وكالات - ش
يعيش منتخب البرازيل واحدة من أفضل فتراته على صعيد الأداء الفني والنتائج منذ زمن بعيد، بصمة المدرب القدير تيتي واضحة جداً حتى الآن الأمر الذي انعكس على الحالة المعنوية للفريق والجماهير ووسائل الإعلام، الجماهير البرازيلية تؤمن الآن بقدرة منتخب بلادها على معانقة المجد في كأس العالم 2018.
البرازيل نجحت في حسم تأهلها مبكراً إلى نهائيات كأس العالم 2018 وهو المنتخب الوحيد الذي فعل ذلك من قارة أمريكا الجنوبية، الفوز على باراجواي بثلاثة أهداف دون رد مع تقديم أداء ممتع يجبرنا على فتح ملف المدرب تيتي.
أولاً .. الثبات على خطة لعب واحدة وفلسفة واضحة
تيتي يبدو أنه مقتنع بأن خطة 4-3-3 والتي تصبح أحياناً 4-1-4-1 هي الأنسب لمنتخب البرازيل، حيث طبق هذه الاستراتيجية في المباريات الثمانية التي تولى خلالها تدريب المنتخب مما يوضح امتلاكه فلسفة ثابتة لا تتغير بتغير المنافسين.
على العكس منذ ذلك، فإن كارلوس دونجا المدرب السابق للسيليساو لم يملك فلسفة ثابتة وواضحة وكان دائم التغيير على صعيد الاستراتيجية وخطة اللعب بناءً على المنافس الذي سيواجهه، حيث تنقل بين خطة 4-4-2 و 4-3-3 و 4-2-3-1 خلال 26 مباراة.
كما أن فلسفة تيتي تعتمد على توسيع رقعة اللعب، الانتشار على المستطيل الأخضر، الاعتماد على التوغل عبر تناقل الكرة بتمريرات قصيرة لكن مباشرة اتجاه المرمى (ليس تمرير عرضي) ومنح اللاعبين الحرية لتطبيق مهاراتهم في الملعب مع البحث عن المساحة الشاغرة دائماً في الملعب مهما. فلسفة هجومية واضحة لم تتغير أو تتبدل.
ثانياً .. النتائج في تحسن مستمر
تيتي قاد منتخب البرازيل في 8 مباريات ضمن تصفيات كأس العالم 2018 حتى الآن واستطاع تحقيق 8 انتصارات، نتائج تؤكد تطور المنتخب تحت قيادته، وهي لم تحقق مع كارلوس دونجا الذي حقق انتصارين فقط وتلقى هزيمة وتعادل 3 مرات في عام 2016 قبل إقالته. علماً أنه حقق 4 انتصارات فقط في آخر 10 مباريات له مع السيليساو وتلقى هزيمتين.
البرازيل استطاعت عبر نتائج تيتي أن تقفز من المركز السادس في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى كأس العالم في مارس 2016 مع دونجا، إلى المركز الأول بفارق 9 نقاط عن أقرب المطاردين، مما منح السيليساو بطاقة التأهل إلى المونديال.
ثالثاً .. الأداء الدفاعي والهجومي تحسن بشكل واضح
ليست النتيجة النهائية هو المهم مع تيتي، بل جودة خط الهجوم وخط الدفاع أيضاً، المباريات الثمانية التي قاد فيها البرازيل خرج خلالها فريقه بشباك نظيفة 6 مرات، حيث تلقى هدفين فقط بنسبة 0.25 هدف في اللقاء الواحد، فيما سجل 24 هدفاً بواقع 3 أهداف في اللقاء الواحد.
الغريب هنا أن تيتي يتبع أسلوب هجومي مقارنة بدونجا الذي قيل أنه واقعي ويعتمد على الدفاع، رغم ذلك فإن كارلوس خلال آخر 10 مباريات تلقت شباك فريقه 10 أهداف وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بما يحققه تيتي.
رغم ذلك الأهم هو الظفر بكأس العالم
كل ما حققه تيتي حتى الآن لن يعد ذات أهمية إن أخفق منتخب البرازيل في تحقيق المطلوب في كأس العالم والوصول إلى المباراة النهائية ثم تحقيق اللقب، أي نتيجة غير ذلك ستمحي كل ما فعله المدرب البرازيلي في الأشهر الماضي وربما تختتم مسيرته بقرار الإقالة الذي طال العديد من المدربين في الماضي بسبب إخفاقهم خلال المونديال.