مسقط - سعيد الهاشمي
أكد الاستشاري الأول لأمراض القلب والشرايين ونائب رئيس الجمعية العمانية لطب القلب د. سعيد بن محمد الهنائي أن أمراض القلب والشرايين تعدُّ المسبب الرئيسي للوفيات على مستوى العالم، وعلى مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وقال الهنائي: قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناجمة عن الذبحة الصدرية الحادة والسكتة الدماغية بستة ملايين ومائتي ألف حالة، كما أن تقديرات منظمة الصحة العالمية لأسباب الوفيات الناتجة عن الأمراض غير المعدية في دول الخليج العربي تشير إلى أن نصف هذه الوفيات ناتج عن أمراض القلب والشرايين، كما أن الدراسات المسحية التي قامت بها جمعية القلب الخليجية تشير إلى أن الذبحة الصدرية الحادة أكثر حدوثا لدى الذكور، وكما أن ارتفاع ضغط الدم والإصابة بمرض السكري وفرط الدهون والتدخين والبدانة تكون مصاحبة بدرجة كبيرة لدى هؤلاء المرضى.
السلوكيات الخاطئة التي
تؤدي إلى أمراض القلب
وحول سؤال «الشبيبة» عن السلوكيات التي تؤدي إلى التسبب بأمراض القلب أوضح الهنائي أن أي سلوك خاطئ سواء لأمراض القلب أو غيرها من الأمراض يبدأ منذ الطفولة، ومن أهم هذه السلوكيات الخاطئة اتباع سلوك غذائي غير صحي، ومثال على ذلك الاعتماد على تناول وجبات المطاعم السريعة، والتي عادة ما تكون مشبعة بالأملاح والدهون الحيوانية الضارة، والتي بدورها تؤدي إلى ازدياد نسبة البدانة لدى أفراد المجتمع منذ الصغر، وبطبيعة الحال هذا سيؤدي إلى الإصابة بالعوامل المرتبطة بأمراض القلب والشرايين، كارتفاع ضغط الدم وتفشي مرض السكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم، وهذه العوامل منفردة أو مجتمعة إذا ما تركت دون أخذ الاحتياطات اللازمة سينتج عنها الإصابة بأمراض الشرايين بصفة عامة والشرايين التاجية بصفة خاصة، وأيضا العزوف عن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، والجلوس لساعات طويلة سواء لمشاهدة التلفاز أو وسائل الترفيه الأخرى له نفس الأثر في الإصابة بأمراض القلب، ولا ننسى خطورة التدخين والتي تفشت في الآونة الأخيرة بدرجة مخيفة لدى أفراد المجتمع عامة، وفئة الشباب خاصة، فمن الملاحظ أن إقدام فئة الشباب من الجنسين على التدخين أصبح ظاهرا للعيان سواء ذلك بتدخين التبغ أو الشيشة، مضيفا أنه يجب التنويه لخطر تعاطي الشيشة، حيث ساد اعتقاد لدى الكثيرين أن تدخين الشيشة أقل ضررا من السيجارة، وقد تبين خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من الشيشة إذ تبين أنه يحتوي على نفس المواد الضارة والمسرطنة الموجودة في دخان السجائر، كما أثبتت الدراسات أن تدخين الشيشة له مضار لا حصر لها منها على سبيل المثال الإدمان، والإصابة بأمراض الرئتين كانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الرؤية المزمن، وهذا المرض يحد من قدرة الإنسان على بذل أي جهد كلما تفاقم، إضافة على ذلك يؤدي إلى حدوث سرطانات الرئة والفم والمريء والمعدة كما أنه يؤدي إلى ارتفاع نسبة أول أكسيد الكربون في الدم، وكذلك علاقتها الوثيقة بأمراض الشرايين، فتعتبر الشيشة أكثر خطرا من السجائر، حيث إن زجاجة الشيشة يتجمع بها قدر كبير من الدخان مما يجعل المدخن كما لو أنه يستنشق علبة سجائر كاملة أو أكثر في وقت واحد.
وحول طموح الجمعية العمانية لطب القلب بيّن نائب رئيس الجمعية أن طموح الجمعية هو إجراء مسوحات وبحوث طبية داخل السلطنة وبالتعاون مع مراكز دولية متخصصة في البحث العلمي والطبي، والتي من شأنها توفير المعلومة الدقيقة للعاملين في الحقل الطبي داخل السلطنة تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية وكيفية التعامل معها، وتقليل الإصابة بها.
وحول جهود الجمعية العمانية لطب القلب في الحد من الإصابة بأمراض القلب قال د. سعيد الهنائي: إن جهود الجمعية العمانية لطب القلب ينقسم إلى قسمين: الأول يعنى بإثراء المعرفة العلمية لدى الأطباء بشكل عام، وأطباء القلب بشكل خاص، إضافة إلى العاملين في حقل الرعاية الصحية لمرضى القلب، حيث تقوم الجمعية العمانية لطب القلب بالبرامج المنتظمة للتدريب على عملية الإنعاش القلبي والرئوي بصورة منتظمة، وقد زاد عدد المستفيدين من هذه البرامج عن 2000 شخص، ينتمون إلى أكثر من 250 مؤسسة صحية من جميع أنحاء السلطنة ما يؤدي إلى كفاءة الكادر الطبي في التعامل مع الحالات الطارئة للتقليل من حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالذبحة الصدرية أو توقف القلب، وقد حصلت الجمعية على اعتماد من جمعية القلب الأمريكية كمركز دولي متخصص في التدريب على التعامل مع هذه الحالات، كما أن من الأنشطة المهمة التي تقوم بها الجمعية للارتقاء بالكادر الطبي تنظيم مؤتمرات علمية متخصصة وندوات طبية على المستويين المحلي والدولي.
وأضاف الهنائي أن ثاني الأنشطة التي تقوم بها الجمعية هي في مجال توعية المواطنين والمقيمين بأعراض أمراض القلب والعوامل التي تؤدي إلى الإصابة بها، ومنها عمل أنشطة توعوية في المجمعات التجارية، والمشاركة في المعارض الطبية.