10 ملفات على طاولة السيسي وترامب

الحدث الأحد ٠٢/أبريل/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
10 ملفات على طاولة السيسي وترامب

القاهرة - خالد البحيري

خمسة أيام يقضيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في العاصمة الأمريكية واشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت أمس السبت وتنتهي الأربعاء المقبل، يبدأها الضيف اليوم الأحد بعدة لقاءات مع رجال أعمال وعسكريين ودبلوماسيين، في حين يتأهب البيت الأبيض للقمة الثانية غداً الاثنين، بحسب ما أُعلن رسمياً.

ويحمل السيسي في حوزته نحو 10 ملفات مهمة تخص العلاقات الثنائية بين البلدين، والوضع في منطقة الشرق الأوسط، وهي: المعونة الأمريكية والتبادل الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء، وجماعة الإخوان المسلمين، والقضية الفلسطينية، والتعاطي مع إيران، وسوريا واليمن والعراق وليبيا.
ويتوقع، بحسب مراقبين، أن تتطابق وجهات النظر حيال الكثير منها، وأن تعقب القمة خطوات عملية لتنفيذ مخرجات اللقاء وإحلالها على أرض الواقع.

تعاون اقتصادي

الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير جمال بيومي قال لـ»الشبيبة»: إن سياسة أمريكية جديدة حيال منطقة الشرق الأوسط تتشكل بسرعة كبيرة، وقد استوعبت القيادة المصرية هذه المتغيّرات مبكراً، وبدأت في التفاعل معها، وهو الأمر الذي أثمر لقاءً مبكراً بين الرئيس السيسي ودونالد ترامب، من المنتظر أن يشهد نقلة في المشهد الاقتصادي، بعدما أطلقت مصر سلسلة من الإصلاحات الجريئة وخاضت مفاوضات ناجحة أثمرت عن قرض من صندوق النقد الدولي بـ12 بليون دولار، وبالتالي أصبح الانتقال من مرحلة تلقي المعونات من الإدارة الأمريكية إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية أمراً ممكناً.
وأضاف: الولايات المتحدة من أهم الشركـــاء التجارييـــن الرئيسييـــن في مصر، إذ بلغ حجـــم التبادل التجاري بين البلدين 5 بلايين دولار خلال العام 2016، وبلغت الاستثمارات الأمريكية المباشرة إلى مصر 2.3 بليون دولار، وهو ما يمثل 32% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا.

مكافحة الإرهاب

وعلى المستوى السياسي، وبحسب رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب المصري السفير محمد العرابي، فإن ملفات عدة تلتقي فيها الرؤى المصرية مع نظيرتها الأمريكية، وعلى رأسها ضرورة مكافحة الإرهاب، وتعتمد واشنطن على القاهرة بشكل كبير في هذا الملف بما لها من خبرة عالية في ذلك، وتجربة ناجحة خلال التسعينيات من القرن الفائت.
وقال: تحقق مصر يومياً إنجازاً في ملف مكافحة الإرهاب في سيناء، وتقل وتيرة العمليات التخريبية، وهو أمر حيوي بالنسبة لمصر وأمريكا فالجميع من مصلحته أن تظل هذه البقعة من الأرض هادئة تنعم بالأمان والاستقرار، بما يعود بالنفع على مصر وجيرانها.
وتوقع أن تقدِّم واشنطن مزيداً من الدعم لمصر في هذا الملف على وجه الخصوص سواء بالمعدات أو الدعم الاستخباراتي واللوجستي، لتجفيف منابع الإرهاب والقضاء على روافده من داخل مصر وخارجها.

الإخوان المسلمون

وألمح العرابي إلى أن ملف جماعة الإخوان المسلمين ورؤية مصر في التعاطي معها في الوقت الراهن سيكون حاضراً على طاولة المفاوضات بخاصة أن الرئيس ترامب كان قد وعد بتصنيفها جماعة إرهابية، وستشرح مصر وجهة نظرها بمنتهى الوضوح، بما في ذلك الخطر الذي يمثله التنظيم الدولي للجماعة على الأمن والاستقرار في بلدان العالم المختلفة ومنها الولايات المتحدة.
وتابع: حققت الدبلوماسية المصرية اختراقات مهمة وناجحة في الكثير من الملفات الإقليمية ذات الصلة ومنها ملفات ليبيا واليمن وسوريا والعراق، وسيكون هناك حديث مفصّل عن كيفية الخروج من هذه المرحلة المتوترة، بما يضمن سلامة ووحدة الأراضي العربية، وإعادة بناء قدرات الدول بشكل عاجل وإطلاق عملية تنمية شاملة بدلاً من الدمار والخراب واللاجئين والمهجرين الذي يتوافدون من مناطق الصراع يومياً على دول الجوار وكذلك أوروبا وأمريكا.
وأكد أن مصر ستكون مهتمة لسماع وجهة نظر ترامب في التعاطـــي مع الملف الإيراني ولعل هذا الملف بالتحديد هو الأكثر أهمية وخطورة وقد أخذ حيزاً من المناقشات والتوصيات في القمة العربية التي عُقدت نهاية شهر مارس في البحر الميت بالأردن، وبالتالي هناك مطلب عربي جماعي وليس مصرياً فقط لتنسيق المواقف والرؤى مع القوى الدولية في التعاطي مع هذا الملف.
واختتم تصريحاته لـ«الشبيبة» بالقول: لا يمكن غض الطرف عن دور مصر في الملف الفلسطيني والجهود البناءة التي تبذل من أجل تحريك المياه الراكدة والبدء في عملية سلام حقيقية مبنية على أساس حل الدولتين، وبالتالي ستكون هناك محادثات معمّقة من أجل الدفع باتجاه ذلك، وأعتقد أنه كان هناك توافق عربي في قمة البحر الميت بالأردن حول هذا الملف، يمكن البناء عليه خلال محادثات السيسي- ترامب غداً الاثنين.