الاحتفال في العامرات بتدشين لوحة مدار السرطان

العامرات - عبد الله بن خلفان الرحبي

احتفلت الجمعية الفلكية العمانية بتدشين اللوحة الدالة على موقع مرور مدار السرطان بالعامرات وذلك برعاية والي العامرات سعادة الشيخ يحيى بن سليمان الندابي وبحضور رئيس الجمعية الفلكية العمانية د.صالح بن سعيد الشيذاني وأعضاء المجلس البلدي وعدد من أعيان المنطقة، كما حضر عدد من تلاميذ مدرسة سعيد بن ناصر الكندي.

بدأ الحفل بإزاحة الستار عن لوحة مدار السرطان الواقعة بمنطقة العتكية بالعامرات، وألقى رئيس الجمعية الفلكية العمانية د.صالح الشيذاني كلمة بهذه المناسبة شكر فيها الحضور الكريم وجميع من ساهم في هذا المشروع البسيط في حجمه المادي، الكبير في معانيه ودلالاته.

وتحدث د.صالح عن أهمية الموقع كونه يمثل خط عبور مدار السرطان الذي تتعامد فيه الشمس يوم الانقلاب الصيفي وهو أقصى خط عرض شمالاً تتعامد فيه الشمس وقت الظهيرة عندما تكون الشمس في كبد السماء. وقد سمي قبل ألفي سنة بمدار السرطان كون الشمس كانت ببرج السرطان وقت الانقلاب الصيفي، وبسبب الحركة التأرجحية للأرض حالياً الشمس تكون ببرج الثور وستعود بإذن الله تعالى لبرج السرطان بعد قرابة 24 ألف سنة. وأضاف د.صالح أن هذه اللوحة تعدُّ ذات فائدة علمية كونها تعرف بالانقلاب الصيفي وتشد انتباه أفراد المجتمع والمسافرين حول الدوائر الجغرافية للأرض وارتباطها بمحور دوران الأرض وكيفية قياس ارتفاع الأجرام السماوية. بالإضافة إلى ذلك بيّن د.صالح جانب الجذب السياحي في استغلال المواقع المميزة في السلطنة وكيفية ترويجها بشكل إيجابي. بعد ذلك، قدم عضو الجمعية الفلكية العمانية المهندس محمد بن نبهان البطاشي تفصيلاً حول الموقع وأن المدار يعبر من منطقة السيفة إلى العتكية ثم جنوب جبال بوشر إلى فنجاء ووادي المعاول والرستاق وعبري.
كما أفاد أن الإحداثية المشهورة 23.5 تعدُّ قديمة لسنوات مضت وأن القياسات الحالية تقع على 23.4 درجة (وهو نفس ميلان محور الأرض) وأن هذه التغير يحدث بشكل بطيء وسنوي بحيث يتحرك المدار باتجاه الجنوب حوالي 13 متراً في السنة بسبب ظاهرة تأرجح الأرض. هذه الظاهرة تسبب تحرك موقع القطب الشمالي عن نجم الجاه ثم تعود إليه في دورة طويلة تستمر 26 ألف سنة.
كما نفى المهندس محمد بن نبهان البطاشي الشائعة التي تذكر بأن الأراضي الواقعة على مدار السرطان تكون أسخن من غيرها إذ إن المناخ مرتبط بعوامل عديدة مثل الارتفاع عن سطح البحر ومستوى الرطوبة وهبوب الرياح والقرب من المصادر المائية والغابات ودلل على ذلك بكون محافظة ظفار تعيش جواً بارداً فترة تعامد الشمس عليها فيما يسمى بفصل الخريف.