختلف ألوانها وأشكالها على طاولات المجتمعين وهذا أمر محمود، وإذا كان ذلك من باب ترشيد الإنفاق فهو يستحق الذكر والإشادة فالأحوال المالية لاتحاد الكرة يعلمها الجميع والمديونية تقارب الثلاثة ملايين ريال، وإن كان من باب قناعة المنظمين بأنها أمور لا تُقدّم ولا تؤخر وليست بالضرورية فهي قناعة في محلها ويجب ألا تتبدل مستقبلاً لأن علينا اليوم أن نتجاوز موضوع باقات الورود الملونة والمنصات المتدرجة إلى نتائج عملية تخدم منظومة كرة القدم العمانية وإلى مسارات أخرى تفتح لنا أبواب النجاح للمستقبل الجميل الذي تطمح إليه جميع الأطراف، وعلى اتحاد الكرة الآن أن يفكر في تعميق هذه الصِّلة مع الجمعية العمومية وتقويتها لأن نجاح عمل الاتحاد من نجاح الجمعية المشرفة عليه، ويكون هذا النجاح انعكاساً لما يحدث من متابعة وتقييم من الجمعية التي عليها أن تبرهن للآخرين أن القادم هو مسؤولية مشتركة وأن كرتنا العمانية تحتاج إلى شراكة حقيقية وعمل منظم وطرف أصيل يستمع إلى الآراء كافة.