مسقط - عزان الحوسني
كشفت بيانات مائية لوزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه أن ملوحة المياه الجوفية على طول ساحل الباطنة ارتفعت بمقدار 39 % في حوالي (640) بئرا.
وتعد الأجزاء الساحلية من ولايات بركاء والسويق والخابورة من أكثر المناطق تضرراً من ارتفاع ملوحة المياه الجوفية بساحل الباطنة حيث بلغ مقدار ملوحة المياه الجوفية في بعض الأجزاء الساحلية أكثر من (15.000 ميكروسيمنس/ سم) فيما تحسنت ملوحة المياه في بعض آبار المراقبة، وبلغ مقدار التحسن في نوعية المياه الجوفية حوالي 26 % في (233) بئراً لا سيما الواقعة في بعض الأودية الرئيسية كوادي الرسيل والخوض والحيل، وكذلك بعض أجزاء من أودية الفرع وبني خروص بخاصة الأجزاء البعيدة عن مناطق الساحل (جنوب الشارع العام).
وأوضحت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، رداً على أسئلة "الشبيبة"، أن ما تعانيه المحافظات الساحلية ولا سيما محافظتي شمال وجنوب الباطنة من ملوحة شديدة، يأتي تأثيره واضحا من خلال المنازل والمباني القريبة من الشاطئ وكذلك الاراضي الزراعية التي أصبحت أراضي بيضاء ليس بالامكان زراعتها.
وقالت الوزارة إنها اتخذت العديد من الإجراءات للحد من تفاقم ظاهرة الملوحة بساحل الباطنة وغيره من السواحل المتأثرة بالملوحة وذلك من خلال المراقبة الدورية وترشيد استهلاك المياه، عن طريق تنفيذ المسوحات الحقلية لمراقبة التغيرات في ملوحة المياه الجوفية بساحل الباطنة وتحديث هذه البيانات كل خمسة أعوام، بالإضافة إلى تحديث شبكة مراقبة الموارد المائية بمحافظتي شمال وجنوب الباطنة والتي تتضمن حوالي (568) نقطة مراقبة تشمل قياس الأمطار، وتدفقات الأودية، ومستويات المياه الجوفية، ونوعية المياه بالإضافة إلى مراقبة سدود التغذية الجوفية من خلال القيام بدراسة المسوحات الحقلية لمراقبة التغيرات في ملوحة المياه الجوفية بساحل الباطنة والتي من خلالها تم تحديد المناطق المتأثرة بالملوحة. وكان ترشيد الاستهلاك يتم من خلال عدم السماح بحفر الآبار الجديدة الفردية للمزارع.
وأشارت الوزارة الى أن استراتيجية إدارة موارد المياه بالسلطنة سواء الحالية أو المستقبلية ترتكز على عدة محاور أهمها مواجهة التحديات والمشاكل القائمة والمتمثلة في شح المياه، وتداخل المياه المالحة بالمياه العذبة، والنقص في إمدادات المياه ببعض المناطق وتدني معدلات تدفق الأفلاج نتيجة قلة معدلات التغذية الجوفية، ومن ثم العمل على إيجاد الحلول لهذه المشكلات من خلال إيجاد التوازن بين كميات المياه المتوفرة (المتجددة) وكميات الطلب على المياه مع الأخذ في الاعتبار زيادة النمو السكاني خلال الأعوام المقبلة.
ويتضمن دور الوزارة في تأمين المستقبل المائي إنشاء سدود التغذية الجوفية حيث تمت إقامة (15) سداً في محافظتي الباطنة تهدف إلى زيادة كمية المياه لتغذية الخزان الجوفي، وبالتالي الحد من ظاهرة تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية العذبة في الأجزاء الساحلية. وقد تمكنت سدود التغذية الجوفية بساحل الباطنة منذ إنشائها وحتى نهاية عام 2015م من احتجاز كميات مهمة من المياه بلغت حوالي (867) مليون متر مكعب.