مسقط -
أصيب سودير كومار- الرجل الهندي البالغ من العمر 60 عاماً- بحادث سيارة في شهر أكتوبر من العام الفائت مما أدى لإصابات بليغة في رأسه، ونُقل مباشرة إلى مستشفى السلطان قابوس الجامعي إذ تم وضع أجهزة التنفس الصناعي عليه وكشفت الأشعة المقطعية التي أُجريت له بعد نقله بأنه أصيب بجلطات دم في الدماغ وأجريت له جراحة طارئة لتخفيف الضغط الزائد بما في ذلك إزالة جزء من الجمجمة بعد إبلاغ ابنه الذي أتى من الهند. وللسيطرة على حالته الصحية، تم وضع أنبوب تغذية وقسطرة بولية له وتم وضعه تحت العناية المركزة لبضعة أيام ومن ثم نقله إلى جناح الإقامة خلال فترة إقامته المتبقية إذ تم إجراء فتحة له في القصبة الهوائية وذلك لمساعدته على التنفس. وأصيب سودير بالتهابات في الرئة والدماغ وتمت السيطرة عليها عبر استخدام المضادات الحيوية اللازمة.
وبسبب شدة الإصابة التي أصيب بها لم يستطع دماغ سودير استعادة وظيفته العصبية بالكامل ورغم تحسن تنفسه وإزالة أجهزة التنفس الصناعي من عليه إلا أنه لم يستطع التجاوب مع الأوامر الشفهية نهائياً وكانت حركته شبه غير موجودة في ثلاثة من أطراف جسمه الأربعة. وتم اتخاذ القرار بنقل سودير إلى مومباي؛ وذلك لسوء وضعه العصبي واحتياجه إلى الرعاية المستمرة وإعادة التأهيل.
تم التواصل مع مستشفى كيمز عُمان للتسهيل، علماً أن المستشفى قد أجرى عدة عمليات نقل مماثلة لهذه الحالة بنجاح إلى الهند وألمانيا وتايلاند. وقام فريق من مستشفى كيمز عُمان بتقييم ودراسة حالة سودير لأخذ جميع الاحتياطات والاحترازات أثناء عماية النقل إذ تم التعرّف على عدد من الصعوبات التي قد تواجه الفريق في هذه المهمة وأهمها تأثير الضغط في الطائرة على المريض، وإدارة الأكسجين، وتأمين الاستقرار العام للمريض في حالته الراهنة لتحمّل مسار الرحلة الذي يستغرق ما يقارب الساعتين والنصف. كما أن تأشيرة زيارة ابنه قد قاربت على الانتهاء ولم يكن لديه أي أقرباء آخرين في السلطنة.
وبناءً على ذلك، وُضعت الخطط بالجهود المشتركة بين مستشفى السلطان قابوس الجامعي ومستشفى كيمز عُمان وطيران الهند وشركة سودير في عُمان؛ لنقله بوجود المعدات والأجهزة المطلوبة على متن الطائرة لمواجهة أي تعقيدات محتملة.
وكان من المقرر أن ينقل سودير في السادس عشر من فبراير لهذا العام بعد أكثر من 4 أشهر من وقوع الحادث، عن طريق رحلة طيران على متن إحدى طائرات طيران الهند، ورافقه د.ابيشك اجاي كول طبيب الطوارئ والممرضة اميل خوسيه من مستشفى كيمز عُمان مع ابنه المرافق له، كما تم نقل معه المعدات الأساسية تحسباً لأي ظرف طارئ. وتم إدخال سودير على متن الطائرة بواسطة المصعد إذ كان مقيداً في سرير تطلبت مساحته إزالة 9 مقاعد من الطائرة، وتم تجهيزه باستخدام الأجهزة والمعدات المحمولة التي تم استخدامها أيضاً لقياس المؤشرات الحيوية لسودير في أوقات متفرّقة. وقد استغرقت الرحلة 11 ساعة بدءاً من مستشفى السلطان قابوس الجامعي بما في ذلك أوقات الانتظار في مطار مسقط ومطار مومباي إلى أن تم تسليمه إلى الجهات المختصة في الهند بنجاح. وتعتبر هذه المهمة المنجزة دليلاً على قدرة وكفاءة مستشفى كيمز عُمان في التعامل مع أي حالة طوارئ بكل احترافية، إذ يقدم قسم الطوارئ بمستشفى كيمز عُمان جودة عالية من الخدمات بأفضل التجهيزات والمعدات لتلبية أي حالة طبية طارئة وبأيدي أمهر الخبراء.